ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 05/02/2012/2012 Issue 14374

 14374 الأحد 13 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

لأن مهنة الطب تتعلق بالنفس البشرية, وبصحة الإنسان, وحياته, ووقايته مما يعطله ويضره أو يزيل وجوده (بإرادة الله عز وجل).

وقد أجمع علماء الدين والعلم والعلوم والحكماء والفلاسفة والأدباء, على شرف مهنة الطب, وأهمية الطبيب. قال الشافعي-رحمه الله: «صنفان لا غنى للناس عنهما:»العلماء لأديانهم, والأطباء لأبدانهم», وذكر الرازي فضل (الأطباء) بقوله: «إنهم قد جمعوا خصالا لم تجتمع لغيرهم, منها اتفاق أهل الأديان والملك على تفضيل صناعتهم؛ واعتراف الملوك والرؤساء والحكماء بشدة الحاجة إليهم؛ ومجاهدتهم الدائمة باكتشاف المجهول (والذي يداهم الإنسان- وهي الأمراض) ومعرفته وتحسين علاجه, واهتمام الأطباء الدائم بإدخال (الصحة) بإرادة الله, والسرور والراحة على غيرهم.

ونحن وأنتم ولله الحمد نعلم علم اليقين من خلال أبنائنا وبناتنا الأطباء والطبيبات, أن الطبيب بصورة عامة, والطبيب المسلم خاصة يتحلى بمكارم الأخلاق, فلا يتغير خلقه مع الفقير أو الغني, ولا مع الضعيف أو القوي, ولا مع الحاكم أو المحكوم, ولا كونه رئيسا أو مرؤوسا, ومصدر هذا الثبات أن الطبيب لابد من تمسكه بأخلاقيات (مهنة الطب) والتي هي قبل كل شيء (مكارم الأخلاق), وليس لنوازع المصالح والأهواء الشخصية أي دور في هذه الصفة التي تميزه عن بقية البشر (وعندي شخصيا دليلان من هذه الأدله - طبيبان- الدكتور وسيم-والدكتور أياد - وهما أبنائي).

ولكن دعونا أن نبتعد عن أبنائنا وبناتنا, ونقر ونعترف أن الطبيب, وقبل وبعد أن يكون (طبيبا), فهو بشر مثلي ومثلك ومثلها, أي مخلوق ضعيف من مخلوقات الله عز وجل, يخطئ ويصيب, وهنا تأتي (أهمية الهيئة السعودية للتخصصات الصحية لحماية مهنة الطب في بلادنا), والتي يسرني أن أطلق عليها: «صمام الأمان لصحة الإنسان».

أعود وأقول وأثبت إن بلادنا المملكة العربية السعودية كغيرها من بلدان العالم المتطور والمفتوح, وعيون العالم متوجهة لها, والكل يريد أن يقتطف (فاكهة الخير) والتي تتمتع بها هذا البلد الأمين والأمن, ولهذا شد الرحال إليها الآلاف إن لم نقل الملايين من البشر, وكل يبحث عن وسيلة ليحقق بها (غايته) حتى لو كانت وسيلته أو وسائله غير نظامية أو بلهجتنا الرقيقة (الوسيلة المزيفة أو المزورة).

فقد شهدت الساحة الطبية (مع مزيد من الندم والأسف) عودة الحديث عن (الشهادات الطبية المزورة) للظهور والانتشار من جديد ليس داخل المملكة فقط بل حتى في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها, وهناك اكتشفوا الملايين من الشهادات المزورة والتي (تباع) في أماكن مشابهة لأماكن (كل شيء بريالين) والتي انتشرت في بلادنا بشكل خطير.

نعود للشهادات المزورة التي اكتشفتها الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ووصل عددها إلى (920) شهادة صحية مزورة في الوقت الذي منعت الهيئة (آلاف) من الأشخاص لممارسة المهن الصحية بعد رسوبهم في امتحان (التصنيف المهني) والذي تخضع فيه الهيئة كل من يريد مزاولة الطب في المملكة.

ووفقا للأرقام التي أعلنتها (الهيئة) وتم الكشف عنها فقدرت بـ(920) شهادة صحية مزورة, كما تم رفض أكثر من (1600) شهادة أخرى احتمالية تزويرها عالية, والتي لم يقتصر تواجدها على القطاع الصحي الخاص, بل والحكومي أيضاً.

من جانبه صرح مساعد الأمين العام للهيئة السعودية للتخصصات الصحية على ظاهرة (الشهادات الصحية المزورة) بالقول: «إن الهيئة تعتمد في كشف عمليات التزوير على تجاربها السابقة وإلمامها بالأختام وطبيعة التوقعات التي تحملها الشهادات الطبية بصورة عامة».

هذا ويعتبر حجم (الشهادات الصحية المزورة) قليل مقارنة بالعدد العام للممارسين الصحيين الذين يتجاوز عددهم أكثر من (200) ألف ممارس, إلا أن الآثار السلبية لن تعد ولن تحصى في حال عدم كشفهم وممارستهم للعمل, الأمر الذي يؤكد على أهمية (امتحان التصنيف المهني) الذي تجريه (الهيئة) والذي (بالفعل) أسهم في الكشف على (الآلاف) من حاملي شهادات الطب ذوي المهارات السريرية المحدودة غير الآمنة.

وقبل أن أصوغ موضوعي هذا قمت بزيارة في اعتقادي أنها (ذات أهمية) كبرى لنقل حقيقة ربما يجهلها الكثير من المواطنين والمقيمين من الجنسين, عن أهمية (الهيئة السعودية للتخصصات الصحية), وهي حرصها واهتمامها ومراقبتها واكتشافها (الأخطار) قبل وقوعها علينا وعليكم من خلال (أطباء وطبيبات) يحملون ضمائر خبيثة وسيئة بشهادات مزورة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ثم الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. التقيت في زيارتي هذه سعادة الأستاذ الدكتور سليمان بن عمران العمران - الأمين العام المساعد للهيئة - وكذلك الأستاذ عبدالله سعيد الزهيان - مدير العلاقات والإعلام, واللذين تفضلا بتزويدي بمجموعة من إنجازات ومطبوعات الهيئة مثل: «نظام مزاولة المهن الصحية- أخلاقيات مهنة الطب وهو دليل إرشادي للممارسين الصحيين - دليل التصنيف والتسجيل المهني للممارسين الصحيين- والكثير الكثير مما يشبع فضولي واستطلاعاتي اللامحدودة.

رسالة اختتم بها موضوعي هذا أوجهها إلى الأطباء العاملين في بلادنا وأخص منهم أبناء وبنات هذا الوطن الأعزاء: «طريق الخطأ سهل ولكن عقابه عند الله وفي الدنيا شديد, تذكروا أن المسلم لا يغش ولا يزور ولا يخدع ولا يكذب (قل الحق ولو على نفسك).

أنت طبيب وأرواحنا بعد الله في يدك... فاحفظها... يحفظك الله... وابتعد عن الكسب الحرام المزور, هداك الله وحفظك من كل سوء وأبعدك عن الغش والفساد والتزوير وتذكر أولا وقوفك يوم القيامة أمام ربك, ثم تذكر قسمك الطبي الذي أقسمته على نفسك يوم حملت رسالة الطب!

farlimit@farlimit.com
 

أهمية الهيئة السعودية للتخصصات الصحية لحماية مهنة الطب في بلادنا!
د. محسن الشيخ ال حسان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة