ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 03/02/2012/2012 Issue 14372

 14372 الجمعة 11 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

سين.. سيرة ذاتية ناقصة

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأديبة الكويتية سعدية مفرح صدر لها كتاب بعنوان: (سين... نحو سيرة ذاتية ناقصة) عن الدار العربية للعلوم ناشرون - بيروت.. وتقول أ. سعدية مفرح في كتابها: رحلت والدتي فعلاً، لكنها تركت الكثير منها فيّ، وبعد رفقة امتدت على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمان بشكل يومي حميم، صرت، أنا المختلفة عنها دائماً، وربّما في كل شيء كما كنت أعتقد، أفكر كما كانت تفكر، وأحب ما كانت تحب، وحتى عطر دهن الورد الذي كانت تفضله على غيره من العطور صرت أحبه واستلهمه، وأكاد أشمه في كل فضاءاتي كلما استحضرتها أو استحضرتني..

هل تفكيري فيها بهذه الطريقة يغني عن قصيدتي لها؟..

هل أكتب لها أم عنها؟..

هل أكتب عنى معها؟ أم عني في غيابها؟..

هل استذكرها؟.. أم استحضرها؟.. أم أعيد خلقها في قصيدتي؟..

لا أدري، أريد أحياناً مفردات وجملاً شعرية غير مكتملة كهذيان.. لكنها تغيب.

قبل رحيلها، لم يكن الموت قريباً مني إلى هذا الحد، ولكنها عندما ماتت في حضني، وتسربت روحها من جسدها وتصاعدت نحو السماء، بينما أسند رأسها على صدري، كانت نظرتها الأخيرة لي، وكلمتها الأخيرة لي، ورائحتها الأخيرة الممزوجة بدهن الورد في أنفي، فأي قصيدة يمكن أن تكون إذن؟..

عندما عدت بعد دفنها في مقبرة الجهراء الموحشة، كأيّ مقبرة، لغرفتي، شعرت أنني تحررت من خوفي الذي تنامى في السنوات الأخيرة بشكلٍ مرضيٍّ عليها.. لكنني لحظتها دخلت نفقاً يشبه قبراً صغيراً.

وعندما ذهبت لزيارة قبرها لاحقاً، تكثف المعنى الشعري كله في شكل القبر الذي كان أمامي، شعرت بألفة نادرة مع المقبرة، وكانت رائحة الورد تلاحقني وترسم خطوطاً مستقيمة بين القبور الكثيرة لتدلني على ما يخصني من كومة تراب.. كنت ألمح قصيدتي.. معطرة بدهن الورد تنتظرني هناك كي ألحق بها يوماً ما.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة