ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 01/03/2012/2012 Issue 14399

 14399 الخميس 08 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

الفقيد الغالي

رجوع

 

المصيبة كبيرة والفاجعة والفقد كبيران لكن تجاوزهما يأتي بالصبر والاحتساب.

رحل فلذة كبدي زيد بأن اختاره الله إلى جواره وهو في بدايات شبابه وقبل البلوغ العمري، عاش السبعة عشر عاماً من عمره بهدوء وسكينة وصمت، وفي السنوات الثلاث الأخيرة بدأت تظهر عليه ملامح شاب لا يحبذ الجدال، يكتفي بنظرة ليرد على بعض ما يستغربه، وبابتسامة هادئة تلمح فيها معاني كثيرة ثم صمتا ومغادرة لا تشبع من الحديث معه.. هادئ الطباع.. قلما تضطر إلى تأنيبه أو توجيهه.

كنت أخشى عليه من هذا الهدوء وهو طفل وشاب أخاف ألا يكون اجتماعياً.. كنت أعتقد أنه بلا أصدقاء.

لكني فوجئت أن أصدقاءه كثر.. ومن خيرة أبناء جيله عندما يستأذن للذهاب مع أحدهم لا يلح.. كنت أشجعه وأكون سعيداً بهذا فهو محل ثقتي وثقة كل من حوله..

وعندما يطلب شيئاً يحدده وإن لم يلب طلبه لا يظهر اهتماماً، وعندما يلبى يشكر.. وإذا عرض عليه شيء وهو ليس بحاجة فلا يأخذه إلا بعد إلحاح، كان من جماعة المسجد -ولله الحمد- مؤدباً خجولاً - طفل وشاب بعقل رجل - لا أزعم أنها تربيتي لكنها منحة إلهية وتوفيق من العزيز الحكيم..

وأعلم ان كل من فقد ابنا أو أخاً أو عزيزاً يشعر بما أشعر به.

لقد فقدت فلذة كبدي.

بعد أن مر كالنسمة من بيننا.

شممنا عطره.. أحسسنا بخطواته.. لكنه غادرنا.

فكلامه قليل وابتسامته معبّرة وانفعالاته قليلة.. ودموعه صعبة.

قال: أريد (معاذ) يذهب معي - استأذن له في يوم فقده طلب نفس الطلب ركب مع صديقه ليذهب إلى مدرسة القيادة ليحصل على تصريح القيادة.. بعد أقل من ساعة كان القدر له بالمرصاد.

غادر دنيانا مبتسماً هادئاً وكما هي عادته مودعاً إلى حيث نهاية كل نفس. فلله الحمد فله ما أعطى وله ما أخذ.. لست حزيناً على مصيره، ولله الحمد بل لفراقه وفقده.

عليه رحمات الله والدعاء إلى المولى أن يجعله مع الأنبياء والشهداء والصالحين في جنات النعيم.

وشكراً لأهلي وأهل زيد أهل القريات الذين اعتبروه ابناً لهم ووقفوا معنا ودعوا له ولكل من حضر أو اتصل أو أرسل أو دعا له وهو في مكانه.

جزاكم الله خير الجزاء.. لا أراكم الله مكروها وآخر دعوانا (أن الحمد لله رب العالمين).

- محمد علي العليّان

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة