ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 16/02/2012/2012 Issue 14385

 14385 الخميس 24 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

رحم الله عفيف النفس سعد بن ناصر السعد
عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف

رجوع

 

من الناس مَن يمنحه المولى حسن الخلق ورحابة الصدر، ومحبة الناس إليه لإعراضه عن مساوئ الخلق وتحليه بالكرم، فيظل محبوباً ومقرباً منهم ومن قلوبهم، فمثل أولئك سعد بن ناصر السعد الذي انتقل إلى دار المقام مساء يوم الأربعاء 9/3/1433هـ مأسوفاً على غيابه عن هذه الدنيا، وقد صلي عليه بعد صلاة عصر يوم الخميس بجامع الحزم بحريملاء ثم تبعه خلق كثير إلى مرقده في مقبرة - صفية - داعين المولى أن يتغمده بواسع رحمته، وقد حزن الكثير منهم حزناً عميقاً لعلو مكانته في نفوسهم، ولقد خرج من الدنيا خفيف المحمل معتمداً على الله في حياته المعيشية ثم على نفسه عافاً عما بأيدي الناس، ومقتصراً على مصدر رزقه بأخذ الأسباب في البيع والشراء ومن قيمة إنتاج أغنامه يبتاع من صغارها وكبارها لسد حاجته، ولم يكتب له زواج طيلة عمره فأصبح في زمرة وأعداد العزاب طليق العنان لا يتقيد بوقت ليلاً ونهاراً، ويكثر الرحلات في البراري والفلوات برفقة أصدقائه وخاصة في مواسم الربيع ولياليه المقمرة يحيونها بالسمر والاستمتاع بأجوائه الصافية واستنشاق عبق الأزهار وروائح نبت النفل التي تنبعث من تلك الفياض والرياض الغناء، وفي النهار يزاولون بعض النشاطات الترفيهية في صعود الجبال والتسابق فوق أرض القيعان المنبسطة، ويعتبر سعد بن ناصر من العدائين المعروفين في مضامير السباق خاصة في ريعان شبابه - رحمه الله -:

ويا ظل الشباب وكنت تندا

على أفياء سرحتك السلام

كما يؤم ديوانيته عدد من معارفه وأصدقائه في كثير من الأمسيات التي يحيونها بأحاديث السمر وتبادل الطرائف والنكات على مائدته المتواضعة التي تضم حليب أغنامه، فهو كريم لا يمل دخول منزله مع بساطته في كل أموره:

وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى

لكنما وجه الكريم خصيب

وهكذا قضى شبابه وعمره في فرح ومرح مع لداته ورفاق دربه، وفي أخريات حياته بدأت طلائع الكبر تدب في جسمه والعجز عن القيام بشؤونه المنزلية من إعداد وجبات الطعام وغير ذلك، فسعدت أسرة القلعي باستضافته ممثلة في عميدها الكريم عبد الرحمن بن عبد العزيز القلعي وأبنائه الأخيار فاحتضنته، وخصصوا له غرفة لنومه ومكاناً في مجلسهم ملتقى أقربائهم وأصدقائهم ليأنس بهم ويشاركهم في الحديث ويسمع ما يدور فيه من قصص وأخبار طريفة.. على الرغم من سعي بعض أسرته لاستضافته لديهم بمدينة الرياض مقر سكنهم، ففضل الجلوس لدى مضيفيه بحريملاء مهوى رأسه ومرتع صباه إلى أن توفاه الله جزاهم المولى خير الجزاء ولا أرتهم الليالي بؤسا ولا حزناً، ولسان حاله يردد معنى هذا البيت

غمرتنا بأياديك التي سلفت

لا زلت في نعماء الله مغموراً

رحمك الله يا سعد وأسكنك فسيح جناته، وجبر مصيبة أقربائك ومحبيك وألهمهم الصبر والسلوان.

- حريملاء فاكس 015260802

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة