ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 05/03/2012/2012 Issue 14403

 14403 الأثنين 12 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كما قيل في الأمثال (إذا أفلس التاجر عاد إلى دفاتره القديمة)، والمهم أن تكون معلومات الدفاتر القديمة صحيحة ودقيقة، وأن يلتزم من يقوم بنبشها بالموضوعية والمصداقية وأن لا يستخدمها وسيلة للمزايدة والمن على الآخرين والمبالغة في تضخيم ما يدّعيه من مساعدة للغير واجترار ذلك بعد عقود طويلة من الزمن،

وشيم العرب تعتبر ما بذل في سبيل الواجب من الجهد والعطاء غير ممنون ولا يليق اجتراره واحتسابه ديناً لمن يدعيه. كما يلاحظ مع الأسف في مقالات بعض الكتّاب من الأشقاء في الصحف المصرية فبين حين وآخر يخرج علينا بعضهم بمقالات تنضح بالمن والمبالغة وتستهدف بصفة خاصة دول الخليج العربية ومنها المملكة، ومن أمثلة ذلك أن جريدة (الأخبار) اليومية المصرية نشرت مقالاً في (يوميات الأخبار) بتاريخ 9 من صفر 1433هـ - 3 يناير 2012م بعنوان (وان نسيتم أيها الأشقاء فمنكم من يذكركم) للكاتبة المصرية مها عبدالفتاح، وقد صيغ المقال على شكل رسالة من أب مصري يخاطب فيها ابنه ويروي له فيها - كما يقول- بعض لمحات عن مواقف مصر إزاء إخوانها العرب فيما مضى.

ويقول (حيث إنكم ما عشتم ذلك العهد وما عرفتم عنها وعنا غير عهود البترول والثروة.. إلخ)، والمقصود كما يبدو بالبترول والثروة - هي دول الخليج العربية، والبترول والثروة هما عقدة بعض الكتّاب من الأشقاء الذين يستكثرون ما منَّ الله به على دول الخليج التي لم تبخل بمساعدة ودعم الدول العربية والإسلامية المحتاجة للمساعدة من منطلق الشعور الأخوي والإنساني.

وكان نصيب المملكة من روايات الكاتبة مها عبد الفتاح قولها: (وهل تعلم يا بني أن أول طريق مسفلت من جدة إلى مكة كان هدية من مصر!).

والحقيقة أن ما هو مثبت ومدوّن تاريخياً عن الطريق المذكور مغاير لما روته الكاتبة بلا دليل وقولها لا يعتد به أمام ما سجله التاريخ، وقد ورد في كتاب (الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز) للمؤرِّخ الأستاذ خير الدين الزركلي، ما نصّه: «كان من أول ما فكر فيه الملك عبد العزيز من أعمال الإنشاء في بلاده في عهد الاستقرار، رصف الطريق بين مكة وجدة، وتم رصفه وفرشه بالإسفلت في أوائل الحرب العالمية الثانية وطول الطريق بين مكة وجدة 73 كيلو متراً.. إلخ.».

وما دام الطريق المذكور من إصلاحات الملك عبد العزيز فلا يصح القول إنه هدية أو منحة من هذه الدولة أو تلك.

ومن الجدير بالذكر أن طريق جدة مكة المشار إليه قد تجاوز عمره الافتراضي منذ عهد طويل وخضع للصيانة والتجديد، وتحولت حركة السير الرئيسية إلى طريق مكة جدة السريع الذي صمم على أحدث المواصفات الفنية العالمية.

وطريق مكة جدة القديم طريق حيوي يخدم القرى والمحطات والمزارع الممتدة على جانبيه وتسلكه الشاحنات ومختلف الناقلات التي تقل البضائع بين جدة والطائف والرياض، والمنطقة الجنوبية وقد شملت خطط التنمية إنجاز شبكة واسعة من الطرق الحديثة المسفلتة التي غطت مختلف مدن وقرى المملكة بإمكاناتها المادية والبشرية، وسهر قيادتها الحكيمة وجهود رجالها المخلصين.

 

إفلاس بعض الكتَّاب من الأشقاء
أحمد بن محمد الصائغ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة