ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 05/03/2012/2012 Issue 14403

 14403 الأثنين 12 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

كيف تنجح التجربة؟ هنالك أنواع من التجارب، منها ما يتم تلقائياً دون تخطيط أو قَصْد، وهو ما يمر به الإنسان أو المجتمع أو الأمة من مواقف تسوقها الأقدار دون أن يكون للإنسان قَصْدٌ إليها، فتكون لها نتائجها النافعة أو الضارة، تتحوَّل بها تلك المواقف إلى تجربة ذات قيمة كبيرة يستفيد منها المجرِّب في مستقبله، فإن كانت نافعة عمل على ترسيخها واستثمارها، والتخطيط للقيام بمثلها وتكرارها، وإنْ كانت ضارةً عمل على تجنُّبها، وحرص على عدم الوقوع في مثلها.

ومن التجارب ما يكون مسبوقاً بتخطيط وتنظيم، ورسم أهداف وغايات، وهو ما يحتاج إلى تفكير طويل، واستشارات عديدة، ودراسات مركَّزة قبل القيام بالتجربة، وإلا أصبح هذا النوع من التجارب سبباً في اضطراب حالة المجرِّب شخصاً كان أم جماعةً أم دولةً أم أُمَّة. والتجارب في هذا الإطار مهمة، ذات نتائج خطيرة حاسمة في نجاحها أو فشلها، ولهذا تصبح المسؤولية فيها أعظم ويكون الانفراد بالرأي فيها خطراً على صاحب التجربة وذلك حينما لا تكون التجربة مُنسجمة مع الإنسان الذي قام بها أو المجتمع أو الدولة روحاً وفكراً وواقعاً، وهذا النوع من التجارب هو الذي ينتج عنه الخلل والاضطراب، ويتحقق ضرره حينما يُصِرُّ صاحب التجربة على الاستمرار فيها برغم ما فيها من الخطأ.

نضرب لذلك مثلاً بتجربة العالم الإسلامي في استخدام النظام الاقتصادي الغربي (الرَّبوي) فهي من التجارب التي تجرأت عليها الدول الإسلامية انسياقاً وراء التضخُّم الاقتصادي الكبير الذي تشكَّل هرَمَاً من (أوراق العملات) لا يُؤْمن انهياره في لحظة من اللحظات، أو احتراقه بالكوارث والأزمات، إنَّها تجربة (مُجَازِفَةٌ) كما تحدَّث عنها المختصُّون في الاقتصاد من مسلمين وغير مسلمين. وإنما صَلُحَتْ هذه التجربة مثلاً هنا لأنها بارزة جداً، والدراسات حولها كثيرة، ونتائجها على العالم الإسلامي خطيرة، ولأنَّها حينما اعتُمِدَتْ تناسَتْ ما حرَّم الله من الرِّبا، وما ورد في النهي عنه في القرآن والسنَّة، وتجاهلت البُعدَ الشرعيَّ الذي تنطلق منه المجتمعات المسلمة، هنا تصبح (التجارب) مصدر قلق إذا لم تُراع هذه الأَبعاد الخاصة للأشخاص أو المجتمعات أو الأمم، ويُقاس على ذلك بعض التجارب التربوية والتعليمية التي جعلت الإنسان المسلم حقلاً لتجارب معرَّضةٍ لعدم النجاح لأنها غير منسجمة مع قيم هذا الإنسان ومبادئه وعاداته في كيانه الاجتماعي، ودائرته العقدية وإطاره الثقافي.

* إشارة:

التجربةُ أمانةٌ ومسؤوليةٌ فَلْيَتَّقِ اللهَ المجرِّبون

 

دفق قلم
التجارب والنجاح
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة