ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 19/02/2012/2012 Issue 14388

 14388 الأحد 27 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، كنت في صحبة فضلاء من أدباء وشعراء الطائف إلى محافظة محايل عسير، بدعوة من محافظها ومركز التنمية الاجتماعية فيها. سافرنا من الطائف براً؛ مروراً بمراكز جنوبي الطائف، ثم بلاد زهران ومدينة الباحة والمخواة والعرضيتين والمجاردة، فمحايل.. محطتنا الأخيرة.

* في الرحلة البرية هذه؛ تأكد لدي ما كنت أعرف من قبل، فمحطات الوقود على الطرق الطويلة هذه، وكذلك ما يوجد من مقاه أو استراحات ومطاعم، تقدم وجبات الفطور والغداء والعشاء، هي كلها في أسوأ حالاتها، لا تسر الناظرين عوضاً عن الطاعمين أو الشاربين والمستريحين إن أرادوا ذلك. إن كل محطة وقود من هذه، تفتقر إلى شروط السلامة أولاً، ثم هي تبدو في حال من الرثاثة والدثاثة والوساخة إلى حد لا يطاق، ومن بحث عن دورة مياه في محطات كهذه فلا يجد، وإن وجد فهو لا يستطيع الاقتراب منها، عوضاً عن أن يدخلها. هذا للرجال.. فما بالك بالنساء والأطفال، والطرق الطويلة أصبحت معبراً للعائلات والسياح والمتنزهين في كل وقت وحين، إنما محطات كهذه، لا تراعي الذوق العام في مظهرها ولا في مخبرها، ولا تهتم بخدمة روادها، ولا يعنيها سوى الأخذ من الزبون فقط. وقل على بعض المساجد على هذه الطرق مثل هذا.

* تلك هي محطات الوقود، فماذا بشأن ما أسميها (تجاوزاً) مطاعم أو محلات تقدم الطعام والشراب للمسافرين..؟

* إن الكثير منها لا يختلف عن زرائب تدخلها دواب تقيل فيها وتبيت..! شيء لا يطاق من القذارة، وسخامة في المنظر، وعدامة صحية متناهية، فمن ذا الذي يأمن على صحته وهو يأكل منها، بعد أن عدم ذائقته من منظرها..؟!

* لا تظنوا أني أتحدث فقط عن الطريق بين الطائف وهذه الجهات التي جئناها.. لا. كافة طرقنا الطويلة على هذه الحال المتردية منذ زمن طويل، وتكلم الناس، وكتب من كتب، وصوّر من صوّر، ولا حياة لمن يسمع أو يرى أو يقرأ..!

* أعطيكم مثالاً واحداً لسوء الخدمة، ليس فقط على الطرق الطويلة فحسب، وإنما في داخل بعض المدن التي تقول إنها سياحية وتسعى لاستقطاب الناس. مدينة الباحة.. دخلنا مطعمين يقدمان الفطور للناس، فلا يوجد دورة مياه واحدة في أي منهما..؟! نترك نظافتهما ومظهرهما الآن..! كيف يرخص لمحال تستقبل الناس على هذه الصورة، وهي على هذا النقص الفظيع..؟!

* هذه الحالة المزرية موجودة على الطرق الطويلة كافة، في مراكز - يفترض أنها خدمية - كنا نظن أنها توفر الراحة للمسافرين عليها، ولكن من المسئول عن ترخيصها ومراقبتها وتشغيلها..؟ أهي البلديات؟ أم السياحة؟ أم وزارة النقل؟ أم هي حالة قتل للذائقة والنظافة والصحة، تفرق دمها بين عدة جهات..؟!

* زميلنا وصديقنا الأستاذ (محمد بن سليمان العمرو)، صحافي سابق، ووكيل بلدية سابق، يشاطرني هذه الرؤية، ويشاركني هذه التجربة، ولكن على الطرف الشرقي من ربوع الوطن، فيقول في رسالة خاصة: (يعاني معظم المسافرين على الطرق السريعة، من سوء الخدمات في المطاعم ومحلات البيع ودورات المياه والمساجد، ولعل أكثرها معاناة للمسافرين؛ هي دورات المياه، إذ إنها في أوضاع سيئة للغاية، حتى محطات الوقود التي قامت بإنشائها شركة ساسكو «وهي شركة مساهمة، سواء القديمة أو الجديدة التي أطلق عليها - النخلة»؛ كلها سيئة للغاية، وربما تكون مؤجرة لأشخاص همهم الأول والأخير هو الربح والتوفير، وعدم الصرف على الصيانة والنظافة، بل إن النظافة هي آخر ما يهمهم. أقترح أن تقوم وزارة المالية، أو وزارة النقل، أو الهيئة العامة للسياحة، بإنشاء محطات نموذجية مكتملة الخدمات، وعلى مستوى عال من التطوير، ثم تقوم الجهة التي أنشأتها بتأجيرها على شركات عالمية لإدارتها وتشغيلها لمدة زمنية محددة، ويكون هناك جهة مسئولة تراقب هذه الشركة، وتطبق شروطاً ومواصفات جيدة لتشغيل وإدارة هذه المحطات والاستراحات. كما أرى أن تنشأ هذه المحطات على مسافات محددة على الطرق السريعة، وأن لا يسمح بإنشاء محطات جديدة، أما المحطات القديمة؛ فتعطى مهلة عشر سنوات لتحسين أوضاعها، وإلا تقفل وتلغى. ووزارة المالية لها تجربة ناجحة بكل المقاييس، فهي التي تولت إنشاء فنادق «الإنتركونتننتال» بالرياض ومكة المكرمة والطائف وأبها، هذا على سبيل المثال لا الحصر).

* وعلى سبيل الرغبة في الإصلاح: من لهذه المحطات والمراكز والمطاعم والمقاهي والمساجد على الطرق السريعة في البلاد..؟

* أفيدونا يا من يعنيهم الأمر.. أثابكم الله.

assahm@maktoob.com - Assahm1900@hotmail.com
 

المحطات والمطاعم والمقاهي على الطرق.. (مَنْ لها)..؟!
حمّاد بن حامد السالمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة