ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 28/02/2012/2012 Issue 14397

 14397 الثلاثاء 06 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

خلال جلسة بعنوان «دور الرسوم الكاريكاتيرية في تصحيح المفاهيم ورفع مستوى الوعي»
منتدى الاتصال الحكومي يبحث في أهمية الرسوم الكاريكاتيرية في تصحيح المفاهيم الخاطئة

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجزيرة - الشارقة

ركَّزت الجلسة الرابعة في ثاني أيام منتدى الاتصال الحكومي، التي حملت عنوان «دور الرسوم الكاريكاتيرية في تصحيح المفاهيم ورفع مستوى الوعي»، على فن الكاريكاتير والرسوم الكرتونية بوصفه أداة اتصال مهمة وفعالة في تصحيح المفاهيم المغلوطة ورفع مستوى الوعي لدى الجمهور. وقد انعقدت هذه الجلسة في إطار «منتدى الاتصال الحكومي 2012» الذي ينظمه مركز الشارقة الإعلامي يومي 26 و27 فبراير الجاري في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وذلك بحضور نخبة من قادة الرأي والفكر في العالم وكبار الشخصيات السياسية والاقتصادية وحشد من أبرز الإعلاميين ووسائل الإعلام العربية والدولية. وشهدت الجلسة مشاركة مميزة من ثلاثة من أشهر فناني الكاريكاتير في العالم العربي، هم (أمية جحا، أول رسامة كاريكاتير في فلسطين والوطن العربي رئيس مجلس إدارة شركة جحاتون لإنتاج الرسوم الكرتون، ورسام الكاريكاتير الأردني المعروف عماد حجاج، إضافة إلى رشا مهدي، وهي أول رسامة كاريكاتير مصرية).

وقد استهلت أمية كلمتها بالإشارة إلى أن الإعلام أضحى وسيلة فعالة للتوعية والتثقيف، مؤكدة المكانة المتنامية التي يحظى بها فن الرسوم الكاريكاتيرية في العصر الحالي؛ حيث إن الكثير من القراء يتصفحون الجريدة بدءاً من الصفحة الأخيرة. لافتة إلى الشبه الكبير بين كتابة المقالات ورسم الكاريكاتير؛ فكلاهما يمكن أن يعبرا عن الفكرة ذاتها، ولكن لكل منهما وسيلته الخاصة؛ ففي حين تعتمد المقالات على الكلمة فإن الخطوط والصورة هما وسيلة فنان الكاريكاتير للتعبير عن الفكرة. وتطرقت أمية إلى المواصفات التي يجب أن يتحلى بها رسام الكاريكاتير؛ إذ عليه أن يكون اجتماعياً ويتمتع بخيال واسع مع إحساس عالٍ بالفكاهة والقدرة على تناول مختلف القضايا بأسلوب ساخر، لكنه يعبِّر ببراعة عن الفكرة الأساسية. وأكدت في الوقت نفسه أن مهمة الرسوم الكاريكاتيرية لا تقتصر فقط على الإضحاك، بل إنها وسيلة فعالة لتوجيه الرأي العام ولفت انتباه الناس إلى الكثير من القضايا والمشكلات في شتى المجالات، بما في ذلك القضايا الاجتماعية وحقوق الإنسان وحملات التوعية الصحية والبيئية وغير ذلك. وأوضحت أمية أن مهنة الرسم الكاريكاتيري كانت في الماضي حكراً على الرجال، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت ظهوراً متنامياً للمرأة في هذا المضمار، خاصة أن موهبة الرسم الكاريكاتيري لا تأتي من دراسته في الجامعات، بل هي قدرة شخصية على الإبداع وتحويل الأفكار إلى خطوط وصور معبرة.

من جانبه، لفت عماد حجاج إلى أن الكاريكاتير أصبح فناً شعبياً بامتياز، وصار من أكثر الفنون حضوراً وتأثيراً لدى المتلقي. مشيراً إلى أن أول ظهور للرسوم الكاريكاتيرية في العالم العربي كان على يد أناس من أصول غير عربية، قبل أن يبدأ هذا الفن بالانتشار بين العرب الذين برز منهم فيما بعد عدد من أهم وأشهر رسامي الكاريكاتير، من أمثال ناجي العالي وصلاح جاهين. وفي معرض حديثه عن أزمة الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام أشار عماد إلى أن «أداء واستجابة رسامي الكاريكاتير العرب إزاء هذه الأزمة لم يكونا بالمستوى المطلوب على الرغم من أن هذه الإساءة كانت موجهة لديننا ومقدساتنا وثقافتنا نحن المسلمين؛ فكان الأجدى بنا أن نرد على هذه الحملة بالأداة نفسها، وهي الرسوم الكاريكاتيرية، إلا أن الرد الشعبي والسياسي كان هو الأقوى والأبرز عندما اتخذ شكل المظاهرات ومهاجمة السفارات». وأكد حجاج أنه ما من مانع في توظيف الرسوم الكاريكاتيرية في حملات التوعية الاجتماعية والصحية بل حتى السياسية من خلال حفز الناس على المشاركة في الحياة السياسية عبر ممارسة حقهم في الانتخاب والتصويت، إلا أنه لفت في هذا الصدد إلى صراع يعيشه هو شخصياً بين ما يتطلع إليه صاحب الحملة بشأن تقديم فكرة واضحة ومباشرة للجمهور من جهة، ومن جهة أخرى ما يمكن أن يقدمه رسام الكاريكاتير، وهو المولع دائماً بتقديم رسوم وصور ذات طابع كاريكاتيري صرف ينطوي على إحساس بالفكاهة والسخرية.

من جهتها، أعربت رشا مهدي عن أن «الكاريكاتير أصبح توأماً للصحافة؛ فالكاريكاتير يمكنه أن يعبر عن الأفكار ذاتها التي تقدمها المقالات الصحفية، لكنه بأسلوبه وأدواته الخاصة، وهي الرسوم والألوان، بل إن الكاريكاتير قد يكون في بعض الحالات أقوى من الكلمات؛ حيث إن الصور تصل بسرعة أكبر إلى جميع المشاهدين متجاوزة عوائق اللغة». مضيفة بأن «أفضل الصور التي يتم عرضها في المعارض هي تلك التي تحمل شعار (بدون تعليق)؛ إذ الصورة يمكنها أن تروي القصة كاملة من دون أي كلمة». ولفتت رشا إلى أن الرسم الكاريكاتيري قد يكون سلاحاً ذا حدين؛ فصورة واحدة يمكن أن تؤدي إلى تعبئة الرأي العام بأكمله، وهو في الوقت ذاته أداة فعالة لتفريغ شحنات الغضب لدى الشعوب. وأكدت رشا أن الكاريكاتير يساهم في كتابة التاريخ الجديد للعالم العربي؛ ففي حين هناك رسوم كاريكاتيرية تعود إلى سنوات طويلة مضت لكنها لا تزال تعبر عن الواقع الحالي للأمة؛ فإن ثورات الربيع العربي جعلت الرسم الكاريكاتيري يكتسب طابعاً جديداً، ويعبّر عن مواضيع جديدة تعكس الواقع الجديد للعالم العربي. وشددت رشا على الدور المهم الذي يمكن للرسوم الكاريكاتيرية أن تلعبه في الرد على حملة الرسوم المسيئة التي اندلعت قبل فترة، وذلك من خلال نشر سلسلة من الرسوم المؤيدة التي يمكن أن تكون مستوحاة من الأحاديث الشريفة للرسول عليه الصلاة والسلام، بما يساعد على دحض كل المفاهيم المغلوطة والأفكار الخاطئة والمسيئة التي جرى نشرها. وتُعتبر أمية جحا أول رسامة كاريكاتير في العالم العربي، وهي أيضاً رئيس تحرير مجلة يزن الشهرية، كما تعمل حالياً رسامة للكاريكاتير لدى «الحياة الجديدة»، وهي الصحيفة الرسمية للسلطة الفلسطينية، وكذلك صحيفة «القدس» الواقعة في القدس الشرقية، وصحيفة الراية القطرية والموقع الإلكتروني لقناة الجزيرة. وقد فازت أمية بجائزة الصحافة العربية عن فئة الرسوم المتحركة في نسختها الأولى عام 2001، وجائزة المرأة المبدعة، وهي أرفع وسام تقدمه جمعية المرأة الفلسطينية المبدعة (2008)، وحازت المرتبة الأولى في مسابقة ناجي العلي في تركيا 2010. أما عماد حجاج فقد صنفته مجلة أريبيان بيزنس ضمن أكثر 100 شخصية عربية تأثيراً، وجرى نشر أعماله في الصحف اليومية الرائدة في الأردن وعموم المنطقة، إضافة إلى منشورات عالمية مثل نيوزويك، واشنطن بوست، نيويورك تايمز، والتايمز. ويعرف عماد حجاج بابتكره شخصية «أبو محجوب» وتعليقاته المميزة في عالمي السياسة والسينما من خلال الرسوم الكاريكاتيرية، كما فاز بجائزة الملك حسين للإبداع الصحفي لعام 2001، وجائزة دبي الصحافة العربية لعامي 2006 و2010م. وتمتاز رشا المهدي بأنها أول رسامة كاريكاتير في مصر، وقد عملت رسامة كاريكاتير حرة (لحسابها الخاص)، وفنانة تشكيلية، ومصممة رسوم غرافيكية، كما قادت الجهود الإبداعية للعديد من الحملات الإعلانية، وهي من طرح فكرة تأسيس رابطة لرسامات الكاريكاتير العرب. وتحظى رشا أيضاً بعضوية الجمعية المصرية لرسامي الكاريكاتير وعضوية نقابة الفنانين التشكيليين في مصر، وسبق أن أقامت معارض عدة في مصر والكويت ولبنان والأردن والمغرب. يُذكر أن جلسات وورش عمل الدورة الأولى من المنتدى شهدت على مدى يومين مشاركة وحضور حشد كبير من الإعلاميين البارزين من مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، فضلاً عن الباحثين وطلاب الإعلام من جميع أنحاء المنطقة العربية والعالم. وقد سلطت الدورة الأولى من المنتدى، الذي يتوقع له أن يصبح حدثاً سنوياً، الضوء على الدور الفاعل الذي يضطلع به مركز الشارقة الإعلامي في تطوير أفضل الممارسات الإعلامية للمؤسسات الحكومية في الشارقة، والإشراف على تطبيقها.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة