ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 27/02/2012/2012 Issue 14396

 14396 الأثنين 05 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يمــــوت الصحفيون في سوريا ليؤكدوا للعالم كارثية المشهد.. كأنهم بدمائهم ينقلون الخبر الأكيد.. «نعم.. يموت البشر في سوريا»

ففي الواحد والعشرين من شهر فبراير عام 2011 سقطت قذيفة على منزل متواضع وبسيط اتخذه مناهضو نظام الأسد مركزا إعلامياً لهم, توفيت على إثر القصف الصحفية الأمريكية ماري كولفن والصحفي الفرنسي ريمي أوشليك وسبعة آخرون.

ولمن لا يعرف «ماري كولفن» فهي صحيفة أمريكية جسورة جابت مناطق نزاعات مختلفة, فقدت عينها في سيريلانكا عام 2001 أثناء مهمة صحفية كانت تؤديها, ولكنها فقدت حياتها أخيرًا في سوريا.. كولفن دخلت سوريا سرًا في ظل التشديد الأمني على الإعلاميين من قبل النظام, لتنقل للعالم فضاعة الأوضاع الإنسانية ولو بعينها الواحدة, حبها للصحافة وشغفها بمهنة المتاعب وعودتها للعمل على الرغم من كل ما جنته من أخطار وإصابات من العمل الصحفي جعل منها بطلة صحفية لن تتكرر انضمت إلى قائمة لامعة لصحفيين ومراسلين يواجهون الموت بكل بسالة وشجاعة ليوصلوا الحقيقة إلى العالم.

ماري في حديثها الأخير مع إحدى المحطات والذي كان بمثابة وصية أخيرة تحدثت فيه عن تدهور الأوضاع في سوريا إلى عالم يبدو أنه عاجز عن استيعابها.. حادثة وفاة ريمي وماري ذكرتنا بقصص مأساوية كثيرة لصحفيين فُقدوا وانتهت حياتهم في الميدان, مما يجعلنا نقف باحترام أمام هذه المهنة العظيمة, وكل العاملين فيها سواء مراسلين شجعان, أو من يحملون أقلامًا ينقلون فيها هموم المواطنين, أو من يجلس خلف طاولة في مبنى محطة تلفزيونية أو جريدة يكتبون عن آلام البشر وأوجاعهم.

للصحافة التي تسمى «بصاحبة الجلالة» لهيبتها وسموها مكانة عظيمة, تستطيع بقوتها وتأثيرها أن تغير الخرائط والمناصب والقناعات.. ألم يقل الكاتب الروسي ليو تولستوي إن الصحافة هي: (بوق السلام, وصوت الأمة, وسيف الحق, وملاذ المظلوم, ولجام الظالم, إنها تهز العروش, وتزلزل المستبدين) لذلك تعتبر السلطة الرابعة وأقلام كتابها وأسئلة مراسليها كابوسًا حقيقيًا لأي مسئول يتأخر ويتقاعس في أداء واجباته تجاه الشعب.

ومما يطرأ على ذهني عندما أتحدث عن قوة بعض الصحفيين, وتأثيرهم على الرؤساء وصناع القرار, الصحفية الأمريكية -اللبنانية الأصل- هيلين توماس, والتي عُرفت بذكائها الصحفي وسرعة بديهتها. ففي أحد المؤتمرات الصحفية للرئيس الكوبي فيدل كاسترو سأله أحد الصحفيين سؤالا قال فيه: ما الفرق بين الديمقراطية في أمريكيا والديمقراطية في كوبا؟ فرد الرئيس: أرجو أن لا تسألني أسئلة هيلين توماس الصعبة.

كما يحكى أنه جاء ذات غضب أحد وزراء الرئيس الأمريكي «ترومان» يشكو له قسوة الهجوم عليه من قبل الصحافة الأمريكية, فاستمع إليه الرئيس بهدوء ثم ابتسم وقال كلمة جرت مجرى الحكمة: (إذا قررت أن تعمل خبازاً فلا تشكو من حرارة الفرن).

كما في فرنسا جريدة أسبوعية تصدر كل أربعاء منذ عام 1915 اسمها «البطة المقيّدة» متخصصة في السخرية من كبار المسئولين في الدولة الفرنسية وكثيرًا ما يتم تصوير رئيس الجمهورية على هيئة حيوان أو امرأة في رسوم الكاريكاتير التي تنشرها, وقد كان الجنرال ديجول يضيق ذرعا بسخرية هذه الجريدة لدرجة أنه لم يكن يحتمل قراءتها, فكان كل أربعاء يسأل وزراءه: ماذا كتبت البطة اللعينة عني هذا الصباح؟!

مما يعكس لنا ما تحظى به الصحافة من تقدير واحترام في العالم المتقدم حيث أصبح بعض كتاب الأعمدة والمراسلون نجومًا في مجتمعاتهم وأصحاب مناصب عليا في مؤسساتهم, ولكن مع الأسف يعاني كثير من الصحفيين لدينا الأمرين إذ لا تزال فئة كبيرة من المجتمع تنظر للصحفي والمراسل نظرة ناقصة, كما أنهم يتقاضون أجورًا متدنية علاوة على أنه ليس هناك جمعية حقيقية تنصفهم بعدما فقدت هيئة الصحفيين السعوديين شرعيتها حسب تصريح «صريح» أدلى به رئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين السابق!.

Twitter:@lubnaalkhamis
 

ربيع الكلمة
هيبة صاحبة الجلالة!
لبنى الخميس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة