ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 29/02/2012/2012 Issue 14398

 14398 الاربعاء 07 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

مهما يكن موقفك من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لا بد من أن تحترم موقفه الأخير بالتنحي عن السلطة في اليمن، وهذا التنحي سواء جاء بإكراه مرغماً بعد أن اقتنعت القوى المحلية والإقليمية والدولية بمطالب الشباب وساحات التغيير، أو أن الرئيس السابق تنحى بـ(رغبته) بعد أن شعر بأن وجوده على رأس السلطة في اليمن سيقود البلاد إلى حروب متعددة قبلية، ومناطقية وسياسية ستؤدي إلى تشطير اليمن إلى دويلات عدة لا تتوقف عند دولتي الشمال والجنوب، وقد يدفع علي عبد الله صالح حياته وحياة عائلته وأبناءه مثلما حصل ذلك لملك ملوك أفريقيا القذافي.

إذن قبول علي عبد الله صالح التخلي عن السلطة مرغماً أو برغبته يُعد عملاً سياسياً إيجابياً عاقلاً لا بد من الإشادة به رغم كل ما حصل من تجاوزات في فترة حكمه، وهذه التجاوزات كانت ستتضخم وتتحوّل إلى كوارث لو أصرّ على التّشبث بالسلطة، ولهذا فإن تركه للسلطة وتعاونه مع القوى المحلية والإقليمية والدولية وما انتهت إليه عملية التعاون والذي ترجمه حفل التسليم والاستلام بين الرئيس السابق علي عبد الله صالح والرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي، والذي يُعد سابقة عربية، لينضم علي عبد الله صالح إلى الرئيسين العربيين اللذين تنازلا عن السلطة طواعية واللذين يحتلان مكانة محترمة وهما الرئيس السوداني سوار الذهب والرئيس الموريتاني الفال مع اختلاف الحالتين السودانية والموريتانية عن الحالة اليمنية، وعن وضع الرئيسين السابقين، فسوار الذهب وفال لم يكونا مهددين بالقتل ولم تكن دولتاهما معرضتين لحرب أهلية، بل فضّلا أن يكونا مثالاً يُحتذى وأنموذجاً يتكرر.

أما في الحالة اليمنية فإن الرئيس علي عبد الله صالح كان مهدداً بالقتل أو الذبح في كل يوم، وهو نجا من محاولة اغتيال حيث استهدف وهو يؤدي الصلاة في مسجد الرئاسة، كما أن عملية التنازل عن السلطة تمت بعد (تسوية) وتفاهم عملت على تحقيقها أطراف يمنية وإقليمية خليجية ودولية، وهذه التسوية التي انتهت بتسليم سلمي للسلطة يصلح أن يكون نموذجاً يُطبق على الوضع في سورية، فالرئيس اليمني بتنازله عن السلطة ظل يتبوؤها طوال اثنين وثلاثين عاماً أبعد نفسه وعائلته من القتل والقصاص مثلما حصل للعقيد القذافي، وعلى بشار الأسد أن يحذو حذو علي عبد الله صالح الذي وفّر على نفسه وعلى شعبه المعاناة التي تشهدها سورية حالياً.

النموذج اليمني الذي توّج بحفل الاستلام والتسليم للسلطة في صنعاء اقترحه العديد من القوى الدولية والعربية بما فيها حلفاء بشار الأسد، وإذ لم ينتهز الرئيس الفرصة السانحة هذه فلن يكون مصيره بأفضل من ملك ملوك أفريقيا.

jaser@al-jazirah.com.sa
 

أضواء
الوصفة اليمنية وقدرتها على علاج الأسد
جاسر عبد العزيز الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة