ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 02/03/2012/2012 Issue 14400

 14400 الجمعة 09 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

أثر الأسرة في حفظ الناشئة للقرآن الكريم
د. زينب بنت عبدالرحمن الدخيِّل *

رجوع

 

فإن من حكمة الله تعالى أن أباح لعباده الزواج وجعله آية من آيات رحمته {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}، وجعل الحياة الزوجية قائمة على المودة والمحبة والرحمة، وجعل لها ركائز من الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين، وهذه الحياة لها ثمار ومن ثمراتها الأولاد.

فالأولاد نعمة من الله، كلفنا الله بشكرها ورعايتها وحفظها، وهؤلاء الأولاد على الفطرة السليمة، قابلين للخير والشر.

لذا على الأسرة القويمة أن تسلك بهم مسلكا فريداً وناجحاً في توجيههم للخير حتى يكونوا نافعين لأنفسهم وأسرهم وعوامل بناء للأمة الإسلامية.

وعلى الوالدين تربية الناشئة -وفي هذه المرحلة ولخطورتها بالذات- على القيم الإسلامية وحفظ القرآن الكريم.

وللأسرة المسلمة عدة وسائل لتربية أبنائها على ذلك، منها:

1. تربيتهم بالقدوة بحيث يحرص الوالدان أو أحدهما على حفظ القرآن الكريم أو تلاوته في المنزل أو في المسجد أو في أي مكان ليمتثل أمام الأولاد صورته دائماً وهو يحفظ أو يتلو.

2. تربيتهم بالموعظة عن طريق بث وعي لدى الأبناء والبنات بأهمية حفظ القرآن الكريم وتذكيرهم بالأحاديث النبوية التي تحثهم على الحفظ والمدارسة وكذا بِسِيَر الصالحين والصالحات الحافظين لكتاب الله.

3. استخدام أساليب متنوعة في تشجيعهم على حفظ القرآن الكريم كأسلوب المدح لمن حفظ أكثر، وإظهار روح التنافس الشريف بينهم، واستخدام أسلوب المكافأة لذلك.

4. تذكيرهم بالفرص المتاحة لهم من جراء حفظ القرآن الكريم كدخولهم المسابقات المحلية أو الدولية، خصوصا أننا في المملكة العربية السعودية ولله الحمد والمنة لا تفتر وزارة الشؤون الإسلامية بدولتنا الرشيدة من إقامة تلك المسابقات بين فترة وأخرى وما مسابقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز ببعيدة عنا، جزى الله القائمين عليها جميل الثواب.

5. متابعة الأبناء والبنات دون ملل أو كلل حتى تؤتي هذه التربية على مائدة القرآن الكريم آثارها الإيجابية، ومتابعتهم في سنِيّ أعمارهم من الصغر إلى كونهم ناشئة إلى مراحل متعددة من أعمارهم.

6. الشد على أيديهم كلما لاحظ الوالدان تقاعساً أو مللاً من الأبناء والبنات وتذكيرهم بأن الطريق سهل ويسير.

7. ربط حياة الأولاد بالقرآن الكريم وذلك عن طريق توجيههم لما في القرآن من توجيهات حتى يكون منهجهم القرآن قولاً وفعلاً.

8. إيجاد علاقة بين حياة الأولاد اليومية وبين حفظهم القرآن الكريم فكلما حصل لهم فضل ونعمة من الله في أي أمر من أمور حياتهم بأن يقال لهم هذا بسبب حفظكم لكتاب الله.

9. حثهم على دخول المسابقات الأسرية أو المدرسية أو المحلية أو الدولية التى تقام لحفظة كتاب الله لأن هذا من وسائل تثبيت الحفظ.

10. تسجيل أصواتهم وهم يقرؤون القرآن أو يراجعونه في الجوال أو في المسجل أو في أي وسيلة أخرى مما له الأثر الإيجابي على الحافظ أو الحافظة في طلب المزيد من حفظ كتاب الله إذا ما فتح ذلك المسجل وسمع صوته يصدح بآيات الله الكريمة.

11. حثهم على الصلاة الجماعية في المنزل أو الاجتماعات العائلية ثم توليه ذلك الحافظ إمامة المصلين أو الحافظة إمامة المصليات مما له الأثر عليهم في الثقة بأنفسهم وأنهم أفضل الموجودين لذا قُدموا في الإمامة حتى لو كان الحفظ لعدة أجزاء وليس القرآن كاملاً.

12. الحرص على عدم وجود متناقضات في البيت بحيث يكون هناك من يشجع على الحفظ وهناك من يستهزئ بالحافظ أو الحافظة أو يقلل من قدرهما.

13. الطلب منهم كتابة مشاعرهم بعد ما حفظوا القرآن الكريم أو أجزاء منه ونشرها في أي وسائل للنشر سواء عامة في الصحف والمجلات أو خاصة للعائلة كالمجلات العائلية ونحوها أو المدرسية.

14. الإيعاز لإمام المسجد بأن يكرم الحافظين لكتاب الله أمام الجميع وكذا الدور النسائية الموجودة في الحي مما له الأثر البالغ في تشجيع أبناء وبنات الأسر الأخرى للالتحاق بالركب والتسابق في حفظ كتاب الله حتى يشجعوا ويكرموا مثلهم.

15. إيجاد جو مناسب لحفظ هادئ ومتزن وروحاني وأيضاً جعلهم يختلطون بمن هم مثلهم في هذا الاهتمام حتى يشجع بعضهم بعضاَ.

16. وأخيراً وهو الأهم تذكيرهم بإخلاص النية وتجديدها بين فترة وأخرى وأن هذا العمل خالص لله وحده حتى يصلوا إلى مرتبة عالية من التقى والصلاح.

ما سبق يخص الوسائل التي تستخدمها الأسرة الإسلامية في حث أولادها على الحفظ وهناك ثمار تجنبها إذا حصلت على المطلوب من حفظ أبنائها للقرآن الكريم منها:

- الجزاء الأخروي من الله بأن يُلبس الحافظ والحافظة لكتاب الله والديه تاج الوقار يوم القيامة، وأيضاً يكون القرآن الكريم شفيعاً له يوم القيامة.

- يحفظهم الله من الشرور لحفظهم كتاب الله.

- شرف وعز للوالدين بأن يُقال لهم في المجالس الخاصة والعامة: إن ابنكم أو ابنتكم من حفظة كتاب الله.

- تسقط عن الوالدين كثير من مؤونة التربية لأولادهم لأن القرآن الكريم رباهم من خلال حفظهم وتطبيقهم لما جاء به.

- يكونون بناء صالحاً للأمة الإسلامية وبذلك يرتفع شأنها ويعلو قدرها أمام الأمم الأخرى.

- يزيد بذلك عدد الحافظين والحافظات وبالتالي يصبح الخير منتشراً والشر منحصراً ويقلل ذلك كثيراً من الجرائم في المجتمع.

-حلول البركة في البيت المسلم الذي ربى أولاده على حفظ كتاب الله؛ بركة بالمال والأولاد والوقت والجهد.

- نزول السكينة والطمأنينة على الحافظين والحافظات وعلى أسرهم وانشراح الصدر الواضح والبين.

- اضمحلال كثير من المشاكل الأسرية بسبب حفظ أولادهم للقرآن الكريم.

- التفوق الدراسي الملحوظ بين الأبناء والبنات الحافظين لكتاب الله وزيادة ذكائهم عن أقرانهم.

- غالباً الحافظون لكتاب الله والحافظات يبرون والديهم أكثر من غيرهم.

- غالباً الحافظون والحافظات لكتاب الله يتحملون الأقدار ويرضون بقضاء الله وقدره أكثر من غيرهم.

* أستاذة التفسير المساعد بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن - قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة