ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 01/03/2012/2012 Issue 14399

 14399 الخميس 08 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

هناك من الناس من لا يرى أكثر من أرنبة أنفه، ولا يكترث إلا بذاته ومصلحته الخاصة، وهذا جزء من حقه المشروع الذي لا ينازعه فيه أحد، ولكن المشكلة تتأتى عندما يصر على فرض رؤيته الخاصة على غيره، ويزيد الأمر سوءا عندما يساوم على هذا، ويصر على أن يكون حقه الخاص عاما، محاولاً فرض رؤيته على الآخرين دون وجود سلطة تخوله للقيام بذلك، ويتفاقم الأمر عند حده الأقصى حينما يبتز السياسي بمطالبات لا تمثل رأي الأغلبية الصامتة، والتي يدعي أنه يمثلها ويتحدث باسمها.

وهذه الأغلبية تمثل حجر الزاوية في المجتمع، فالكل يدعي وصلاً بها، ولكنها تظل دوما صامتة، تراقب عن كثب حتى ليخيل إليك أحياناً أنها تسخر مما يجري حولها وعنها ومن أجلها، ومن يتابع حراكنا الاجتماعي منذ عقود يدرك أننا وصلنا مرحلة متقدمة بهذا الخصوص، حتى ليخيل للمتابع البعيد أن مجتمعنا ينقسم إلى قسمين رئيسيين، أحدهما متطرف إلى اليمين، والثاني إلى اليسار، وهذا غير صحيح بالمطلق، فالحقيقة التي يعرفها الجميع هي أن هناك أقلية لا تكاد تذكر، ولكنها عالية الصوت ولها أهداف محددة تسعى إلى تحقيقها بلا كلل أو ملل.

تابعوا الأحداث والفعاليات التي تثير جدلاً واسعاً، وستدركون أننا أمام صورتين متناقضتين تماماً، فما يجري من ضجيج إعلامي بالخارج حول الحدث لا علاقة له بالمرة بالحدث ذاته، لدرجة أنك تسفه نفسك أحياناً، وتتساءل عما إذا كان هذا الضجيج يصف هذا الحدث الذي تتابع فعالياته وتراها بأم عينك، أم عن حدث آخر تدور أحداثه في مكان وزمان مختلفين؟! إنها صور تتكرر بطرق مستنسخة، والفارق الوحيد هي الوسيلة الإعلامية التي تستخدم في هذا السبيل، فكلما تطورت وسائل الاتصال، زادت حدة الضجيج، وكأننا نسخر التقنية - عكس كل الأمم المتحضرة - لتكريس الفرقة والتناحر، وإثارة الفتنة والتأليب، وخلاف ذلك مما يقف الحرف عاجزاً عن وصفه.

لا ندري عما إذا كان لهذا الليل الذي طال سكونه من آخر، ولكننا نعلم أن الأغلبية الصامتة بدأت مرحلة السأم، إذ إن لها الحق في أن تمارس حقها المشروع في التسلية البريئة والمباحة، والتي لا تتعارض مع النهج الذي تسير عليه البلاد منذ تأسيسها، فنحن أولاً وأخيراً نعيش في بلد يؤكد قادته دوماً على الثوابت التي لا يمكن لأحد أن يزايد عليها، ولا يحق لأي كان أن يحرم الأغلبية من حقوقهم المشروعة في سبيل تحقيق الرغبة الشخصية لقلة لا تكاد تذكر، إذ إن هذا انتهاك صارخ يصعب قبوله مهما كانت المبررات. وختاماً، نؤكد على الدور الذي لم يعد خفياً لأولئك الذين استغلوا النزعة المحافظة لمجتمعنا السعودي، ووظفوا عاطفته الدينية لخدمة أجنداتهم السياسية التي لا تخطئها العين، ومن يقرأ في أدبياتهم قديما، وأطروحاتهم حاليا من خلال الإعلام الجديد سيعرف عماذا أتحدث تحديداً.

فاصلة: «الطرح المنطقي تشوهه الأهداف المشبوهة».

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
خلط الأوراق!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة