ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 25/02/2012/2012 Issue 14394

 14394 السبت 03 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

ثورة الإعلام - والجديد منه تحديدا - كانت أحد إفرازات القرن الجديد، وأصبحت وعاء يقدم من خلاله ما تجود به العقول، لذا قيل «قل لي ماذا يقول الناس، أقل لك في أي مجتمع أنت». نتحدث هنا عن الفضائيات والفيس بوك وتويتر، ولا يصدق المرء نفسه عندما يطلع على الطرح الذي تقدمه هذه الوسائل، فقد سقطت نجوم كنا نظنها شيئا مذكورا، حتى تعبت أرجلنا من كثرة ما مددناها، ونحن نقرأ ونسمع ما تجود به قرائحهم آناء الليل وأطراف النهار. في المقابل، برزت «نجوم جدد»، لم نكن نعرفهم، ولا كنا سنعرفهم لو لم تتوافر هذه القنوات المجانية التي يستطيع المرء من خلالها أن يبث -وعلى الهواء- كل ما يريد وفي أي وقت.

وبما أن بعض القنوات الفضائية أصبحت دكاكين تجارية هدفها الربح، فقد أصبحت تعج بالبرامج التي يطلق عليها زورا حوارية، إذ هي مجالس مفتوحة لملء الفراغ الفضائي، واستقطاب الجمهور، ولذا كان لزاما أن يكون الضيوف «ممثلين» أكثر منهم أهل فكر، لأن الهدف الرئيس هو الاستقطاب الجماهيري عن طريق الإثارة. أما بعض مقدمي هذه البرامج فهم كومبارس للضيوف وللجمهور، إذ هم يقدمون ما يريد المشاهد، لا ما يفترض أن يسمع، ولا حرج في كل هذا لو كانت هذه البرامج ترفيهية، أما أن تناقش «قضايا» فكرية معقدة لا يقدر عليها إلا عتاة المختصين فإن هذا الأمر جد خطير، ويشي بعواقب جمة ووخيمة.

في الدول المتقدمة، تحرص المحطات التلفزيونية على استقطاب المؤهلين علميا وفكريا لتقديم برامجها، خصوصا الفكرية، كما تحرص على استضافة المؤهلين للمشاركة بهذه البرامج، وهنا يكون المحاور محايدا، ويكون الضيوف على قدر كبير من العلم والإلمام بآداب الاختلاف، فيخرج المشاهد بحصيلة تستحق الوقت الذي أمضاه في المشاهدة، ونادرا ما يتنابز الضيوف بالألقاب، ناهيك عن أن يذهبوا إلى ما هو أبعد من ذلك. أما هنا، فلعلكم شاهدتم ما حصل في أحد البرامج على إحدى الفضائيات، إذ استضافت «مصارعا» قالت إنه مفكر، وكان يتحين الفرصة للانقضاض على خصمه، ثم يتم إيقافه، وفي النهاية، غلبت مهنته الأصلية على مهنته المزيفة فهجم على خصمه حتى أرداه طريحا، ولولا لطف الله لكان قد هلك.

أيضا، قدر الله على صاحبكم أن يشاهد برنامجاً حوارياً مؤخراً، وقد تألمت لما شاهدت من سوء أدب وألفاظ خادشة، إضافة إلى عرض مقولات تتنافى والذوق العام، وقد كان مقدم البرنامج من البؤس الفكري والخواء العلمي درجة أنه نسي نفسه كثيرا فتخلى عن الحياد، وبدأ يلمز هذا الضيف ويتغامز بعينيه مع الضيف الآخر، ثم يتم تذكيره بأنه يجب أن يكون على الحياد، فيحاول ثم يفشل، في مسرحية تلفزيزنية ساخرة. وختاما، نرجوكم: أسسوا من القنوات ما تريدون، وقدموا فيها ما يروق لجمهورها، ولكن رجاء «دعوا الفكر لأهل الفكر».

فاصلة: «إذا كتب عليك أن تعيش مع المجانين، فتخل عن «الحكمة»، وكن مجنونا مثلهم».. بالتسار كراشن.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
دكاكين الحوار!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة