ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 18/02/2012/2012 Issue 14387

 14387 السبت 26 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

حسنا فعل المجتمعون في المؤتمر العالمي «لإثبات الشهور القمرية بين علماء الشريعة والحساب الفلكي»، والذي عُقد في مكة المكرّمة - قبل أيام -، حين أكدوا على: أن بدايات الشهور القمرية فيما يتعلق بالعبادات، مسألة شرعية، وأنها من مسؤولية علماء الشريعة، المخوّلين من قبل جهات معتمدة، أو

ما في حكمها. وأن مسؤولية الفلكيين، والجهات الفلكية، تقديم الحسابات الفلكية الدقيقة بشأن ولادة القمر، وموقع الهلال، وتقدير ظروف الرؤية لأي موقع على سطح الكرة الأرضية، وغيرها من المعلومات التي تساعد الجهات الشرعية المختصة في إصدار القرار الدقيق الصحيح.

ولأن الجدل لا يزال قائماً، والحاجة ملحة إلى دراسة معمقة، يراعى فيها ما جاءت به الشريعة الإسلامية، مع الاستفادة مما يسّره الله من تقدمٍ كبيرٍ في علم الفلك، وحساباته، ومراصده، فقد تمحصت وجهات النظر المختلفة في المؤتمر العالمي؛ للوصول إلى حلول ناجعة، ومن ذلك على سبيل المثال، ما ورد في الفقرة الرابعة من البيان، بـ: أن الحساب الفلكي علمٌ قائمٌ بذاته، له أصوله، وقواعده، وبعض نتائجه ينبغي مراعاتها؛ ومن ذلك: معرفة وقت الاقتران، ومعرفة غياب القمر قبل غياب قرص الشمس، أو بعده، وأن ارتفاع القمر في الأفق في الليلة التي تعقب اقترانه، قد يكون بدرجة أقل، أو بأكثر. ولذلك، يلزم لقبول الشهادة برؤية الهلال، ألا تكون الرؤية مستحيلة، حسب حقائق العلم المسلمة القطعية، وحسب ما يصدر من المؤسسات الفلكية المعتمدة، وذلك: في حالة عدم حدوث الاقتران، أو في حالة غروب القمر قبل غياب الشمس.

لن يتوقف النقاش حول الأهلة، فهو نقاش ممتد منذ سنين طويلة، إلا أن أهم ما يمكن التأكيد عليه، هو أنه: لا بد من توفر شرطين أساسيين، تستحيل رؤية الهلال بغياب أحدهما، الأول: أن يكون القمر قد وصل مرحلة المحاق «الاقتران» قبل غروب الشمس؛ لأننا نبحث عن الهلال. والثاني: أن يغرب القمر بعد غروب الشمس، فإذا كان القمر سيغيب أصلاً قبل غروب الشمس، أو معها، فهذا يعني أنه: لا يوجد هلال في السماء؛ لنبحث عنه بعد الغروب. فإذا لم يتوفر أحد الشرطين السابقين، فإن إمكانية رؤية الهلال تسمى «مستحيلة»، - وبالتالي - لا يجب دعوة المواطنين إلى تحري الهلال تلك الليلة، بل يدعون للترائي في اليوم التالي؛ لأن رؤيته ستكون مستحيلة، ولا بد في قبول الشهادة، من أن تنفك عما يكذبها عقلًا، وحسًا، وشرعًا.

إن تفعيل دور اللجان الخاصة بتحري رؤية الهلال، والمؤلفة من خبراء بعلم الفلك، ورصد الأهلة، واتخاذ قرارات بالإجماع حول رؤية الهلال من عدمها، دون الاعتماد على أشخاص عابرين يشهدوا برؤية الهلال، أصبح مطلبا ملحا. فالعلم الحديث، أثبت بشكل دقيق رؤية الهلال، وما يترتب عليه من بداية دخول شهر رمضان، ونهايته، وتحديد أيام الحج، وتحديد مدة انقضاء الحول لوجوب الزكاة، وغيرها من الأمور الشرعية الأخرى.

drsasq@gmail.com
 

الأهلة.. جدل المصالحة!
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة