ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 27/02/2012/2012 Issue 14396

 14396 الأثنين 05 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

هاتفني أبو أحمد معَّلقاً على قصيدة لي نُشِرَتْ في هذه الزاوية يوم السبت الثالث من الشهر الرابع من عام 1433هـ بعنوان (غَيْثُ القرآن) وأبدى لي ثلاث ملحوظات قال: إنَّها أثَّرتْ في استرسال قراءته للقصيدة وهزَّت جانب الاستمتاع بتسلسل معانيها ووزنها، وأشاد كثيراً بعنوانها قائلاً: إنَّ الغيث الهنيء المريء هو الوصف الأجمل لغيث جمال القرآن الكريم وكماله.

أما ملحوظاته الثلاث، فإنَّ إحداها كانت بسبب عدم إدراكه لمعنى الكلمة التي انتقدها في القافية وهي في البيت:

وقامت به في الناطقين بلاغةٌ

بأسمى علامات البيان تُعَلَّمُ

قال: إنَّ كلمة «تُعلَّم» أضعفت المعنى فتعليم علامات البيان من المعاني المعتادة، وقد جاءت قبلها بأربعة أبيات كلمة يتعلَّم، وهذا ما لم أستطع الانسجام معه حين قراءته. قلت له: كلامك صحيح لو كان معنى كلمة «تُعَلَّم» في البيت التعليم، فعاجلني قائلاً وهو يتبسم، وهل تحتمل هذه الكلمة غير معنى التعليم، ثم تابع مازحاً، هل ستضيف أنت معنى جديداً لهذه الكلمة؟ قلت له: أمهلْني حتى أُكمل، فمشكلة كثير من المحاورين أنهم لا يُصغون للمتحدث حتى يكتمل كلامه لتكون إجاباتهم وتعليقاتهم منطلقة من فهم كاملٍ لما أراد، قال لي: تفضل أكمل. قلت له: مَعْنَى «تُعَلَّم» هنا: تُوْضَعُ عليها علامات البيان، وتُرْسَمُ على ردائها البلاغي الجميل، ومنها القميصُ المعلَّم الذي عليه خطوط وعلامات وفي إيراد كلمة «علامات» في البيت ما يؤكد هذا المعنى المراد وهو غير معنى تعليم العلم كما ترى.

قال بصوت مرتفع: «خلاص» فهمت، فهمت؛ لا أدري كيف غاب عني هذا المعنى مع وضوحه، ثم تابع قائلاً: أما الملحوظتان الأخريان فأنا متأكد منهما. قلت له: نعم أصبت فيهما، وهما من الأخطاء الطباعيَّة التي لا مناص منها، مع أنَّ الشعر نَصٌ دقيق بسبب الوزن ودقَّة الإيقاع، فإنَّ نَقْصَ أو زيادةَ حرفٍ فيه يمكن أن تكسر وزنه، وهذا ما حدث في ملحوظتيك الأُخريين، وحينما سألتُه: هل حاولتَ بما لك من معرفة بأوزان الشعر أن تصحِّح؟ قال: كلا، بل رأيت في ذلك فرصة مناسبة للاتصال بك بعد طول انقطاع. قلت له: أما البيت:

إذا قيل: عِلْمٌ، طيَّب اللهُ نبعه

(فيعلم) كتاب الله، يُتْلَى ويُفَْهَمُ

فإن الطابع زاد الياء في «فيعلم» فكسرت الوزن والصَّواب الذي لا يصلح الوزن والمعنى أيضاً إلاَّ به، حذف الياء «فَعِلْم» فيصير

«فَعِلْمُ كتاب الله، يُتْلَى ويُفْهَمُ»

وفي البيت الثاني مكان الملحوظة الثانية:

وعِلْمٌ بأسباب النزول (مُكْتَمِلٌ)

وعِلْمٌ، به نُطْقُ اللِّسانِ يُقَوَّمُ

فإنَّ الطابع زاد التاء في «مكتمل» فكسرت الوزن وغيَّرت المعنى، والصَّواب «مُكَمِّلٌ».

ودَّعت أبا أحمد وأنا أقول: ليت مصحِّح الجريدة يزيد من تركيزه في تصحيح الشعر بعد طباعته، مع أن الأخطاء الطباعية عيب شائع عالمياً يصعب التخلُّص منه.

إشارة:

تلا المصطفى آيَ الكتاب فأشرقت

كواكب من حُسن البيان وأَنْجُمُ

 

دفق قلم
الوزن الشعري
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة