ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 02/03/2012/2012 Issue 14400

 14400 الجمعة 09 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

جدد حياتك

      

مرضت زوجته ذات يوم فاشتد بها الألم وعظم عليها الوجع.. يقول: بقيت في البيت ولازمتها مواسيًا ومطببًا لها ومتفاعلًا مع آلامها، وبعد مضي سنوات حدث أنها دائمًا ما تذكّره بهذا الموقف، وكيف أنه كان سببًا في تحملها الكثير من أخطائه وزلاته.

وإذا الحبيب أتى بذنب واحد

جاءت محاسنه بألف شفيع

وفي هذا الشأن يقول عالم النفس الشهير (وليم جيمس): إن أعظم رغبة داخلية كامنة داخل البشر هي حاجتهم للتقدير والاحترام، وأعتقد أن التعاطف مع الآخرين والإحساس بهم من أهم مظاهر التقدير والاحترام. لقد جُبل الإنسان على الميل نحو الذين يتفهمون مشاعره ويتعاطفون مع انفعالاته، ويُعرض عن الجفاة الذين لا يقدِّرون مشاعر ولا يتحسسون لعاطفة. فالذين يبقون في موقع (الأنا) لا يخرجون منه ولا يتجاوزون محيطه غالبًا ما يعيشون في عزلة عن الآخرين.. إن التعاطف مع الآخرين في حال آلامهم من شأنه أن يحاصر الألم ويفتِّت الهمَّ، وكذلك التعاطف معهم حال أفراحهم ومشاركتهم فيها يعظِّم الفرح ويضاعف السرور..

يقول دانيال جولمان - وهو المنظر الأبرز لنظرية الذكاء العاطفي: «إن الشخص الناضج عاطفيًا هو الذي يعرف حقيقة مشاعره ويتحكم فيها ويدرك حقيقة مشاعر الآخرين ويتعامل معها بفعالية، وبها سيتفوق على الكثير، فالتعاطف هو المهارة البشرية الأهم». والتعاطف مع الآخرين صفة لا تتأتى لكل الناس؛ فهي تحتاج إلى استقرار عاطفي ونضج انفعالي، فالإنسان الذي يستغرق في انفعالات القلق والحزن وتستنزفه ستتراجع قدرته كثيرًا على التعاطف مع الآخرين والإحساس بهم.

وبعد تأمل في السيرة وجدت الكثير من الشواهد في شخصية الحبيب - صلى الله عليه وسلم -، ومنها عتابه لبعض الصحابة لما أخذوا صغار أحد الطيور فقال لهم: «مَن فجعها بصغارها؟.. ردوا عليها صغارها». وبلغت رحمته - صلى الله عليه وسلم - بأمته أنه يخفف الصلاة بسبب بكاء طفل مراعاة لحال أمه.

أي إنسانية وأي مشاعر متدفقة عند الحبيب - صلى الله عليه وسلم -.. والقصص في السيرة كثيرة، وليس هذا مجال بسطها.

وأنا أتعجب من بعضهم حيث إن لديه ميلًا عجيبًا نحو تجاهل مشاعر الآخرين، فهو يدرك أن كلمة ما تجرح أحدهم وكلمة أخرى تسعده وترضيه فتجده مكررًا الأولى مُصرًّا عليها، وكأنه يستمتع بانزعاجهم، وتجده مُعرضًا عن الثانية متناسيًا إياها، وكأنه قد استكثر عليهم لحظات بسيطة من الفرح! وهذا يعاني مما سمي بـ(الأمية العاطفية).

ومَن أراد اجتلاب تعاطف الآخرين وتفاعلهم مع مشاعره لا بد أن يبدأ بنفسه ويحرص على تهذيب أخلاقه ويتفاعل معهم ويتقن فن التعاطف، فمن غير المقبول أن يطلب إنسانٌ لا يقدر ولا يحس بالآخرين أن يتعاطف معه الآخرون أو يتفهموا مشاعره!!

ومضة قلم

إذا كنت ترغب في فَهْم شخص ما فعليك أولًا أن تسير في حذائه.

khalids225@hotmail.com
 

فجر قريب
أسعد القلوب!
د.خالد بن صالح المنيف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة