ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 06/02/2012/2012 Issue 14375

 14375 الأثنين 14 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

* هناك سؤال يلحُّ البعضُ منا في طرحه بمناسبة وبُدونها حـــول (قيادة المـــرأة للسيارة).. وكأنه لم يبقَ لنا من هموم في (أجندة) التنمية سواه، وأكاد أجزمُ أن هذا السؤالَ قد وقع فريسة الجدل والجدل المضاد منذ سنين، وأُشبِعَ بحثاً ورداً بلغَ العظمَ، وحقق بعض (المتجادلين) باسمه أو ضده (بطولات) على صفحات الصحف، وبعض المنابر المسموعة والمرئية!

***

* وأحسب أن السوادَ الغالبَ من الناسَ آباءً أو أمهات عن كل ذلك لاهون بما هو أهم وأجدى، مشغولون بزاد يومهم وغدهم، وبتعليم أبنائهم وبناتهم، يؤرقهم الشوقُ ويشدُّهم الحنينُ إلى اليوم الذي تتجاوز فيه براعمُهم الشابة بوابةَ الجامعة أو ما في حكمها إلى ساحات العيش الفسيحة، معتمدين على أنفسهم بعد الله، يسعون في مناكب الحياة طلباً للرزق، فمنهم من يحالفُه الحظ في قطاع حكومي أو خاص، فيفوز بعمل يحفظ له ماءَ وجهه، ومنهم من تُوصَد الأبوابُ في وجهه لعلةٍ قد يكون المعنيَّ بها، إما لأنه لم يدرك «التأهيل المطلوب» لشغل الوظيفة، وإما لاشتراطه هو ضوابطَ ومواصفاتٍ توسع الفجوة بينه وبين فرصـة العمل، ليبقى بعد ذلك عالةً على نفسه وأهله، ثم الدولة التي تسعى بدورها إلى إقالة عثرته بأسلوب أو آخر!

***

* ولقد فُتِنتْ نفسي مراراً بعنوان هذا الحديث، غايةً وآليةً ونتائجَ، وانتهيت إلى التصور التاّلي.. فأقول:

- ليس (لقيادة المرأة) في تقديري المتواضع أولويةٌ حادة تتوارى أمامها الأولويات، يُشّد إليها رحالُ الذهن، ويَشقى بها الخاطر ويسهر كما يفعل كثيرون، بل أكادُ أجزم أن ليس لها (أولوية) الخيار الآن وربما بعد حين في (أجندة) معظم العقلاء من الناس، الرجال منهم عامة.. والنساء خاصة، وأجرؤُ على القول إنَّ من بين عشرة (نشطاء) شغلوا أنفسهم وفتنوا الناس معهم مطالبين بقيادة المرأة للسيارة، قد لا يجد الباحث بينهم من النساء سوى اثنتين أو ثلاثاً أو عشراً ينتمين إلى هذه الفرقة، الأمرُ الذي يعني أن أولوياتِ الحياة كثيرةٌ، مما يدخل في (ضرورات) العيش.. لا (ترفه)!

***

* اليوم، أجدني أميل بعض الميل إلى (المتحفظين)، لا ازدراءاً للمرأة والعياذ بالله، ولا انتقاصاً منها أو إقصاءاً لها، ولكن وراء الأكمة أمورٌ يدركها الخاص والعام من الناس تجعل الاستجابة لهذا السؤال في هذا الوقت تحديداً مسألة فيها أكثر من نظر.

***

* حسبنا اليوم إدراكاً أن شوارع معظم مدننا الكبرى وميادينها وطرقها العالية حُبلى بمراهقات بعض الذكور فـي التعامل (استهتاراً) مع السيارة ومن فيها ومن حولها من البشر، ومع الطريق نفسه، ومع أوامر السير وآدابه و(تقنياته)، فكيف الأمر لو كان السائق امرأة آناءً من نهار أو أطرافاً من ليل كيف ستتعامل مع هذه (المطبات) والنتوءات الأخلاقية والحضارية التي تشوه إنسانية البعض بوعي حيناً، وبدونه معظم الأحيان !

***

* أخيراً.. أرجو ألاّ يرجمني أحد بالظنَّ أنني ضد المرأة، سـواء قادت سيارة أو طائرة أو حتى مركبة فضاء، لكن هناك فـي تقديري المتواضع أولويات تهم المرأة وتهمنا معها ولها، من أبرزها تنقية بعض الأذهان من تشوهات الفهم غير السوي عنها وتصنيفاته لها، بعضُها أفرزه موروثٌ قديم يضع المرأة اجتهاداً في منزلةٍ من الدونية، وهي التي كرمها ديننا الحنيف وصانها كرامةً وعفة وتقديراً، وهي لا ريبَ شريكٌ للرجل، شئْنا أم أبيْنا في (قيادة) مركبة الحياة السوية، وبدونها، لا طعمَ للحياة ولا لوناً.. ولا جمالاً! ومتى ما بلغنا هذه المرحلةَ الإنسانية من السمو في فهم المرأة والارتقاء في التعامل معها، عندئذٍ لكل حدثٍ حديث!

 

الرئة الثالثة
أن تقود المرأة.. أو لا تقود.. ليس هذا هو السؤال !
عبد الرحمن بن محمد السدحان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة