ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 08/02/2012/2012 Issue 14377

 14377 الاربعاء 16 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

*رغم اشتراكية (عبد الله البردوني)، ورغم نفسه الثوري، واحتقانــه عــلى مجتمعه بصورة كبيرة، إلا أن الإنسان قد يجد ميلاً إلى أدبه الاجتماعي، المنطوي على بعض القيم الأخلاقية، وبعض الشخصيات الثقافية قد تتعاطف مع واقعها، لا مع طرحها، أو فلتات لسانها الحاد. وقد يكون شاعر (اليمن) من هذه الفئة، اجتمع عليه مصائب عدة: فقد البصر، والفقر، والمرض، والتشوهات الخلقية، لذا لم يقف صامتاً، وهو يرى بعض الفئات يستشري فسادها في المجتمع وينتشر من غير حسيب، أو رقيب. (الأولى) سادت وبغت، وعاثت فساداً في الأرض بسلطة المال، (والثانية)، تسلقت على أكتاف المجتمع بسلطة الدين، وأعطت غطاءً شرعياً وقانونياً لسلوكها وسلوك الفئة (الأولى)، ومتى اتخذ الفساد صبغة شرعية، ولم يستطع أحد تقويمه أو معالجته بأي وسيلة من الوسائل كان ذلك مؤذناً بانهيار أخلاقيات المجتمع وقيمه، وحتى من خلال الفن، أو العمل المسرحي لم نكن راضين تمام الرضا عن ملامسة بعض الخطوط التي نزعم عن جهل بأنها (حمراء). كلتا الفئتين التي أشرت إليهما مهدت عوامل كثيرة لظهورهم، لمزهم (البردوني)، وغمز قناتهم بقوله بطرق مختلفة:

وأقبح النصر نصر الأقوياء بلا

فهمٍ. .. سوى فهم كم باعوا وكم كسبوا

أدهى من الجهل علم يطمئن إلى

أنصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا

* آلمه هــذا السلوك المشين، والسكوت المخزي عليهم، مع أنه عاش في بلاد كانت ولا زالت مسرحاً للفقر، ومرتعاً للبؤس، قبل الحروب وبعهدها، مع يقيني أن رسالة الأديب التي اضطلع بها إنسانيــة، تتجاوز الحدود والأقاليم. والواقع أن تمجيد المجتمع المزيّف لهذه الفئات، وغض الطرف عنها، ومصانعتها ومجاملتها، ومحاباتها هو الذي جعلها تختلق لنفسها هذا الــواقع وتعيش به، وتجلب عداوة الآخرين، وتنفرهم منهم:

قالوا: هم البشر الأرقى وما أكلوا

شيئا، كما أكلوا الإنسان أو شربوا

* بعد الأمن في الأوطان، والصحة في الأبدان، المال نعمة كبرى على الإنسان، إذ إنه عصب الحياة، لا تستقيم بدونه، ولذا ندب الإنسان إلى ضرب مناكب الأرض في سبيل تحصيله بالطرق المباحة، بل عد ذلك لوناً من ألوان العبادة لله، وعمارة هذا الكون، متى صدقت النية، وسلمت المقاصد، ومتى كان (العلم) كذلك هادياً للإنسان إلى طرق الخير، سالكاً به مسالك الصالحين كان ذلك نعمة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها.

* هذه الصورة القاتمة التي رسمناها عن هذه الفئات تقابلها في مجتمعنا فئات كثيرة تتفق معها في الغنى، والعلم، وتختلف معها في سبل تحصيله وإنفاقه، حتى لا تعلم أيمانهم ما تنفق شمائلهم، ويجدون من ذوي العلم والتقى من يأخذ بأيديهم، ويدلهم على سبل الخير وطرق اكتسابه، من غير أن يكونوا فريسة لرغائبهم الدنيوية.

dr_alawees@hotmail.com
 

أوتار
مصيبة المجتمع
د.موسى بن عيسى العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة