ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 19/02/2012/2012 Issue 14388

 14388 الأحد 27 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

إذا هرب سائقك أو خادمتك، وذهبت للتبليغ عنهما وأبديت احتجاجك على ظاهرة الهروب المتكررة واستمرارها وشكوى الناس منها؛ يقابلك المسؤول بعبارة (احمد ربك إنها ما حطت لك ولأهلك سحر أو سرقت ذهبكم أو قتلت عيالكم) وهي عبارة تأتي للتسكيت، وحتى لا تحملهم المسؤولية وتطالبهم بعدم التهاون في حل المشكلة.

* إذا ذهبت للمستشفى، طبعاً للعلاج وليس للزيارة، فلا يمكنك أن تحظى بالعلاج دون موعد، وعادة يحدد بعد عدة شهور أقلها ثلاثة وهو المتعارف عليه، وحين تتذمر وأنت مريض تقابلك عبارة: (احمد ربك! غيرك ينتظر ستة شهور) فتحمد ربك أن الطبيب يعالج، ولكنه لا يشفي! فالشفاء بيد الله، وقد تتعافى قبل حلول الموعد، أو تبحث عن مستشفى خاص يتلقفك وينفض جيبك وعندها تقابل الطبيب دون موعد!!

* بعد ظهور نتائج القبول بالجامعات تتفاجأ أن ابنك لم يقبل بالجامعة بسبب الهبوط المظلي لمعدله، وحين تعاتبه وتحاسبه على رداءة المعدل يواجهك بعبارة (احمد ربك إني نجحت! نص طلاب المدرسة رسبوا) طبعاً ستحمد ربك بأنه ليس كل الأولاد كذابين، لأن الرسوب يكاد يكون معدوماً في مدارس التعليم، فالوزارة تحرص على نجاح ابنك أكثر منك. أقصد التخلص منه بالنجاح الفاشل!

* يأتي خاطب لابنتك وتزوجها وبعد فترة تعود لك شاكية من صلف زوجها وسوء تعامله وعدم تحمّله المسؤولية. وحين تناقشه ويتدخل أهله بالمشكلة لا تتفاجأ عندما يقول لك أحد والديه: (احمدوا ربكم إننا خطبنا بنتكم وزوجناها ولدنا، غيرها عانس)!

* يشكو بعض المعلمين من ظلم وزارتهم بعدم وضعهم على المستوى والدرجة المستحقة فينهرهم مسؤول في الشؤون المالية والإدارية بالوزارة بقوله: (احمدوا ربكم غيركم ما لقى وظيفة)! بينما زملاؤهم الذين توظفوا بعدهم نالوا المستوى والدرجة المستحقة ويفوقونهم بالراتب. حقاً احمدوا ربكم أيها المعلمون المظلومون أن كراسي المناصب لا تدوم!

* تشكو المرأة من عدم الإنصاف والمساواة مع الرجل في الحقوق المدنية والتضييق عليها، وعندما تجأر بالشكوى تشهر أمامها يافطة (احمدي ربك إنك مسلمة، فالمشركون كانوا يدفنون بناتهم وهن أحياء!) والدفن أنواع بعضه بالتراب وبعضه بالتهميش والإقصاء وفرض الوصاية، لا فرق!

* تذهب للتسوق فتجد سلعة مناسبة لك في محل تجاري ولكنها غالية الثمن وحين تفاصل البائع بالسعر يرفع حاجبيه ويقول: (احمد ربك هذه آخر قطعة تلحق أو ما تلحق)! عسى ما يجي أحد ويلقطها من يدك! احمد ربك حقاً على أن العالم لا يتوقف عند هذه السلعة الوحيدة والفريدة!!

* احمدوا ربكم أيها القراء أن الزاوية المخصصة للمنشود محدودة بهذا المساحة وإلا لأوردت المزيد!!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
احمد ربك!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة