ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 01/03/2012/2012 Issue 14399

 14399 الخميس 08 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

أخي: محمد وعظم مصيبة وفاته

رجوع

 

تلقيت خبر وفاة أخي: محمد بن حسن إبراهيم المنصور من ابنه: أحمد في الساعة السادسة من صباح يوم الأحد، العشرين من الشهر الثالث، سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة. تلقيتُ الخبر، وابنه لا يستطيع مواصلة الاتصال من عظم المصيبة التي أصابته بوفاة والده، عندما اتصل فيه المسؤول في خدمة المرضى بمستشفى الملك: فهد التخصصي بمدينة بريدة أن والده توفي ومن الضروري الحضور إلى خدمة المرضى في المستشفى، لإكمال إجراءات استلام شهادة الوفاة، وقلتُ لابن أخي: ارجع إلى الله، واصبر على مصيبتك، فالأجر عند الصدمة الأولى، فأنت فقدت والدك ولا يحتاج منا إلا الدعاء أن يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته. فقد أحسن الظن بربه قبل وفاته أن يرحمه، لأنه قريب من عباده المؤمنين الذين صبروا على مصائب الأمراض التي أصابته، حيث أصيب بأمراض ألزمته السرير الأبيض في المستشفى أكثر من عشرين يوماً صابراً على تنوع إصابتها وزيادة شدتها بتأزمها مما استدعى مواصلة تنويمه في العناية المركزة لاستقصائها وتكثيف العلاج، إلا أنها ازدادت تأزماً وشدة وفقد الوعي ووصل لغيبوبة لم تبق إلا صوت تنفسه من خلال الأجهزة التي لم تزده إلا تأزماً، وفاضت روحه الطاهرة عن عمر يناهز الثلاثة والسبعين عاماً. فقد ولد في سنة: ستين وثلاثمائة وألف من الهجرة، وتعلم القراءة والكتابة في كتّاب المربي الفاضل: عبدالعزيز بن صالح الفرج، ومن ثم واصل تعليمه النظامي في مدرسة الملك فيصل الابتدائية في مدينة بريدة وتفوق في مختلف الفصول الدراسية، إلا أن ظروفه الصحية لم تمكنه من المواصلة في بقية مراحل التعليم النظامي، كأقرانه الذين واصلوا تعليمهم ووصلوا إلى مناصب عليا في كثير من المجالات الوظيفية، ولم تمنعه ظروف المرض من مواصلة طلب العلم من خلال مجالسة العلماء، وأخذ العلوم من أوعيتهم ونبغ في استيعابها والاستفادة منها، وافتتح سنة: ثمان وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة مكتبة العلوم في قيصرية الحصان، والتي تعد من أوائل المكتبات في مدينة بريدة، وحوت الكثير من المعارف الدينية، والتاريخية، والأدبية. وهي ثاني مكتبة لحفظ، وعرض، وبيع نفائس الكتب المخطوطة والمطبوعة القديمة، وإن أحدثها من الكتب في مكتبته مضى عليها أكثر من خمسين سنة، وهذه ثروة عظيمة لا تقدر بثمن، وإن كثيرا منها بيع، أو فقد، أو تلف وبقي الكثير من معلوماتها في ذاكرته «رحمه الله»، حيث يعتبر من المولعين بالاطلاع على كثر من الكتب المخطوطة والمطبوعة التي يستوردها بالجملة من المكتبات الكبيرة بمكة المكرمة التي تعد من أكثر المكتبات القديمة استيراداً وتصديراً، كما أن أخي محمد من الزاهدين الورعين في حياتهم الذاكرين لله سبحانه وتعالى، والملازمين لحب الخير وإيثاره للفقراء، والمساكين، والمحرومين الذين يحرص على إكرامهم، ووصلهم، وقضاء حوائجهم.. هذا وعزاؤنا لزوجته الصابرة التي عاشت وتجرعت مرضه بألم لم يزدها إلا صبراً، ورحمة، وموانسة لتخفيف مرضه إلى أن أدخل المستشفى، وبقيت في بيتها رافعة أكف الضراعة أن يشفيه ويرده إليها، إلى أن علمت بخبر وفاته الذي لا راد له وتقبلته ورجت من الله ألا يحرمه دعاءها، ودعاء الذين حضروا الصلاة على روحه الطاهرة التي امتلأت بهم ساحة المقبرة. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

أحمد المنصور - نادي القصيم الأدبي

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة