ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 05/02/2012/2012 Issue 14374

 14374 الأحد 13 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كثيرٌ من الشخصيات الاعتبارية في المجتمع، تفصح بين وقت وآخر، عن تضرّرها من كذب المتأرنتين، وتدليس المتفسبكين، وتزوير المتويترين.. آخر المتضرّرين مما يجري في سوق: (كل من إيدوا إله)، هو الأمير (منصور بن متعب بن عبد العزيز)، وزير الشئون البلدية والقروية، حيث صدر ونُشر عن الوزارة؛ بيان ينفي صحة الحساب التويتري المنسوب له، والذي ينعق الكذاب والمدلس والمزوّر من منبره باسم الأمير الوزير، بدون أخلاق ولا أدب، ولا حتى حساب لما يمكن أن ينتج عن تزوير وتزييف هذا الحساب.

كم عدد أولئك المتضرّرين من هذه الهجمات العقربية، التي تمارس هوايتها في الإيذاء من فضاءات الإنترنت..؟

أعداد كبيرة بدون شك، ففي كل يوم؛ نقرأ ونسمع عن عدد من حالات كهذه، وهذا يعطينا مؤشراً على تضخم عدد العقارب الفضائية، التي تقود حملات الإيذاء عبر وسائط معلوماتية متعددة، بدأت من المواقع الإلكترونية، ولم تتوقف عند التويتر. لقد وفرت الثورة المعلوماتية، وسائل ووسائط رقمية، تخدم الجبناء، للنيل من النبلاء، وتوفر لهم فرصة التظاهر بالفوقية والانتصار.

الأمر أكبر من هذا بكثير، فمنذ أن ظهر النشر عبر مواقع وصحف رقمية عبر الإنترنت، وهناك فئات وشرائح كبيرة من المجتمع، لم تجد فيه ما قصده الذي فطره واخترعه، من خدمة معرفية ومعلوماتية، وإنما رأوا فيه بغيتهم في التعملق على أكتاف الكبار، والحط من قيمة الناجحين، والتشكيك في تميّز المميّزين، والطعن في أعراض العباد، وتشويه صورهم، والتشويش عليهم في محيطهم، وعُرف وانكشف من هذه الفئات المريضة، فرسان متسفلون، يحركهم شعور دائم بالنقص، فيجندون الأذناب، ويستخدمون الأتباع من ضعاف النفوس، ممن يجيدون التهويش والتهريش، لخوض معارك غبارية ضد فلان وفلانة من الناس، من مواقع مظلمة خلف الكواليس، وبأسماء وهمية ومستعارة، حتى إذا جاء الفيس بوك والتويتر، ركبوا الموجة من جديد، لأن مثل هذه العقارب السامة، لا تجيد غير الأذية، فهذه طباعها:

يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى

حب الأذية من طباع العقرب

عجيب أمرنا نحن في هذا الكون الفسيح..!

العالم من حولنا يكد ويكدح، يتعلّم ويعمل، يفكر ويُقدِّر، يبدع ويخترع، يزرع ويصنع، ينتج ويمد العالم بما يحتاجه من غذاء وكساء وعلم ومعرفة. أما نحن.. فيحق للعاقل منا أن يتساءل: ما كدّنا وما كدحنا، وما نوع التعليم الذي نريد، والعمل المفيد، وهل نحن ممن يبدع ويخترع، أو يصنع ويزرع، عوضاً عن أن ينتج ويكتفي بما ينتج، وهل نستخدم عقولنا ونفكر، وإذا فكرنا فبم نفكر..؟ وإلى متى ونحن عالة على غيرنا؛ ممن ننعتهم بالكفر، وندعو عليهم ليل نهار؛ بالشرور والثبور وويلات الأمور..؟!

خذوا أبسط المستهلكات التي نحولها إلى مهلكات. المنتجات المعلوماتية، والمخترعات الرقمية. بدلاً من أن نسخّرها لمنافع معلوماتية، ونجعل منها وسائل تعليمية، وطرائق نحو عوالم عملية وعلمية، نجد منا من يبتذلها بشكل دنيء ورخيص، بدوافع نفسية مريضة، بكم هائل من الأحساد والأحقاد والضغائن، بهدف إيذاء الغير، حتى ترضى هذه النفوس المريضة، وتحلّق في سماوات من الانتصارات الزائفة، والبطولات الهايفة، ولا يهم بعد ذلك ماذا يجري حولها من أضرار دينية وأخلاقية وقيمية واجتماعية. الأنا هي سيدة الموقف في هذه المواقف البوهيمية. فقط: (أنا ومن بعدي الطوفان).

كلما ظهرت وسيلة جديدة من وسائل التواصل الاجتماعي، جاء من المهابيل من يهتبلها للشر لا للخير، وبرز من همه نشر الشائعات البغيضة، والدسائس الرخيصة، والنفثات الحاقدة، وانتحال شخصيات وأعيان بكل صلف وسخف، ظناً منه أنه سوف يسقط فلاناً أو يزيح فلاناً، غير مدرك أن الكبار يظلون كباراً، وأن الخيّرين؛ محميين بأخلاقهم النبيلة، وشيمهم العريقة، وقيمهم التي لا تهتز، لمجرد أن غراباً نعق في واد اسمه التويتر، موهماً نفسه أنه بلبل يغرّد. ما غرّد من تجرد من الإنسانية، ولكنه صوّت بشكل موحش، حتى أضحى عواء الذئب أنساً إلى جانبه:

عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى

وصوّت إنسان فكدت منه أطير

assahm@maktoob.com - Assahm1900@hotmail.com
 

وَا.. (مُغرِّد) بوادي (الزُّور)..؟!
حمّاد بن حامد السالمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة