ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 20/02/2012/2012 Issue 14389

 14389 الأثنين 28 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

(1)

أوّاه يا سوريا!

* ما بـــــرحت تساورني الظنون، وتعبث بفـــؤادي الوساوس من كل صوب إزاء الشأن السوري الراهن. لست أدري كيف (أحاكم) الأزمة الطاحنة في ذلك البلد غير السعيد أو (أحكم) عليها؛ لأن بيني وبين واحة اليقين بحوراً من ظلمات الشك تستتر وراءها (شياطين) من أسئلة تغتال الحق وتشوّه الحقيقة!

* * *

* واليوم، أكرر ما دونته سلفاً من مشاعر مضطربة تجاه العراق حين تغشته غيبوبة الاحتلال، وما صاحبه من جراح وآثام، وها هم أشقاؤنا في سوريا يصلون اليوم سعير الحرب ليلاً ونهاراً، وهي بلا ريب هزيمة للعقل، وانتكاسة للضمير، ومصادرة للحق، وهي قبل هذا وبعده تجسيد عنيف للهزال السياسي في الجسد العالمي! وبسببه تحوّلت أجزاء من عالمنا العربي إلى غاب مسكون بالوحوش تتحكم في مصائر شعوبه لغة الحديد والنار!

* * *

* إنني أشعر اليوم وكل يوم بانكسار داخلي يعصف بمشاعري، ويحولني إلى (طائر) جريح لا حول له ولا صوت، لم يبق لي سوى الدعاء أن ينهي الله جحيم العذاب في سوريا الشقيقة، وأن يعجّل بفجر الأمن والعدل والسلام، وأن يحفظ الله لنا بلادنا التي فيها معاشنا ومعادنا، وأن يسدد خطى قيادتنا الحكيمة لتبقى رمزاً للعقل والحكمة والصواب؛ فقد كان صوتها طوال فترة التصعيد للحرب وبعد انفجار بركانها.. يدعو للسلم وتحكيم العقل والعدل فيما شجر بين أطراف الصراع، لكن حين يهزم العقل، ويسود الشر.. يخفت صوت كل شيء، سوى قعقعة السلاح.. وهدير الرصاص!!

* * *

(2)

وللمواطن دور في كبح هذه الظاهرة:

* إن العقوبات التي سنتها الدولة - أيدها الله - لاحتواء ظاهرة تخلُّف الوافدين إلى هذه البلاد بهدف الحج أو العمرة أو الزيارة لم تدع أحداً إلا شملته. لكن للمواطن دوراً مسانداً يجب أن يعين الدولة، ولا يعين عليها؛ فالردع وحده لا يفي بالغرض، ما لم يسنده وعي المواطن وغيرته وتعاونه، فلا يعين مسيئاً على سوئه! وأرى أنه لا بد من توظيف كل المنابر الدينية والإعلامية للتعريف بهذه الظاهرة، اصطلاحاً وممارسة وآثاراً، أملا بإيقاظ حس المواطن وحماسه في التعامل مع هذه الظاهرة. والمواطن الصالح حصن للوطن بعد الله، واختراق ذمته عبر الممارسات غير السوية تستراً على شخص أو أشخاص خطيئة تهين شرف الانتماء إلى الوطن، ومخالفة نظامية وأخلاقية يتعين ردعها بكل الوسائل في كل زمان ومكان!

* * *

(3)

عزف على أوتار القلب:

* أتمنى أن نكون في هذا البلد الطيب أقل حساسية لما يكتب عنا في الخارج لسببَيْن اثنَيْن:

- إن كان فيما كُتب عنا باطل فهو وما بُني عليه مآله الزوال.

- وإن كان فيما كُتب شيء من حقيقة فلتكن لنا معه وقفة صدق، تبدأ بالتقويم، وقد تنتهي بالتصويب!

* * *

(4)

* دمعة الشيخ الكبير انتفاضة كبرياء، ودمعة الطفل الصغير إشارة استسلام! أما إن ابتسم الطفل فتلك بشارة سلام تنافس الخيط الأبيض من الفجر بهاءً!

* * *

(5)

* مشوار الحياة وإن طال قصير؛ فلماذا نفسده بفتنة التشاؤم؟ لماذا ندع جرح الظن يلوث في أفئدتنا متع العيش والتعايش مع (الآخر)، ويطفئ إشراقة الحب في أعماقنا؟!

* * *

(6)

* السفر رياضة للبدن.. وترويح للنفس، واسترخاء للذهن، وإثراء للمعرفة، وما عدا ذلك فلمم يشبه العبث أو شيئاً منه!

* * *

(7)

* نحن في زمن رمادي الأنفاس، مُرّ الفلسفة، يسعى بعضنا في دروبه أشباحاً ملونة من القبح المادي والتردي المعنوي!

وإلا فكيف يغدو الفقر عند البعض عاراً، والعوز عيباً، والحاجة إثماً، والعفة فشلاً، والتواضع ضعة، والذود عن الكرامة استكباراً!؟

* * *

(8)

* أشعر بحومة ألم تغلف سحبها قلبي حين أخفق في إقالة عثرة مسكين، وأشعر بضدها سعادة حين أنصر مظلوماً وأفوز بدعائه!

 

الرئة الثالثة
شموعٌ من القَول.. تُضيءُ ولا تُحْرق !
عبد الرحمن بن محمد السدحان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة