ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 23/02/2012/2012 Issue 14392

 14392 الخميس 01 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

في عام 1407هـ انطلقت فعاليات [مهرجان التراث والثقافة بالجنادرية] معبّرةً عن اهتمام القيادة الرشيدة بتراث الوطن وثقافته، وغرس شتائل الوفاء والانتماء، وصلة الحبّ وتجلّياته المشرقة عبر ميادين الفروسيّة والثقافة وانطلاق التنافسات الحضارية الجميلة.

مهرجان التراث والثقافة بالجنادرية عنوانٌ حضاريٌّ يتجدّدُ كلَّ عام ليجدّد علاقتنا بالثقافة والفكر والفروسية والشعر والحوار عبرَ فعالياته المختلفة التي تجدّدُ في فضاءاتنا الشّوق والحبَّ والحنين فتصبحُ [الجنادرية] وتمسي جوهرةً نادرةً كما عبّر الشاعر

عبد القادر كمال إذ يقول:

تغيبينَ يا حلوتي السّاحرهْ

تغيبين شهراً، تغيبينَ دهراً

أسائلُ عنك الصباح الجميلَ

وأسألُ عنك السَّنا، والسُّها

ومهما تغيبينَ يبقى الشّذى

وتبقى معي ذكرياتي التي

وتبقينَ في مهجتي حاضرهْ

فذكراك في خاطري ناضرهْ

ورقّةَ أنسامه العاطرهْ

وأنجمه السامر- الساهرةْ

ونفحة أعرافه الزّاخرهْ

تداعتْ بأطيافها العابرهْ

أوّلُ ما تهبُّ نسائمُ الجنادرية، وتثير هجنُها وفرسانها غبارَ التنافسات العريقةَ تذكّرُنا بماضي الفروسية وعبقَ التّاريخ وذكرى أيّام وشهور التوحيد، وانطلاقاته البطوليّة الفذّة بقيادة الملك المؤسس عبد العزيز ورفقته رحمهم الله فتهتفُ الأناشيدُ بألق ذلك الحضور الأثير مردّدةً أصداءها عبرَ الزمان والمكان لتبقى في الذاكرة وأنسجةِ الوجدان.

عبد العزيز:

يتلفّتُ التاريخ، والذكرى،

وآلافُ المواقف، والفتوحْ

ولك الرياضْ..

تزهو بأروع بهجةٍ،

تستقبلُ الفجرَ الصَّبوحْ.

عبد العزيز:

هذي الرياضُ، وأهلُها يستبشرونْ.

فتحتْ لوفدك قلبَها،

وتفتّحتْ كلُّ الحصونْ

وتفاءلتْ أملاً وأمناً حين لقياك العيونْ

وعلى رموش جفونها

تبكي الشجونْ

ومدامعاً ممزوجةً بدعاءِ ربِّ النّصرِ

والفتحْ المبينْ.

عبد العزيز:

على خُطاكَ ألا ترانا سائرينْ

وبنا لمجدِكَ، والطموح الفذّ

والأفياءِ تغرسُها يداكَ مدى السنينْ

والحُبُّ يخفقُ فوقَها:

شوقٌ تدثَّرَ بالحنين

ورؤىً يعاشرُها التفاؤلُ، والتنافسُ

في انطلاقات البنينْ..

تنداحُ كلُّ بشائرِ الذكرى

رحيقاً في عبير الصّادقينْ

ومآثراً عشْنا بها

وبوهْجها عزَّ الجبينْ.

عنها يعبِّرُ كلُّ نبضِ المخلصينْ.

عبد العزيز:

بها تألَّق في سماءِ العالمينْ

وبنى لنا الوطنَ الأمينْ

وبنى لنا الوطنَ الأمين..

***

والحديثُ عن الثقافة والتّراث بحضرةِ الجنادريّةِ ليس حديثاً عابراً تحاصرهُ مناسبةٌ عابرةٌ، وإنّما هو حديثُ الأجيالِ الذي تتردَّدُ أصداؤه في وجداننا وفي فضاءاتِ حياتنا كلَّ حين، وما مناسبةُ الجنادرية إلاّ لافت موقظ لهواجس الذكرى، آثرَ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يربطها بأبعادِ الفروسيّة والتُّراث والثقافة لتشكّل جزءاً من همِّنا اليوميّ المشتعل بالحنين والشوق إلى امتزاج الماضي بالحاضر والمستقبل عبْرَ فضاءاتِ الوفاء والحبّ والطُّموح في حركة الحياة المتألّقة أبداً في ميادين الشّموخ والإيثار والعطاء [للأرض، للأهل] للوطن، والأمّة.

يُعبّرُ عن هذا الهاجس الشاعر النّابض بألقِ المعاناة الوطنية الدكتور عبد الله الوشمي في قصيدة ألقاها في افتتاحية فعاليات [مهرجان التراث والثقافة] بالجنادرية يوم الخميس 17-3-1433هـ يقولُ فيها وكلُّ هواجسه نشيدٌ «للوطن والأهل»:

ولي وطنٌ آليتُ أن أستعيدَه

تمرُّ بتاريخ القصيدة ريحُها

هي البدر والرمل الطريُّ ونخلةٌ

رأيتُ بعينيها رمالي وقمَّتي

وأحببتُ ما يُخفي تفاصيل وحشتي

وأحببتُ أحلامي رعَتْ في عريشةٍ

ولي وطنٌ آليت ألا أبيعه

ترابي وأمطاري وصوتُ حجارتي

تفيّأتها موجاً فموجاً من الأنا

بليلى فيغريني بليلى وليِنها

تفاصيل ممشاها قوافي عيونها

تدلَّت تناغيني بأحلى غصونها

فأحببتُ ما يسعى وما في عرينها

وأحببتُ في أرضي بقايا حزونها

تُبادلني بالحبّ طعْمَ حنينها

وكيف؟! وتفاحي نما في متونها

تباريح ضوضاها مراعي سكونها

تداخلت العينان حدَّ جنونها

ونتناغم مع إنشاد الشاعر عبد الله الوشمي رئيس النادي الأدبي بالرياض وهو يحدّثنا عن ذكرياته وشجونه الوطنية عن تفصيلاتٍ تنغرس في أنسجة وجدانه وتمتزجُ بتداعيات الذاكرة لتعبّرَ عن صورٍ حقيقية تحلّقُ به في أجواءِ الخيال فتتساقط زخّات مطرٍ ربيعيٍّ يمتزج بتراب الأرض، الأهل.. الوطن:

تعلَّقتُ بالتمْر الشهيِّ بأثلةٍ

تعلَّقتُ بالراعي سها عن حقوله

تعلَّقتُ بالأرض التي تُنبت الحصا

تعلَّقتُ يا ما قد تعلَّقتُ أضلعي

أحنُّ لبيت الله إذ تكبرُ اللغا

أحنُّ لجدِّي إذ يُعيد حكايتي

أحنُّ لأهلي يملأ الحبُّ دارَهم

ترابي.. ترابي.. قد تبعناك نجمةً

تضيء عروقَ القلب لا تستفزُّه

وتروي لنجدٍ ما رأتْ من تِهامةٍ

وتَسمعني تاروتُ أو تستعيدني

علانيَّةً: أرضي أُحبُّ ترابها

تعلَّقتُ بالأحجار حتى بطينها

وغاب بجفن الأرض أو في عيونها

وينمو الندى في سهلها وحزونها

تفسِّرني بالموج أو في سفينها

ويصعد تسبيح النهى في يمينها

أحنُّ لأمي في مصلى يقينها

ويمنحهم ربِّي الذي في دفينها

على كتف الدنيا بما في فنونها

تُغنِّي له ما يشتهي من لحونها

وتُهدي لجازان الذي في هتونها

بحائل سلمى واقفاً في عرينها

وأعشق ما يسمو وما في بطونها

a.salhumied@hotmail.com
 

ذاكرة الجنادرية وأصداء الشعر
عبد الله بن سالم الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة