ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 10/02/2012/2012 Issue 14379

 14379 الجمعة 18 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

لو لم يكن للشاعر السعودي المعروف (إبراهيم خفاجي) من العطاء الفكري الإبداعي، إلا نظْمُه كلمات النشيد الوطني لكفاه، إنه ومضة فكرية إبداعية، فرضت وجودها على ساحة الشِّعْر في المجتمعات العربية، وليس المجتمع السعودي فحسب، وإنه مُعَبِّر عن دوْر الفئة السعودية المثقفة، في تأكيد الهُوُيّة الأصيلة للثقافة، ومن ثم فمن حقه أن يكون «من الفئة الأكثر استيعاباً، في أي وقت من الأوقات، وبروزاً على الساحة المجتمعية، في إطارها التاريخي الإنساني الشامل».

(1) عرفتُ الشاعر إبراهيم خفاجي، منذ أكثر من أربعين عاماً، ومع الأيام يزداد عطاؤه ألقاً وارتفاعا، وهو من مدرسة تعرف أن حقوق المواطنه تقابلها واجبات، ومن جيل» شَرِب المياه المُلَوّثة، كان يأكل يوماً، ويجوع يوماً، وتمر أيام لا يطبخ في بيته، وعاش على هذا النحو لا عن حاجة، وقد طُرِحَتْ أمام أقدامه كنوز الأرض، ودخائرها، وعلّم أتباعه درساً خالداً هو: أنّ الحياة بكل زخارفها وبريقها، متاع زائل، وعارية مستردة، وأن قيمتها الوحيدة، هي أن يقضيها الإنسان في طاعة خالقه، وفي خدمة أخيه الإنسان».(2) ومن هنا كرّم عبد الله بن عبد العزيز بكل محبه إبراهيم خفاجي، فحاز على لقب» شخصية العام الثقافية» في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في نسخته الـ (27)، وهو حفي بذلك، فالرجُل دمج الشعور بالفكر.

يتبع « الخفاجي» ألق وارتفاع بدر بن أحمد كريم 2 أجريتُ مع إبراهيم خفاجي، يوم أن كنتُ مذيعاً في الإذاعة السعودية أكثر من لقاء، وهو في نظري مُنْتَمٍ للحاضر والماضي، مُمتزِج بتاريخ هذا الوطن، مُفْصِح عن شعوره، مُعبِّرٍ عن نظرته في الحياة، تراها فيما ألّف من مئات القصائد والأغاني، تعامل مع مجتمعه كبُعد مستقل لا كلحظة عابرة، ولذلك فمن الصعوبة بمكان، أن ينفصل عن الجذور الصافية لمجتمعه، أو يتخلّى عنها، أوَلَيْس هو القائل: يا جيرةَ البيْت أشواقي لكم عظُمت الشوق شوقي والتّحْنان تَحْناني هذا الحَمام رسولي جاء يُخبركم أني على العهد قَيْد الحب أضناني رصد إبراهيم خفاجي، حاضر المجتمع السعودي وماضيه، وقد عاش مراحل وصيغاً وأشكالاً، ودفع بها نحو التحقيق، ولذلك فإن على النُّخب السعودية المثقفة، أن يقوموا بإرواء مجتمعهم، بشمولية أكثر، وبوسائل فنية أدق، ينقلون التفاصيل، بإطلالة سريعة على الماضي، والحاضر، ويستشرفون آفاق المستقبل، ويؤسسون لذاكرة ثقافية، وقد أصبحت بحق عامل تنوّع فيه.

يتبع « الخفاجي» ألق وارتفاع بدر بن أحمد كريم 3 وصف أشعارَ إبراهيم خفاجي، المثقفُ السعودي المعروف (سعد الحميدين) بأنها « قيمة وطنية، تنوّعت موضوعاتها بين الشِّعر الوطني، والتغني بأمجاده، وفنون المجتمع باختلاف بيئاته، وتنوّعها، ومحاولة صهرها في بوتقة وطنية، تتقارب فيها الأذواق والمشاعر، بحيث تكون وحدة متكاملة، ممثلة للوطن عامة».

(3) رددوا معي: سارعي للمجْد والعلياءْ مَجِّدي لخالق السماءْ وارفعي الخفاق الاخضر يحمل النُّور المُسَطّر ردِّدي الله أكبر يا موطني موطني عِشْتَ فَخْر المسلمين عاش الملِكْ للعَلَم والوطن.

(1) أسامة عبد الرحمن.

المثقفون والبحث عن مسار: دور المثقفين في أقطار الخليج العربية في التنمية.

بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، ط1، حزيران/ يوليو 1987، ص 22 .

(2) غازي القصيبي.

التنمية وجهاً لوجه.

الكتاب العربي السعودي23، ط1، 1401ه، 1981م، ص 52.

(3) صحيفة الرياض، س49، ع: 15935، 17 ربيع الأول 1433هـ، ص 25.

Badr8440@yahoo.com
 

«الخفاجي» ألقٌ وارتفاع
بدر بن احمد كريّم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة