ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 22/02/2012/2012 Issue 14391

 14391 الاربعاء 30 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

* توالت أحداث وحوادث كثيرة، أقلقت المجتمع، واستفزت مشاعره، وفتحت على المسؤولين أكثر من سؤال، ووضعت أمام الأعمال العديد من علامات الاستفهام، لكن الكثير منها، بل معظمها كان الافتعال فيها واضحا، والانسياق وراء الشائعات والتقليد بيّنا، والافتراء والكذب وتضخيم القضيّة مكشوفا.

* احترقت مدرسة، فتلتها حرائق مماثلة، في زمن محدد، وصاحب ذلك إثارة، أو الكشف عن عيوب، بعضها يسير، ولم يكن من قبل مثيرا للاهتمام، واهتزت مدينة، فأوهمَنا سكان مدنٍٍ أخرى بهزات مماثلة، واستنفرت لذلك قوى كثيرة، وأثار أحد سالكي الطرق مشكلات مثبت السرعة في مركبته، نتيجة خلل مصنعي وتوالت إثر ذلك بلاغات مشابهة، واكتشف هبوط في إحدى طرق، وانهالت صورا عديدة عبر المواقع الإلكترونية والصحف عن انهيارات أخرى، أظهرتها عدسة المصور بشكل يستفز القارئ ويستثيره.

* في مجتمعنا السعودي تلقينا، ومنذ الصغر، ونحن على مقاعد العلم ما يجب على الإنسان أن يفعله قولا وعملا أمام الظواهر الكونية، والحوادث الطبيعية، والنوازل المختلفة بأنواعها، الخاص منها والعام، وأدركنا جزءاًَ من الحكمة الإلهية في وجودها ووقوعها في المجتمعات البشرية، وآمنا بأنها مقدرة ومكتوبة في الأزل، وما أمام الإنسان حين وقوعها سوى الامتثال والإذعان، والاستجابة للقضاء والقدر.

* نحن في هذا العصر أمسينا للأسف نتعامل مع بعض الحوادث والأحداث، بل والأمراض وكأنها من صنع البشر وتدبيره، وسوء سلوكه الوظيفي، تعاطينا معها وكأنها لم تقع من قبل، أو أن القرون المفضلة، والأمم البائدة عُصمت منها، ولم نقتبس من سيرهم العظيمة مواقفهم إزاء تلك الظواهر، ولا شك أن الجهل بالتاريخ، والقصص، وتدبر القرآن، والسنة النبوية أسهم في تكوين تلك الثقافة التي تعتمد على الإرجاف في كل شأن.

* أيّ كارثة، وأيّ مصيبة، هي للعبرة، والعظة، والاعتبار، والتذكير، وتجديد صلة الإنسان بخالقه ومدبره، والمتصرف بشؤونه، ومنها ما يقع تعرية للسلوك البشري، وإبراز نقائصه وعيوبه، ولا أشك أننا، وعلى الرغم من قوة وقع الحدث على النفوس وامتداد أثر بعضها لسنوات مديدة، إلا أن إجابيتها كونها جعلت الفرد منا، وبخاصة المسئول تحت مجهر الرقابة، والمساءلة، والمتابعة الدائمة، لكن المرفوض أن تستغل الأحداث الاعتيادية، وتدخل فيها أيادٍ خفية عابثة بأمن المجتمع، لتبث الرعب والخوف، وتزرع بذور الفوضى في هذا البلد الآمن، وتسيء في بعضها لمؤسسات الدولة الرسمية، فهذه في نظري جريمة كبرى تستحق التنكيل والعقاب، وهي في نظري لا تقل جرما عن تقصير المسؤول وإهماله، واستغلال نفوذه، وعما قريب قد نسمع بأحكام تطال أصحاب هذا السلوك، لكي يكونوا عبرة لمن تسوّل له نفسه هذه الإثارات، لكننا في الوقت نفسه مطالبين بالتوعية على كل المستويات، والتحذير من مغبة المغامرات غير المحسوبة، وبخاصة لدى الفئات المراهقة.

dr_alawees@hotmail.com
 

أوتار
عقوبة الإرجاف
د.موسى بن عيسى العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة