ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 08/02/2012/2012 Issue 14377

 14377 الاربعاء 16 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

دراسة حديثة عن «ثقافة الوقف في المجتمع السعودي» تؤكد:
الإعلام شريك إستراتيجي في تنمية وإدارة الوقف

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجزيرة - الرياض:

تظل الحاجة إلى الوقف في أيامنا هذه ماسة، وأكثر إلحاحاً من ما مضى بالنظر إلى تضاؤل دوره في المجتمعات الإسلامية المعاصرة ومنها المجتمع السعودي واقتصاره على أوجه محدودة، بخلاف ما كان عليه الوقف في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم ، وصحابته - رضوان الله عليهم من بعده - الذي شمل غالبية احتياجات المجتمع المسلم، هذا ما ناقشه، وبحثه الزميل الأستاذ سلمان بن محمد العُمري في مؤلفه الجديد الذي حمل عنوان: (ثقافة الوقف في المجتمع السعودي بين التقليد ومتطلبات العصر - رؤية من منظور اجتماعي شرعي).

دعوة إلى إحياء الوقف

وقد قدم لتلك الدراسة معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للأوقاف الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ الذي أكد أن الثمار التي جنتها الأمة الإسلامية من الأوقاف في العصور الماضية كبيرة مما يعد من محاسن هذه السنة الشريفة، وتدفع إلى إنعاشها وتطويرها والعناية بها، وكان للملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - العناية التامة بالأوقاف، فاعتنى ببناء المساجد وشؤونها، والدروس العلمية فيها بصفة عامة، وبالحرمين الشريفين وشؤونهما بصفة خاصة، فأمر بإنشاء إدارات للأوقاف في كلٍّ من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجُدة، وسار أبناؤه الملوك والأمراء يتبعون أثره في أعمال الخير، وتابعوا الاهتمام بالأوقاف ورعايتها وتنظيمها، وأُنشئت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، كما أُنشئت لها الفروع في كل مناطق المملكة، وتوج عقب ذلك إنشاء هيئة عامة للأوقاف، وكان اهتمام الوزارة ظاهرًا بكل ما يتعلق بالأوقاف حيث وضعت لذلك الخطط المهمة، كما نظّمت العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية والبرامج المتنوعة، وأصدرت القرارات المنظمة للأوقاف في المملكة.

ووصف معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ الكتاب بأنه متميز ونافع - بإذن الله - في بابه، وقال: اطلعت على كتاب الأخ الأستاذ سلمان بن محمد العُمري (ثقافة الوقف في المجتمع السعودي بين التقليد ومتطلبات العصر» فوجدته كتابًا نافعًا في بابه، فيه رؤية من منظور اجتماعي شرعي، وفيه دعوة إلى إحياء الوقف والعناية به، كما أن فيه بيانًا في تنوع الواقفين في أعمال البر، فهو لبنة نافعة في الوقف، فجزى الله مؤلفه خيرًا، وجعله خالصًّا لوجهه الكريم، إنه نعم المولى ونعم النصير.

تطامن دور الوقف

أما الأستاذ سلمان العُمري فقد استهل تقديمه للكتاب بالقول: أُقدمَ هذه الرؤية من خلال صفحات الكتاب؛ نظراً لتضاؤل دور الوقف المعاصر على الرغم من اشتداد الحاجة إليه, فمما يؤسف له ويحزن عليه ما نشاهده ونعيشه من تطامن دور الوقف وتواضع إسهامه في إنجاز ما نرجوه من نهضةٍ وتقدمٍ وتنمية, على خلاف ما كان عليه في الماضي؛ فالوقف في تاريخنا الإسلامي والعربي دوره الكبير في النهضة العلمية والفكرية والخدمات الصحية والمعيشية في عصور طويلة للأمة, تلك النهضة التي لم تحظَ بها حضارةٌ في تلك العصور, وإذا فتشتَ عن تفسيرٍ لها, فلن تجد تفسيراً صحيحاً سوى عمليات الوقف على كافة النشاطات الفكرية والعلمية والصحية, وبخاصةٍ إذا عرفنا أنَّه لم يكن هناك وزارة للتعليم, فالتعليم كان بتمويلٍ من الأوقاف.

وقال: إننا بحاجة ماسة اليوم لأن تقوم الأوقاف بدورها, وأن تساهم مساهمةً فاعلة في التنمية وفق رؤية شرعية منطقية غير تقليدية, يمكن لها أن تمدَّ عمليات الوقف بالمزيد من القوة والفاعلية, فجوانب التطوير والتجديد في العمليات الوقفية متنوعة ومتعددة، منها ما يرجع إلى الأموال الموقوفة, وما يمكن أن يندرج تحتها من مفردات تحتل أهمية كبيرة في واقعنا المعاصر, ومنها ما يرجع للصيغ الاستثمارية والتمويلية لعملية الوقف, ومنها ما يرجع إلى المؤسسات القائمة المشرفة على عمليات الوقف سواء تمثلت في الجهات الواقفة, أم تمثلت في الجهات المديرة المشرفة.

الوقف مصدر اقتصادي

وأشار إلى دور الوقف في تاريخ الإسلام صور، وأثره في دعم التنمية والعمل الخيري، وتحقيق نهضة وتقدم المجتمع المسلم، فقال: إن التاريخ الإسلامي يؤكد لنا أنَّ الأوقاف قد شملت جميع مناحي الحياة, وساهمت في خدمة الإنسان في مختلف مجالات التنمية قديماً وحديثاً, وقد أثبتتِ التجربة التاريخية الدور الكبير والعطاء المتميز للوقف كمصدر اقتصادي؛ لتنمية المجتمعات الإسلامية, وقاعدة صلبة من قواعد بنائه, ودعم إمكانياته البشرية والمادية.

وأكد سعادته أن النتائج العظيمة والثمار الطيبة التي تحققت للأمة الإسلامية من الأوقاف في عصور ماضية لجديرةٌ بأن تدفعنا لأن ننظر لهذه السُنة نظرة عصرية، تمنح الأوقاف فاعلية ودوراً في دعم مسيرة التنمية ولاسيما في القطاعات التي تتطلب التعاون مع الدولة، مثل: التعليم والصحة، والبطالة وغيرها.. وهذه النظرة يجب ألا تكون بعيدة عن الأنشطة الاستثمارية المشروعة التي يمكن من خلالها تنمية الأوقاف وبالتالي زيادة إسهاماتها في تحقيق التكافل ومضاعفة عدد المستفيدين من ريعها، وكذلك التعريف بثواب الوقف والإنفاق في الإسلام، وتبسيط إجراءات الوقف والتعريف بها على أوسع نطاق، كذلك عرض الضمانات التي تؤكد للواقف أن أموال الوقف تذهب لمستحقيها؛ فالشفافية والثقة يشكلان معاً الأرض الخصبة التي يمكن أن تزدهر وتحيا فيها سنة الوقف في هذا العصر.

وطرح المؤلف في صفحات الكتاب وهذه الدراسة البحثية، ثقافةً إستراتيجيةً جديدةً؛ لتحويل الأوقاف إلى مؤسسات تنموية مانحة تخدم المتبرع بالوقف, والمستفيد منه؛ وليكون الوقف أكثر إنتاجاً وفاعليةً في المجتمع؛ كما قيل: (حتى تحسن اختيار الحاضر فكِّر بما تريده في المستقبل)، وهدف إلى توسيع مفهوم الوقف لدى عامة الناس, وتغيير ثقافتهم وتصوراتهم عن الوقف؛ لكيلا ينحصر في بعض الأوجه التقليدية وبيان ما قدمه الوقف قديماً, وما يمكن أن يقدمه مستقبلاً في كافة مجالات الحياة الاجتماعية للمسلمين.

وفي نهاية الكتاب قدم المؤلف الأستاذ سلمان العُمري مجموعة من الرؤى والتوصيات والاقتراحات حول الوقف تصدرها اعتبار الوقف قطاعاً اقتصادياً ثالثاً موازياً للقطاعين العام والخاص، والاعتراف بالمشروعات الوقفية باعتبارها مرفقاً خدمياً، بكل ما يترتب على هذا الاعتراف من حماية الدولة لأعيان الأوقاف وأصولها، ومراقبة صرف غلالها.

تغير ثقافة الناس

وطالب أن يكون للإعلام أثرٌ في تغيير ثقافة الناس تجاه الوقف؛ فالإعلام شريك إستراتيجي في تنمية وإدارة الوقف؛ ففي عصر الإعلام والاتصال أصبح من الأهمية بمكان استغلال كافة قنوات الاتصال والإعلام؛ للتعريف بالوقف واستثماراته, وهذه الشراكة تنبني على وضع خطط وبرامج مشتركة بين الإعلام وإدارات الأوقاف الحكومية والأهلية؛ لإبراز الأعمال الوقفية, وتوفير المعلومات اللازمة عنها, واستغلال الإعلام كذلك لتوعية الجمهور بدور الوقف ووجوب تنوعه في مجالات التنمية عامة وعلى رأسها: الصحة والتعليم.

وشدد على أهمية أن تأخذ المرأة دورها في عملية التنمية؛ لأنها السبيل الوحيد لتحسين أوضاعها المعيشية, ومن ضمن ذلك: إدارة أوقافها أو أوقاف ذويها؛ حتى لا تستغل أوقافها, أو تتعرض للسرقة.

وقال: إنه لا مانع من الاستفادة من التجارب الحديثة عند الأمم الأخرى في مجال استثمار الوقف وتنميته والاستفادة منه بشكلٍ أمثل؛ مما يعود نفعه أكثر على الواقف والمستفيد من الوقف، كما أن يجب أن يكون لإدارات الأوقاف الحكومية والأهلية دورٌ كبيرٌ ملموسٌ على الأرض في توعية الواقفين أو المتبرعين بالوقف على الأمور المهمة التي يحتاجها أبناء المجتمع السعودي, وبيان الأولويات بينها, فالأهم يُقدم على المهم, والمصلحة العامة تقدم على المصلحة الخاصة، وقال: إن بعض المؤسسات الخيرية قد اقتصرت في إدارة أوقافها على بعض المشايخ الشرعيين, مع إهمال مشاركة أهل الخبرة والاختصاص من الاقتصاديين وعلماء النفس والاجتماع, فهؤلاء يستفاد منهم في إدارة الأوقاف واستثمارها استثماراً صحيحاً, وصرفها حسب الأولويات واحتياج المجتمع.

وأشار العُمري إلى أن الكثير من التوصيات التي تخرج بها المؤتمرات، والندوات، والملتقيات، لا تجد طريقاً للتنفيذ على أرض الواقع، وقال: لذا لابد من رؤية شاملة تعتمد العلم في التشجيع على الوقف لأبواب البر والإحسان التي تمثل حاجة ضرورية للناس، وحماية أصول الأوقاف من العبث، والتعدي، والإهدار، واستثمارها لزيادة غلتها، ومضاعفة أعداد المستفيدين منها، وسرعة الفصل في النزاعات عليها، وبدون هذه المنهجية العلمية الواقعية تبقى أي توصيات، وأية جهود قاصرة عن تحقيق الهدف المنشود في إحياء هذه السنة العظيمة.

أوقاف مشتركة

واقترح إنشاء شركات متخصصة في إدارة الأوقاف: كحلٍّ جذري لمشكلة إدارة الأوقاف والتي يفكر الكثيرون في إقامتها قبل مماتهم، ويكون هناك عقد بين الواقف والشركة؛ بحيث تشترط مع الواقف خصم جزء من إيرادات الوقف لصالح الشركة يدخل ضمن إيراداتها ثم تقوم الشركة باستثمار هذه الإيرادات والمتحصلات لزيادة أرباح الشركة وتقوية مركزها المالي، وفي حال أفلست الشركة لا تدخل هذه الأوقاف في أملاك الشركة التي يتم تصفيتها أو بيعها، وإنما الذي يباع ويُصفَّى هو الشركة نفسها كما يمكن لشركة أخرى أن تشتريها وتقوم بإدارة هذه الأوقاف من جديد، وإعفاء المشروعات الوقفية الاستثمارية من الالتزامات المالية العامة.

وأوصى الكاتب باستقطاب أوقاف جديدة لما يجدُّ من احتياجات المجتمعات العربية والإسلامية، والتعامل مع الأعيان الموقوفة على أساس من الخصوصية الشرعية التي لا تسمح بتملكها بالتقادم، وإدارة المشروعات الوقفية على أسس تجارية تنموية خيرية، وطرح مشروعات وقفية متعددة تلبي حاجات المجتمعات, وتفتح المجال أمام الراغب في وقف ما يظن أنه الأنسب، وإلغاء أسلوب تحكير الوقف، واستبداله بصيغ استثمارية جديدة أكثر تنميةً لريعه.

ودعا إلى تجميع الأوقاف الصغيرة المتماثلة أو المتقاربة في شروط الواقفين والتي أوشكت على الاندثار؛ لقلة غلتها، أو انعدام الحاجة إليها في كيانات وقفية أكبر يتم وقفها على ذمة الواقفين الأصليين، وإقامة الأوقاف المشتركة عن طريق الصناديق النقدية الوقفية.

وقال الأستاذ سلمان العمري: وللمحافظة على الأوقاف من السرقة والاختلاس؛ يجب على الواقفين تجاه نظَّار الوقف مراعاة الآتي: حسن اختيار ناظر الوقف وأهليته؛ فاختيار الناظر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بدوام الوقف والانتفاع به, وإنَّ سوء اختيار الناظر له علاقة كبيرة بضياع الأوقاف, والأسلوب القديم المعتمد على نظارة الذرية تسبَّبَ في ضياع كثيرٍ من أموال الوقف نتيجة تصرفاتٍ غير حكيمة أو أمينة من الناظر، وضبط تصرفات النظَّار ومحاسبتهم قبل مباشرتهم العمل في الوقف وأثناء مباشرتهم, وبعد ذلك يكون لهم محاسبة عامة على تصرفاتهم بعد وقوعها.

وجاء في التوصيات أن البعض يعتقد أنَّ كمال الأجر محصور في بناء المساجد دون صيانتها وترميمها , فلا مانع عند بعض الناس أن يخصص مبلغاً كبيراً لبناء مسجد؛ لكنه يمتنع عن إنفاق هذه الأموال في صيانتها وتأثيثها, وهذا خللٌ في الفهم؛ ففي نظري أنَّ صيانة المساجد عندنا في المملكة أنفع وأحرى؛ فنجد بعض المساجد بحاجة إلى سباكة وكهرباء وأثاث نظيف, وللتغلب على هذه المشكلة: أرى تخصيص جزء من أموال الوقف على المساجد على الصيانة والترميم والتأثيث, ويجب على القائمين في إدارات الأوقاف الأهلية والخاصة والحكومية حث الواقفين على ذلك.

خدمات صحية وعلاجية

وأكد أهمية أن تحظى المؤسسات التعليمية بالعناية كما يحظى الوقف على الفقراء والمساكين والمساجد وجهات البر الأخرى, وليس للأوقاف الموجودة اليوم دورٌ ملموس في تعليم وتدريب وتأهيل أبناء المجتمع، وأن تكون الخدمات الصحية والعلاجية من أولويات الاستثمارات الوقفية؛ ذلك أنَّ الخدمات الصحية تُعدُّ أغلى أنواع الخدمات تكلفة حيث يبلغ حجم الإنفاق العالمي على الخدمات الصحية أعلى المعدلات مقارنة بالخدمات الأخرى, فجهاز غسيل الفشل الكلوي تقدر تكلفته بأكثر من مليون ومائة ألف ريال سعودي.

وأهاب بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن تجمع الوثائق التي تمتلكها في مكانٍ واحد؛ ليتسنى للباحثين الاطلاع عليها.

وأوصى بتحفيز الجامعات على أن تُدرجَ في خططها الدراسية مفردات تُعنى بالوقف وتاريخه ومفاهيمه, وأثره في تشييد الحضارة الإسلامية, وأهميته في دعم مسيرة التنمية, ومساندته الجهود الرسمية في عملية البناء والتطوير للمؤسسات الاجتماعية والصحية والتعليمية والاقتصادية ،وحث الجامعات ومراكز البحوث على تشجيع طلاب الدراسات العليا والباحثين على إعداد دراسات علمية عن الوقف في تاريخ الحضارة الإسلامية، و توجيه طلاب الجامعات والمدارس إلى ارتياد المكتبات الوقفية, والإفادة من كنوزها المخطوطة والمطبوعة عن طريق البحوث الفصلية الجامعية, والواجبات المدرسية، ودعوة العلماء والمفكرين إلى الاهتمام بالوقف على الكتب والمكتبات, وبيان آثاره الحسنة على المجتمع، وعقد المزيد من اللقاءات العلمية التي تُعنى بشؤون الأوقاف، مبيناً أن للوقف دوراً كبيراً في محاربة البطالة بشرط أن يستثمر استثماراً صحيحاً وفق متطلبات المجتمع العصري؛ فالبطالة تمثل مشكلةً حقيقية تؤرق الأفراد والحكومات في عصرنا الحالي, وتأخذ أبعاداً اجتماعيةً وسياسيةً واقتصاديةً خطيرةً.

مواجهة نوازل الحياة

وناشد مؤلف الكتاب - في ختام التوصيات - جمهور الواقفين الذين يريدون ما عند الله - تعالى - من الأجر والمثوبة بثلاثة أمور: الوقف ثروة الأجيال القادمة في الخدمات الصحية والتعليم والتدريب والابتعاث، وأن الوقف سلاح إستراتيجي في مواجهة نوازل الحياة, وكلما كان العمل أنفع وأصلح للأمة كان عند الله - عز وجل - أفضل، وأن الوقف لا يقتصر على الأموات فقط, بل لابد للإنسان الميسور من إيجاد وقفٍ له في حياته يشرف عليه قبل مماته, وعلينا التشجيع على إيجاد وقفٍ في الحياة قبل الممات.

الجدير بالذكر أن الكتاب تضمن (اثني عشر مبحثاً) حمل المبحث الأول عنوان: (الوقف وإنسانية حضارة الإسلام )، والمبحث الثاني بعنوان: (مقاصد الوقف الإسلامي وأبعاده) والثالث: (الوقف بين الأصول الشرعية والتطبيقات المدنية)، والرابع : (علاقة الوقف بمصلحة الأفراد)، الخامس: (أوقاف النساء رؤية في دور المرأة الحضاري في الوقف)، والمبحث السادس: (الإعلام ودوره في تنمية وفاعلية الأوقاف)، والسابع: (أثر الوقف في بناء الحضارات والأمم الأخرى).

وحمل المبحث الثامن عنوان: (أثر الوقف في بناء الحياة الاجتماعية في المجتمعات الإسلامية) المبحث التاسع: (نبذة عن تاريخ الوقف وأثره في المملكة العربية السعودية)، والمبحث العاشر: (تنمية فكر الواقف والصيغ التنموية الجديدة للاستفادة من الوقف واستثماره)، والمبحث الحادي عشر: (مشكلات الوقف في المجتمع السعودي بين التقليد ومتطلبات العصر)، والمبحث الثاني عشر: (آثار الوقف في رعاية المجتمع وتنميته والحفاظ على الأصول).

وكان المؤلف الأستاذ سلمان العُمري، قد أهدى الكتاب إلى الأثرياء الذين يؤثرون على أنفسهم في سبيل إسعاد المساكين والمحتاجين، وإلى الذين يبتغون وجه الله في أعمالهم الخيِّرة، وإلى الذين يطمعون أن تستمر بعد وفاتهم فاتجهوا إلى الصدقات الجارية إلى سنة الوقف الإسلامي فأسهموا في بناء صروح العلم والمعرفة عن طريق المساجد والمعاهد الشرعية وسائر أعمال البر، إلى هؤلاء المخلصين أقدم هذا الكتاب تذكرة لهم في أنواع الخيرات والمبرات وعلى الله قصد السبيل.

ويأتي هذا الكتاب في سلسلة الكتب التي أصدرها الأستاذ سلمان العُمري على مدار السنوات الماضية والتي وصل عددها حتى الآن إلى (19) كتاباً، تنوعت في موضوعاتها حيث عالج في صفحات هذه الكتب قضايا اجتماعية، وإسلامية متعددة، منها مشكلات الطفولة، وآفة التدخين بين الطب والدين، والعنف في العمل الإسلامي، وخطورة الإرهاب ومسؤولية الأمن الفكري، والإسلام بين الوسطية والاعتدال.. كما سلط الضوء على بعض من السلوكيات التي يرفضها الإسلام، وبعض القضايا التي نظرتها المحاكم في المملكة، وأطلع القارئ على بعض من قصص الذين أسلموا من أبناء الجاليات المقيمة في المملكة.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة