ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 10/02/2012/2012 Issue 14379

 14379 الجمعة 18 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

«معرفة الآخرين ذكاء، معرفة الذات حكمة، التحكم بالآخرين قوة، التحكم بالنفس قيادة» -فيلسوف الصين لو تسي- ما زلت متمسكاً برأيي بأنه لا يوجد إنسان غبي أو قليل الذكاء في حياتنا، فالله -سبحانه وتعالى- جميل لا يخلق إلا الصفات الجميلة؛

ولكن تتعدد الشخصيات والذكاءات.. فهناك من هو ذكي عقلياً أو اجتماعياً أو وجدانياً ولكن يبقى الذكاء العقلي هو الأشهر والسائد بين الناس.. في كتابه الرائع (هيكلية العقل form of mind) طرح الدكتور هاورد جاردنر نظرية سماها تعدد الذكاء multiple intelligence وقدم في هذه النظرية سبعة أنواع للذكاء أهمّها (الذكاء الوجداني emotional intelligence) الذي هو أساس النجاح في الحياة العملية والأسرية..

ويعرّف الذكاء الوجداني بأنه المقدرة على معرفة جوانب القوة والضعف في الشخصية والسلوك وطريقة التفكير والقدرة على إدارة الإنفعال بصورة صحيحة.

فقد نجد أن الأذكياء عقلياً يكونون متميزون في الدراسة والأذكياء اجتماعياً متميزون بعلاقاتهم مع الآخرين وكيفية اقناعهم وجذبهم والأذكياء مالياً ناجحون بإدارة أموالهم وصرفها بالشكل الصحيح، أما الأذكياء وجدانياً (وهو الأهم من أنواع الذكاء) يكونون ناجحين في حياتهم العملية والأسرية.. والذاتية أيضاً! وقد شاهدت مؤخراً مقابلة تلفزيونية مع الدكتور أحمد زويل الفائز بجائزة نوبل والفائز أيضاً بجائزة الملك فيصل العالمية, وقد واجه الدكتور زويل في هذه المقابلة سؤالاً مثيراً حول الدرجة التي حصل عليها في اختبارات الذكاء التي تُجرى في أمريكا والتي كثيراً ما يفتخر أصحاب الدرجات المرتفعة بها.

كانت إجابة الدكتور زويل أنه لم يؤدِ هذه الاختبارات وأنه أيضاً لا يهتم بها وتحدث أيضاً عن الاختلافات في طبيعة الذكاء بين الناس من واقع خبرته في التعامل مع طلبته وزملائه وبين ما قاله إنه وجد أشخاصاً يمتلكون إمكانات ذهنية عالية للغاية في التفكير والتحليل العلمي والرياضي ولكن رؤيتهم في آفاق البحث والتطوير والابتكار أقل من زملاء لهم لا يتمتعون بذات القدرة الذهنية التحليلية ولكنهم يتمتعون بإمكانات فكرية أخرى.. فلا الثقافة ولا الخبرة ولا المعرفة ولا المقدرة العقلية يمكن أن تفسّر السبب في نجاح شخص وإخفاق آخر, فهناك (الذكاء الوجداني) ولكن يبدو أن المجتمع لا يعيره أي اهتمام ونحن نرى نماذج لهذا الأمر كل يوم في العمل والبيت والدراسة والحي؛ حيث نلاحظ أشخاصاً من المفترض أنهم أذكياء وعلى درجة كبيرة من الثقافة يناضلون بحياتهم, بينما نجد غيرهم ممن أقل منهم مهارة أو سمات بشكل واضح ينجحون ويزدهرون..

owaisko@gmail.com
 

لا تسعد بذكائك العقلي!!
إبراهيم بن سعود حمد العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة