ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 08/02/2012/2012 Issue 14377

 14377 الاربعاء 16 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

الأمير خالد الفيصل صاحب مبادرات.. من الإدارة إلى السياحة، ومن العلم إلى الفكر.. ومن التعليم إلى الإعلام.

ومساء الأحد الماضي (13 ربيع الأول) كانت مبادرته بجمع الإعلامين ومدراء الإدرات في منطقة مكة المكرمة في حوار أداره عن أنجع السبل لحل الإشكالية المزمنة بين الصحفي والمسئول.

ومابدا في أول الحوار أقرب إلى المستحيل، خصوصا مع إصرار كل طرف على موقفه، تحول إلى أمل ممكن التحقيق مع مبادرة الأمير خالد في نهاية اللقاء.

الإشكالية الأزلية والعالمية، في رأيي، تكمن في أن الصحافة مصباح مهمته كشف المستور، بغض النظر عن الثمن الذي قد يدفعه المسئول. والمسئول في الجانب الآخر يهمه أن يعمل في صمت وبعيدا عن كشافات الإعلام حتى يتحقق له إنجاز يفخر بالكشف عنه. وهذه الإشكالية في كثير من دساتير العالم، ومنها الدستور الأمريكي، مقصودة. فالهدف أن يكون للناس رقيب مستقل على السلطة يتابع انشطتها المعلنة والخفية، ويكشف منها ما يهم الناس في حياتها ومصالحها، ويتيح للعامة نقد هذه الأنشطة من وجهات نظرها المختلفة بحثا عن الرؤية الأمثل لمصلحة الأمة.

تلك هي «الفكرة» أساسا، ولذا فإن إتفاق وتصالح المسئول والصحفي، وفقا لهذا التصور، ليس من مصلحة العامة. وأي تحالف بين السلطتين التنفيذية والأعلامية يقود إلى إلغاء دور الصحافة كرقيب وحسيب.. ويطفئ المصابيح التي أريد لها أن تستخدم لكشف المستور.

على أنه لا يوجد إطلاقا ما يمنع التعاون على البر والتقوى بين الطرفين.. فمن ناحية تفتح الدوائر الرسمية أضابيرها لكشافات الإعلام، من خلال مراكز معلومات إلكترونية شاملة ومتكاملة توفر كافة المعلومات والإحصائيات والخرائط والوثائق والصور والأخبار، ويجيب المسئول بسرعة ودقة وصدق على تساؤلات الإعلام، ويسمح لأصحاب الرأي بالتعبير عنه بشفافية وصراحة ووضوح، ويمارس حقه في التعليق والرد والتوضيح.

ومن ناحية أخرى يرتفع الصحفي بمستوى الكفاءة المهنية والعلمية والتخصصية، ويرتقي بروح وأسلوب النقد والتحليل، ويترفع عن عن القدح والذم، وينصف في عرضه للمعلومات ويدقق في صحتها ويحرص على توثيقها. وأن تكون المصلحة العامة هي هدفه قبل وبعد مصلحة الوسيلة الإعلامية في الإنتشار والربحية، أو مصلحته الشخصية.

ومن هنا تأتي أهمية مبادرة الأمير خالد الفيصل بتشكيل فريق عمل مهمته تلخيص المقترحات التي طرحت في هذه الجلسة ووضع محاور الملتقى القادم بعد شهر من الآن، بحيث نفعل هذه المقترحات ونعمل جميعا، كمواطنين، مسئولين كنا أو صحفيين، على تنفيذها بما يحقق مصلحة الوطن والمواطنين.

kbatarfi@gmail.com
 

مبادرة «فيصلية» جديدة.. ردم الفجوة بين الصحافي والمسئول!
خالد محمد باطرفي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة