ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 14/02/2012/2012 Issue 14383

 14383 الثلاثاء 22 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الجماهير بطبيعتها لا تفكر، وهذا ما يجعل قيادتها سهلة من أقل الناس فكراً وثقافة، حتى قالوا إن أغبى رجل يمكن أن يقود عشرة آلاف رجل، ويمكن أن يوجههم لما يريد أكثر من شخص ذكي وعقلاني.

هذا الموقف نشاهده هذه الأيام على صفحات (تويتر)، رجل عقلاني (ضاعت علومه) أمام رجل يجيد فن تهييج مشاعر الجماهير، الأول يستخدم أجمل وأعذب الألفاظ والثاني يستخدم أقذر الكلمات، الأول إنسان يفكر والثاني لا يريد أن يفكر، الأول يستخدم (الحدث) ليوعي الجماهير والثاني يستخدم (الحدث) ليزداد لمعاناً ويرضي أتباعه.

ولكثرة الجدل بينهما لا تعرف أيهما الأحمق، في موقف يؤكد خسارة العاقل أمام الأحمق، والكسب جاء من كون (العاطفي) يلمس وتر العاطفة، ويهيج المشاعر ويصرخ وتنتفخ أوداجه، أما العقلاني فإنه يخسر لأن الجماهير ليس لها عقل، فمن أين له التواصل معهم؟

على مستوى الجماهير لا تناقش ولا تجادل ولا تحاور، ولا تفكر، دع الموقف يمر فإنه لا يلبث لليوم الثاني إلا ويزول، فالعواطف لا تمكث على حال واحدة، فما يرفضونه اليوم يقبلون به غداً، وما يصرخون في وجهه غداً يقبلون هامته بعد غد.

كانت بعض المأكولات مرفوضة في يوماً ما، ففي لحظة الهيجان والعواطف صارت (الجبنة) حراماً، وبعد زوال عاصفة العواطف صارت (الجبنة ذاتها) حلالاً، ولا ضير في أن تبيعها وتشتريها وتأكلها، ومثلها بعض أصناف الحليب، والشطائر والملبوسات.

من الخطأ أن ترهن عقلك للجماهير الهائجة، وأن تضعه مطية لأفكار وتوجهات (جماعات حركية) لا تعلم أهدافها، أو تكون (ضحية) لإنسان نصب من نفسه بطلاً أيدلوجياً يسير باتجاه لا تعلمه، إذا ذهب يميناً ذهبت معه وإذا ذهب يساراً ذهبت معه.

الجماهير الأيدولوجية لا يمكن أن تقنعها، والحوار معها عبث، وهي تختلف كلياً عن الجماهير المدنية التي لا تخضع لحزب معين أو قيادات منظمة.

إذا أردت معياراً لمثل هذا الموضوع فانظر إلى مدى حكمة (الأتباع)، الأتباع إذا كانت راضية عن قائدها العاطفي، (تقدسه) وتغفر زلاته، وفي أحيان ترفعه حتى فوق النقد، وإن سرق، وإن كذب. أما لو رأيتهم يتحاورون معه ويناقشونه يأخذون منه ويردون، فأنت أمام قائد عقلاني يهمه المضمون أكثر من الشكل.

nlp1975@gmail.com
 

الحقيقة شمس
لعبة الجماهير
رجاء العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة