ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 27/02/2012/2012 Issue 14396

 14396 الأثنين 05 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

الهدف من هذه المقالة لفت النظر السياحي والاستثماري إلى هذه المنطقة الغنية بالجمال والإمكانيات من الوطن، وإلى احتياجات أهلها الطيبين في التنمية.

الجميع هناك يلهج بالثناء لاهتمام القيادة بمنطقتهم لكنه يشتكي من بلادة البيروقراطية وكمية الصدأ المتراكمة في تروسها وعجلاتها.

من يريد الاستمتاع بالبحر والبر والجبل بجوار بعض فليذهب إلى جازان ولن يندم.

تلبية لدعوة كريمة من أحد أبناء منطقة جازان الأوفياء حصلنا على ثلاثة أيام من المتعة الديموغرافية والجغرافية والثقافية بالإضافة إلى الاستمتاع بالكرم واللطف والبشاشة المعروفة عن أبناء المنطقة.

أما الضيوف فكانوا ثلاثة هم الدكتور ماجد المنيف والدكتور سعد البازعي وكاتب هذه السطور، وأما المضيفون فكانوا كل الذين قابلناهم وغمرونا بلطفهم من أهل المنطقة في جيزان وصبيا وفرسان وفيفا، وعلى رأسهم موجه الدعوة الكريمة الزميل في المهنة الطبية وعضو مجلس الشورى الدكتور قاضي مقبول العقيلي وساعده الأيمن في الاستقبال والتنظيم الزميل الدكتور حمود أبو طالب الطبيب والأديب المعروف، ومعهما الأستاذين يحيى شار وابراهيم عقيلي من أبناء المنطقة، فلهم جميعا الشكر الجزيل.

بدأ برنامج الرحلة فورا منذ الدقائق الأولى بعد الوصول إلى مطار جيزان.

قضينا الساعات الأولى في المدينة التراثية للتعرف العام على تراث المنطقة.

اليوم التالي بنهاره وليله خصصناه لجزيرة فرسان الحاضرة دائما في كل نقاش الغائبة غالبا عن التنمية المتناسبة مع جمالها وحجمها واحتياجاتها وإمكانياتها الكبيرة.

دليلنا الجغرافي والتاريخي في فرسان كان الأستاذ ابراهيم عبدالله مفتاح، وهو رجل يأسر القلب والعقل بلطفه وعلمه وكرمه، وأديب وشاعر غني عن التعريف.

من يريد الاستزادة المعرفية عن فرسان يستطيع الرجوع إلى كتابه المعنون: فرسان الناس البحر والتاريخ.

سكان فرسان البالغ عددهم حوالي خمسة آلاف نسمة يبهرون الزائر صدقا بعفويتهم وكرمهم وسرعة استحواذهم على محبة الضيف وانسجامه بينهم.

كل من تحدثنا معه في فرسان متفق على أنها تمتلك من مقومات التنمية التاريخية والآثارية والبيئية والاقتصادية ما لا يقدر بثمن.

باختصار، فرسان كنز سياحي استثماري بلا حدود ومع ذلك لم تحصل هذه الجزيرة الساحرة على الكثير في الخطط التنموية.

الأساسيات التي لا غنى عنها مثل التعليم قبل الجامعي والكهرباء والرعاية الطبية الأولية، هذه كلها موجودة، لكن ما ينقص فرسان حتى الآن يقع في مجال المواصلات والاستثمار السياحي تحديدا.

يفصل أرخبيل فرسان عن بر جيزان قرابة الخمسين كيلا من مياه البحر الأحمر.

هذه المسافة المائية لا تخدمها ذهابا وإيابا سوى عبارتين في رحلتي ذهاب ومثلهما للإياب في اليوم الواحد.

من تضطره الظروف الطبية أو الدراسية أو القانونية أو الوظيفية والاجتماعية إلى وسيلة عبور أخرى يتوجب عليه استئجار أحد القوارب البدائية (الفالوكة)، وكل مشغليها من الوافدين الأجانب.

استيعاب العبارتين والفلاليك المستأجرة لن يتعدى بضع مئات من المسافرين في اليوم الواحد، يضاف إلى ذلك الشكوى المريرة من نقص كفاءة القائمين على إدارة حركة العبارتين في الحضور والانصراف وجداول التسجيل.

شاهدنا في فرسان ما يسمى بالمحمية الطبيعية لغزال فرسان، ولن أعلق كثيرا عليها سوى بانطباعي الخاص أنها لاتمتلك شيئا من المقومات المهنية للمحميات الطبيعية التي أعرفها من بلاد أخرى.

ما رأيته كان مجرد قطعة مفتوحة من الأرض تتقافز فوقها بعض الغزلان الرشيقة ومبنى يقبع بجانب خط الاسفلت المجاور للمراقبة عن بعد.

مدينة فرسان حيث يعيش السكان حاليا ليست لها من الملامح الجاذبة سوى بعض المعالم المعمارية القديمة مثل مسجد الشيخ ابراهيم النجدي ومنزلي الشيخين حسين وأحمد الرفاعي.

لكن في خارج التجمع السكاني يوجد من القلاع وأماكن السكن القديمة المهجورة والكهوف والشواطئ الآسرة والآبار والآثار الرومانية والحميرية ما يحمل إمكانيات لا حدود لها للحذب السياحي الثقافي العلمي والترفيهي، ومن ضمنها ظاهرة هجرة أسماك الحريد السنوية بأعداد هائلة إلى نفس البقعة من الجزيرة في كل عام.

أختتم هذه الحلقة بما قلته عن فرسان آملا أن أتحدث عن صبيا وجبال فيفا في حلقة قادمة.

 

إلى الأمام
ماذا أحدث عن جازان يا أبتي..؟ (1-2) مليحة عاشقاها البحر والجبل.
د. جاسر عبدالله الحربش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة