ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 24/02/2012/2012 Issue 14393

 14393 الجمعة 02 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

كلمة في غياب سيدي الوالد
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر **** فزعت فيه بآمالي إلى الكذب

رجوع

 

في صبيحة يوم الأحد، السادس من شهر ربيع الأول سنة 1433هـ، الموافق للتاسع والعشرين من شهر يناير - كانون الثاني - 2012م، ودعت الأحساء علماً ورمزاً شامخاً من رموز العلم، ذلكم هو صاحب الفضيلة إبراهيم بن عبد المحسن آل عبد القادر، إمام وخطيب جامع الإمام فيصل بن تركي آل سعود رحمهم الله برحمته الواسعة.

فكيف لي يا أبتاه ووقع الفقد وصداه يغور في أعماق نفسي ويجلل روحي بحلل من الحزن والأسى، الوقوف راثياً وهل تراني معدداً مزاياك وخصالك الأبوية أم العلمية والأخلاقية؟ هل أرثي فيك العلم أم الزهد والتقوى، أم الورع وحب الخير، أم التواضع والكرم. أتراني واصفاً مجلسك العامر كل ليلة خميس بمحبيك وزائريك وخلانك من طالب لحاجة أو سائل عن أمر أرقه، ومسألة ألمت به وأحرجته؟ هذا هاتف منزلك الذي ما فتئ طيلة عمرك المبارك يستقبل أسئلة السائلين عن أمور دينهم، وهذا شخصكم الكريم في مخيلتي لم يبارحها راداً على سؤال وقاضياً لحاجة قاصد، وتكثر الصور وتتعدد المواقف.

ما أسرع ما أدركت يا أبي مصداق المأثور صحيح المعنى عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة) نعم كنت مثالاً حياً وصادقاً شهدته ووعيته.

سيدي الوالد: لقد زهدت في الدنيا فآتتك الدنيا، وعففت عن أموال الناس فأغناك الله من فضله. لقد علمتنا القناعة فلم أرك أو أسمعك يوماً تنظر إلى ما لدى الناس أو تتمناه بل على العكس كنت دائم النظر لما هو أبعد، متفكراً في الدار الآخرة، دار القرار وعمارتها، مستخفاً بهذه الدار الفانية وبريقها، كنت دائماً حامداً شاكراً لله.

سيدي الوالد: لقد كنت تؤثر الوحدة، فوقتك بين قراءة لكتاب الله، أنيسك الأول، وبين أورادك، ومطالعة لكتاب وسفر مفيد مما حوت خزانة كتبك العامرة بشتى صنوف المعارف، مبتغياً في ذلك من الله الرضا والقبول وللناس الفائدة. بلى، كان لذلك كبير أثر علينا نحن أبناؤك وبناتك في الصغر وعند الكبر، فجزيت عنا خير الجزاء.

سيدي الوالد: لقد كنت جامعة لكل العلوم والمعارف فقصدك أساتذة الجامعات وطلاب العلم والمربين لمعرفتهم بغزارة علمك وفقهك.

سيدي الوالد: عزيز علينا فراقك، ولسان حالي قول زحل:

بكاك القلب والعين توارت

وأهلكني جمود الدمع فيها

رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته مع الصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، ونسأله تعالى أن يلهمنا الصبر والسلوان ففقدك عظيم ومكانك كبير.

خالد إبراهيم العبد القادر

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة