ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 27/02/2012/2012 Issue 14396

 14396 الأثنين 05 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

ما الذي يجعل زيداً يستيقظ متأخرا عن وقت دوامه, يقود السيارة بتثاقل, ويبدأ بمزاولة عمله بإحباط, منتظراً فقط أن تحين نهاية الدوام ليعود لبيته, ناقما خاويا, هاربا من واقعه.

وما الذي يجعل عَمرو يستيقظ قبل وقت دوامه بساعة أو أكثر, يستقبل صباحه الجديد بفنجان قهوة عابق. ثم يتوجه لعمله مدفوعا بالرضا, ويمضي ساعات عمله بكل نشاط وحيوية, وما يكاد يغادر مقر عمله إلا منجزا أعماله بأفضل وجه ممكن؟

إن الأمر الذي يجعل زيداً متثاقلا ويائسا, وعَمرو متفائلا ومنجزا, هو أنه يقوم بممارسة عمله مدفوعا بالحب, أي أنه يحب ما يفعل..

في الشرقية - وهذا ليس تحيزا مناطقيا - مالكات صالونات التجميل, يزاولن مهنتهن بحب حقيقي, دافعه الشغف للفن والتجميل, وأعرف الكثير منهن, من كن مصممات وفنانات تشكيليات. وظفن موهبتهن تلك في مهنة يعشقنها, لذلك لم يكن الأمر لديهن مجرد مشروع تجاري يدر عليهن ربحا, إنما دفعهن الحب لأن ينظرن للمشروع من جميع النواحي, من التدرب على أيدي مشاهير خبراء التجميل العالميين, واختيار أجود أنواع مساحيق التجميل, وتوظيف عاملات موهوبات متخصصات. واستخدام أفضل ما توصلت إليه الموضة العالمية لتجميل المرأة, وإخراجها بمظهر يوصلها للرضى التام..

ومن واقع تجربة شخصية, يختلف الأمر في بقية مناطق المملكة وخصوصا المدن الكبرى, نجد أن غالبية مالكات صالونات التجميل سيدات أعمال لا علاقة لهن بالفن والتجميل, وهن يعتبرنه مجرد مشروع يدر عليهن ربحا سريعا, فيقمن باستغلال رغبة السيدات بالتجمل وجهلهن بخفايا التجميل وأساليبه, بأن يحولن صالونات التجميل إلى وسط موبوء بالنصب والاحتيال بطرق شتّى. منها استخدام مساحيق رخيصة ومقلّدة, أو توظيف عاملات غير سعوديات يقدِمن للمملكة بفيز خادمات, ثم يتعلمن التجميل على رقاب الزبونات.

من الجدير بالذكر أن هناك دعماً جيداً من صندوق تنمية الموارد البشرية تحت برنامج التدريب المنتهي بالتوظيف, لجذب السعوديات للعمل في نطاق التجميل, بحيث يتحمل الصندوق نصف راتب العاملة, لمدة 12 شهراً, ثم يدفع مبلغا مضاعفا كحافز للاستقرار الوظيفي. لكن مالكات الصالونات استغلين حتى هذه البادرة لتحقيق أهداف مادية بالغة الأنانية, بأن يتفقن مع نساء سعوديات, يقمن بالذهاب إلى صندوق الموارد والتسجيل كعاملات في المشغل, بحيث تأخذ المرأة نصف المبلغ وهي جالسة في بيتها, فيما تأخذ المالكة النصف الآخر لتدفعه لعاملة أقل راتبا!.

وفي النهاية نحن نعيش هذه الحياة لنحقق ذواتنا, لذا فإن تكديس المال لا يحقق الذات, لكن الذي يحققه إنجازنا عملا متقنا, نهبه من أرواحنا فيهبنا معنويات عالية, ويعود علينا بالرضى عن النفس والصلح مع الواقع.

 

إني أرى
اتبع قلبك
كوثر الأربش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة