ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 28/02/2012/2012 Issue 14397

 14397 الثلاثاء 06 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

في ديوانية فضيلة الشيخ عبدالله بن عقيل - رحمه الله - التي تنعقد مساء الأربعاء في منزله في الرياض منذ خمسين عاماً، كما قال ابنه الأستاذ الفاضل حمد بن عبدالله بن عقيل، كان لقائي بكوكبة من أعيان المجتمع والأدباء والشعراء في أمسية ثقافية حافلة، تحدثتُ فيها عن البناء الثقافي للجيل، وألقيت فيها بعض القصائد، وشارك فيها عددٌ من الشعراء، منهم الشاعر الأستاذ عبدالعزيز السرَّاء، والدكتور أحمد الخاني، وغيرهما.

ديوانية الشيخ عبدالله بن عقيل «شيخ الحنابلة»، الذي أمضى في رحلة هذه الحياة سبعة وتسعين عاماً، ديوانية علمية فقهية في إطارها العام، ولكنَّها تفتح بوَّابة للثقافة العامة والأدب في بعض لياليها، وهي مستمرَّة بعد رحيل الشيخ - يرحمه الله - بوصيَّة منه، وبحرص كبير من أولاده الكرام الذين يمثِّلون والدهم أحسن تمثيل.

تحدَّثت عن صاحب هذه الديوانية الشيخ عبدالله وعن لقائي به منذ نحو عشرين عاماً في مكة المكرمة في مكتب الأستاذ عبدالله بن بخيت «أبي عبدالعزيز»؛ حيث جرى بيني وبينه حديث أدبي سريع، ثم حدَّثني عن والدي - يرحمه الله - وحلْقته العلمية في الحرم المكي الشريف التي كانت على يسار الداخل من باب السلام، ثم تحدَّثت عن كتاب الكشكول الذي ألَّفه الشيخ عبدالله جامعاً فيه من طرائف الأدب، ومسائل الفقه الدقيقة اللطيفة، والألغاز العلمية الفقهية والأدبية ما يسعد به القارئ، وتستريح إليه نفسه.

ثم تحدثت عن البناء الثقافي للأجيال وأهمَّيته في هذه المرحلة بالذات، التي فُتِحَتْ فيها أبواب الثقافة على مصاريعها دون ضابط، وأشرت إلى أنَّ الأمة التي تريد أَنْ ترقى إلى رتب المعالي التي تستحقها لا بدَّ أن تبني ثقافة أجيالها بناءً قائماً على أسسٍ ثابتة من عقيدتها ومبادئها، وقيمها ولغتها الأمّ وثقافتها الأصيلة، ثم تنتقي من ثقافات الأمم الأخرى النافعة وعلومها المفيدة ما لا يناقض مبادئها، أو يصادم دينها وقيمها، انطلاقاً من مبدأ التبادل الثقافي النافع بين الأمم والمجتمعات البشرية، كما أشرت إلى الدور المشترك في هذا البناء الثقافي بين الأسرة والمسجد والمدرسة والمراكز العلمية والثقافية المختلفة والإعلام، وتحدثت عن وجوب الانسجام بين هذه الجهات إذا كنَّا نريد أن نبني مجتمعاً سليماً بعيداً عن التناقض والازدواجية، قادراً على الثبات أمام عواصف المذاهب المنحرفة، والثقافات الضالة، آخذاً بنواصي أبنائه وبناته إلى الحقِّ والخير مهما كان بريق الباطل لمَّاعاً خادعاً.

وذكرتُ في حديثي عن البناء الثقافي السليم للأجيال أهمية دور المنزل المسلم في تلاحم أفراد أسرته داعياً إلى إقامة «جلسة عائلية» أسبوعية أو نصف شهرية أو شهرية، تهدف إلى إقامة بناء ثقافي متين في جوٍّ عائلي مفعم بالحب والمودة وصدق العطاء وحسن التعامل.

ودارت أحاديث في ذلك المجلس المبارك حول هذا الموضوع، وتحدَّث معي الأستاذ الفاضل رجل الأعمال عبدالكريم الجاسر عن ضرورة إقامة منتديات أدبية خاصة تُعنى بالشعر العربي الفصيح وتجمع شتات شعرائه، مؤيداً ما ورد في حديثي من ضرورة العناية باللغة الأمِّ التي تعاني إِهمالاً كبيراً في بلادنا العربية، جعلها غريبة في بلادها، بعيدة عن ألسنة أبنائها وبناتها.

كانت ليلة ثقافية أدبية مفيدة ماتعة، أسأل الله أن يجزي أولاد الراحل فضيلة الشيخ «عبدالله بن عقيل» خير الجزاء على إقامتها، وألَّا يحرم والدهم من أجرها، فإنها من البرّ المتواصل - إن شاء الله تعالى -.

أخبرني الأخ حمد بن عبدالله بن عقيل بأنَّ والده أوصى بوقف مكتبته الكبيرة على طلاب العلم، وهم يرتبونها الآن؛ لتكون موئلاً لطلاب العلم، بما فيها من مراجع قيِّمة، تتميَّز بتعليقات الشيخ على هوامشها تعليقات علميَّة نافعة.

إشارة:

مكسب المرء في الحياة نضالٌ

في سبيل الهدى وذكر جميلُ

 

دفق قلم
أجيالنا والبناء الثقافي
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة