ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 20/02/2012/2012 Issue 14389

 14389 الأثنين 28 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

قصة من واقع الحياة
خطوات تائهة تعود بصاحبها إلى شواطئ الاسترشاد بعد الضلال
أفسدته التربية السيئة وأصلحته العظة بغيره

رجوع

 

هذا أحد الشباب كان في العشرين من عمره نشأ في ظروف خاصة، وتربى بإهمال شديد وأصبح لا يبالي بشيء لا يهمه غضب والدته، ولا عدم رضا والده يعني لديه شيئا، وكان هذا نتاجا طبيعيا لما زرعته الأسرة وثمرة لتربية الدلع وتوفير المال له بكثرة ومن غير ضرورة فلماذا لا يعصى والديه طالما هان عليه عصيان رب العالمين، وهكذا صارت حياته كلها بلا مبالاة .

ابتدأ مشواره بإهماله الشديد للدراسة والاتجاه إلى السجائر و معاكسة البنات ثم مرافقة شلة السوء وارتياد أوكار الفساد والتدرج وصولا إلى عالم المخدرات حيث استغل رفقاء السوء خصوبة أجوائه التي لا تنبت إلا مدمنا، ووجود المال بين يديه وغفلة أهله، وضعف نفسه وشخصيته، وتطور الأمر فأصبح هو الذي يقودهم الى مراتع الهوى بعد أن كانوا يأخذونه إلى مواضع الفساد وأماكن الإدمان.

وبعد حوالي عامين من هذه المأساة واعتياد هذه الأجواء، وذات يوم بينما كان يجلس مع صديقه الذي كان دليله إلى دنيا الدمار والهلاك كانا يتناولان الجرعة وفجأة سقط صديقه على الأرض وبدون أي أسباب اخذ يساعده في التقاط أنفاسه وفتح نوافذ الغرفة وحاول مساعدته بكل الطرق فلم يفلح، ولما أحس أنها النهاية قال له: قل لا اله إلا الله وصديقه المحتضر يوقل له : كلم أبى وقل له أنى سأتأخر اليوم , الأول يقول : انطق الشهادة ,الثاني يرد عليه: كلم صديقتي فلانة بأني سوف أتأخر عنها اليوم ,الأول يكرر له القول حرصا على إنقاذه لأنه شعر بأنها القاضية،فيقول انطق بالشهادة الثاني: لقد سمعت كلامك قبل هذا وجئت معك إلى هنا فأهلكتني فانا كنت من المصليين فقطعتني وكنت بارا بابي وأمي فأعقتني وكنت مهتدى فأضللتني فحسبي الله ونعم الوكيل ابتعد عنى ولا تقربني فأنت شيطان رجيم واخذ وفاضت روحه بعد هذه الكلمات وصديقه ينظر إليه ويبكي بكاء شديدا .

بعد ذك ذهب إلى أحد المشايخ وقص عليه قصته فقال له الشيخ : إن الله غفور رحيم، وتلى عليه قوله تعالى (من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له) وقال له : ارجع إلى أبويك . فأخذه إلى والديه وأصلح بينهم ثم اخذ الشاب إلى مستشفى لعلاج الإدمان ووعده إن هذا يكون سرا بينهما وأقنع والديه بأنه سيأخذه عنده لفترة قصيرة لتحفيظه القرآن وكان يحفظه القرآن في المستشفى وخرج منه وهو حافظ لنصف القرآن الكريم، وعافاه الله وصلح حاله وعاد شخصا صحيحا سليما معافى، وهو الآن يعمل معيدا بالجامعة وما زال الشيخ الذي انتشله من وهدة الفساد هو أعز أصدقائه، لأنه لا يثق في أي أصحاب بعدها أبدا لأنهم خدعوه وأفسدوه،وهو بدوره الذي افسد صديقه (رحمه الله) وهذه نهاية الإدمان، وهذه نهاية من يكون دليلا على الفساد والضلال .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة