ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 02/03/2012/2012 Issue 14400

 14400 الجمعة 09 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها مخلفةً وراءها أعدادًا مهولة من القتلى والجرحى والخسائر.. ساد نظامُ ثنائي دولي بين المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.. والمعسكر الشرقي بزعامة الاتحاد السوفيتي قبل انهياره وتفككه عام (1989م).. هذا النظام كان قائمًا على صراعٍ سياسي واقتصادي وايدلوجي غايته التفرد بالهيمنة والسيطرة على العالم.

استمر هذا الصراع ما يقارب نصف قرن من الزمن وهو الصراع الذي أطلق عليه مسمى (الحرب الباردة) بين المعسكرين الشرقي والغربي.. صراعُ تنافسٍ بينهما في ظل سباقٍ محموم نحو التسلح وانتقال من أسلحة تقليدية إلى ترسانة نووية.

ومع انهيار منظومة الاتحاد السوفيتي أكبر الدول الاشتراكية في العالم.. تفردت الولايات المتحدة الأمريكية بالزعامة والسيطرة.. وأمسكت بزمام قضيتين رئيستين الأولى: التفوق التكنولوجي العسكري.. والثانية: التفرد بالقرار السياسي.

وإزاء هاتين القضيتين أصبحت أمريكا رمزًا للقوة مما أتاح لها فرصة التدخل الدولي بكل أريحية لفرض نظامها الشمولي الذي يصب في مصلحتها ومصلحة حلفائها... وبقيت الترسانة العسكرية الأمريكية منصوبة عبر مناطق نفوذها في أنحاء القارات.

ومع استمرار سباق التسلح وتطوره من قبل أمريكا وحلفائها.. بدأت حمى هذا السباق تجتاح دولاً أخرى.. ليأخذ منحنى آخر ومنعطفًا جديدًا.. حيث انضم إلى هذا المارثون التسلحي دول العالم الثالث.. كوريا الشمالية، الهند، باكستان والصين لينتهي بإيران.. هذا إلى جانب إسرائيل التي تملك ترسانة لا يستهان بها.

اجتياح المارد النووي ساحات المجتمع الدولي.. كان سببًا لصراعٍ تنوعت مظاهرُه وأشكاله مما دفع القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.. التي تملك قوة التأثير في صناعة القرارات.. بأن تستخدم نماذج مختلفة لإحباط أي مشروع يهدف إلى التسلح النووي.. من ذلك الضغط.. الحصار.. التهديد.. إلى غير ذلك من هذه النماذج التي تحد من اتساع رقعة التسلح النووي.

وبتاريخ 14-4-2010م.. كان هناك اجتماع لـ (47) دولة في واشنطن.. وذلك لمناقشة خطر انتشار السلاح النووي على مستقبل البشرية وقال الرئيس الأمريكي (أوباما): (إن أكبر تهديد للأمن يتمثل في حيازة المنظمات الإرهابية سلاحًا نوويًا، لذلك ينبغي الالتزام بتطبيق معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية واحترام بنود هذه المعاهدة ولا بد من التأكَّد بأن جميع هذه الأسلحة لا تصل إلى أيدي الإرهابيين) انتهى.. اللافت هو غياب إسرائيل عن هذا الاجتماع.

ولكن ماذا بعد امتلاك طهران للسلاح النووي..؟ سيناريوهات تحول إيران إلى قوة نووية دعت واشنطن على ما يبدو إلى تحديد إستراتيجية قوية وفعالة تواجه بها إيران (على حين غرة).

امتلاك إيران لسلاحٍ نووي.. يشكل خطرًا يهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص.. وأي خطأ في الحسابات ستتحول المنطقة إلى حلبة صراع عسكري... فإسرائيل تعد امتلاك إيران للقوة النووية هو بمثابة الخطر على وجودها وهي الحليف الرئيس لأمريكا في المنطقة.

الهوس الإيراني نحو امتلاك السلاح النووي.. الذي تعده وكما تزعم بأنه يهدف إلى تطبيقات سلمية بحتة تستخدم في تأمين طاقة تحتاجها البلاد لتطوير أساليب العلاج الطبي.. وتطوير الإمكانات العلمية والتكنولوجية.. والاستخدامات البحثية.. لكن الوقائع والحقائق تدحض هذه الادعاءات.

الطموحات الإيرانية نحو امتداد التسلح النووي يجعل المواجهة بين إيران والمجتمع الدولي عنيفة إن لم تتعظ من دروس سابقة لدول غامرت في مجال سباق التسلح النووي فأهدرت ثرواتها وأفقرت شعوبها نتيجة هوس الركض خلف امتلاك ترسانة نووية تهدد بها شعوبًا ودولاً أخرى.

 

عود على بدء
هوس التسلح النووي
زكية إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة