ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 03/03/2012/2012 Issue 14401

 14401 السبت 10 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

دور المسؤول في بناء المجتمع
يوسف عقيل الحمدان

رجوع

 

إنَّ دور المسؤول في بناء المجتمع قد تحول من جامد وصامت مغلف بالسرية والغرور والتعالي إلى دور أكثر مرونة وشفافية مواكب لتقنيات العصر ومتطلباته، وإنّ سرّ نجاح الأشخاص الذين تلقى على عاتقهم مسؤوليات بناء الأوطان يرتكز على عوامل كثيرة، لعل أهمها استشعارهم عظم المسؤولية مع عمق في التفكير ورؤية شفّافة استباقية إبداعية ووضع البرامج والخطط لتنفيذ ما يمكن تنفيذه من إنجازات على أرض الواقع، ومما لا شك فيه إذا ذكر نجاحٌ لأولئك الأشخاص فإن لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل القدح المعلى لما يتمتع به سموه من مواهب متعددة شهد له بها القاصي والداني لا يتسع المقام لذكرها، وما استوقفني في الآونة الأخيرة مقالة لسموه تحت عنوان «خطباء الجمعة.. شركاء التنمية» واستشعاره أهمية دور خطباء الجمعة في المساهمة في التنمية الاجتماعية والثقافية لهذا الوطن المعطاء وحث المواطن على المشاركة في دفع عجلة التنمية ومشاركة المواطن المسؤولية في بناء الوطن من خلال ربط العامل الديني بالبناء والتمنية واستشهاده في ذلك بآيات من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والجميل أنه حينما يتواصل الزعيم أو القائد في مجتمعه مع مواطنيه من خلال المقال (ضمن وسائل أخرى) فإنه يبني جسراً من التفاهم واللغة المشتركة بينه وبين المواطن يعبر عليه فيضيء له رؤيته الصائبة وفكره النيّر وبتبني المواطن منهجه في البناء فتزيد الألفة والتلاحم، ومن خلال هذا التناغم يؤمل أن يخطو المجتمع إلى عالم المستقبل السريع التطور لخير الإنسان والوطن إن شاء الله.

لقد استوقفني في شخص سموه هذا النموذج الفريد الذي جمع خصائص عدة متباعدة ومتقاربة متوافقة ومختلفة امتدت لتجمع بين الشعر النبطي وبين الفصيح (وإن كان مقلاً في الفصيح) ذاع صيته وتغنى بشعره شرائح عدة من المجتمع العربي مشرقه ومغربه، إضافة إلى الرسم الذي أقام له معارض عدة في الداخل والخارج، وتربية الخيل وتربية الصقور، يحكم كل ذلك طرازٌ فريد في فن الإدارة والحكم، ففي كل جانب من هذه وغيرها شواهد يقف الإنسان أمامها مجلاًّ لهذه الشخصية العملاقة في كل ما أتيح لها من إمكانات وما أوكل إليها من مهام.. فخلال إمارته لمنطقة عسير انطلقت المنطقة من البدائية إلى منطقة تنافس كبريات المناطق اللاتي سبقتها إلى التطور والتغيير، بل أكاد أجزم أن جهوده في تنمية منطقة عسير أذهلت خبراء التنمية في دول العالم، وهذه (قرأتها في الصحف الأمريكية حينما كنت هناك).

وكانت نظرته إلى التنمية شمولية فائقة وجديدة لم يسبق إليها، فعلى سبيل المثال كانت فكرة إصدار مجلة الفيصل وإنشاء مؤسسة الملك فيصل الخيرية فكرة جريئة راهن عليها البعض بالفشل - ونجحت بفضل الله - تلتها جائزة الملك فيصل العالمية، وكذلك مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ومدارس الملك فيصل وجامعة الفيصل، أضف إلى ذلك كرسي سموه عن منهج الاعتدال السعودي في جامعة الملك عبدالعزيز، وأخيراً وليس آخراً إنشاؤه كرسي سموه لتطوير المناطق والأحياء الشعبية بمنطقة مكة المكرمة التي تشرف عليه جامعة أم القرى، ومؤسسة الفكر العربي، كل أولئك وغيرها لتعبر بنا إلى عالم متقدم متطور، يتزامن مع رؤية شفافة استباقية إبداعية، إنّ شخصية كهذه جديرة أن تُدْرَّس وتُدَرَّس لتستفيد منها الأجيال الطامحة للبناء.. وفّق الله قادتنا إلى مستقبل زاهر متطور لبلادنا.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة