ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 24/02/2012/2012 Issue 14393

 14393 الجمعة 02 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

حوار في الوقت الضائع

 

المواقف المبدئية، التي تستند إلى الحقيقة، لا يمكن للقائد الذي يتحمَّل مسؤولية قيادة الأمة والدفاع عما تؤمن به أن يجامل ويساير فيها، ولا يمكن أن يجامل كذلك في مواقف هو يعلم أنها لا تستند إلى أسس أخلاقية، ولا تقترب من الحقيقة، وتنحصر في تحقيق مصالح تخدم صاحب تلك المواقف ومصالح الجهة أو الدولة التي يتحدث باسمها.

لهذا كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واضحاً وصادقاً تماماً مع رئيس الاتحاد الروسي ديمتري ميدفيديف في حديثه عما يجري في سوريا.

وخادم الحرمين الشريفين قائد هذه الدولة التي هي المنارة التي انطلق منها الإسلام هداية إلى أمم الأرض قاطبة، دولة أُسِّست على هدى الإسلام؛ ولهذا فإنها التزمت بمبادئ أخلاقية لا تحيد عنها، صبغت مواقفها، وأصبحت سمة لها، ولم تحذُ حذو الدول الأخرى التي غلَّبت المصالح على المبادئ بحجة الأخذ بالبرغماتية أو غيرها من المبررات التي لا تتوافق مع حقيقة التوجُّه؛ ولهذا فإن المملكة لا يمكن أن تتخلى عن مواقفها الدينية والأخلاقية ومبادئها لتعزيز مصلحة عابرة، وهو ما أوضحه الملك عبدالله بن عبدالعزيز في حديثه مع الرئيس الروسي من خلال بحثهما الأوضاع في سوريا.

نعم، المملكة العربية السعودية منفتحة على الحوار مع الدول الصديقة، والاتحاد الروسي من الدول التي تصنفها في خانة الأصدقاء، إلا أنها تقدم المبادئ والأخلاق واحترام حقيقة ما يجري من أحداث، والأسباب التي أدت إلى حدوثها، على مصالحها، التي تتحقق بصورة أفضل إن التزمت بالمبادئ والأخلاق.

الوضع في سوريا يعلم الأصدقاء الروس أكثر من غيرهم أن مواقف المملكة العربية السعودية بخاصة، وموقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز شخصياً، تنبع من التزام ديني وأخلاقي ونصرة للمظلوم.. ومثل هذه المبادئ لا يمكن المساومة عليها وحتى التفاوض بشأنها. والروس يعون تماماً من خلال تراثهم الأدبي والسياسي أن التمسك بالمبادئ والأخلاقيات واحترام الحقيقة من الأمور التي لا بد أن تسهم في الوصول إلى اتفاق إن التزم بها أطراف التفاوض، وهو ما يعزز المصالح التي تكون مستندة إلى أصول أخلاقية. وكان المفترض بالأصدقاء الروس أن يسعوا إلى معرفة أصحاب الشأن والأكثر قرباً من الحدث والمتأثرين به استراتيجياً ودينياً وأخلاقياً وضميرياً قبل أن يقدموا على اتخاذ مواقف تُعَدّ انحيازاً للطرف الظالم الذي يُلحق الضرر بالشعب السوري؛ فالحوار والتفاوض كان الأجدر بالأصدقاء الروس أن يسعوا إليهما قبل إقدامهم على استعمال «الفيتو» الذي ينظر إليه جميع المسلمين والعرب على أنه تقوية لنظام يقتل شعبه، ويجعله يستقوي لارتكاب مزيد من الجرائم؛ ولهذا فإن كل ما يُبحث بعد ذلك يُعَدّ عملاً لا جدوى منه بعد أن تحددت المواقف، وطغت المصالح الروسية على المبادئ والأخلاق التي لن تتخلى عنها القيادة السعودية.

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة