ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 06/03/2012/2012 Issue 14404

 14404 الثلاثاء 13 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

منذ مدة ليست بالقصيرة وهناك محاولات حثيثة على شكل حملات مستمرة تجري على الصعيد الإعلامي بمختلف وسائله لتحطيم لاعبي منتخب الوطن، بل وتمتد هذه الحملات لجميع لاعبي الوطن، بالقول بأن الملاعب والأندية السعودية لم يعد لديها لاعبون مميزون. وبأن ندرة المواهب هي مشكلة الكرة السعودية. وهي سبب إخفاقات المنتخب في كل المناسبات.

وهذا النفس النقدي غير النظيف وغير النقي والمشبع بالكراهية مصدره فئة تحاول تكريس هذا المفهوم لدى المجتمع الرياضي منطلقة من قاعدة «إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر» ..!! بمعنى .. إذا انقطعت المواهب عن فريقي فلا يجب أن يكون هناك مواهب في الأندية الأخرى.

وقد سعت تلك الأصوات النشاز إلى غرس مفهوم انعدام المواهب في الساحة الكروية السعودية بكل ما أوتيت من قوة صوت وقوة حضور، وقد انجرف وراء تلك الحملات المشبوهة بعض من ساءتهم نتائج المنتخب السعودي وسقوطه المتكرر. وأعتقد أن ما يقوله أولئك صحيح.

ولم يكتف أصحاب تلك المقولة بمقولتهم تلك وحسب بل سعوا لتحطيم المواهب الموجودة حاليا سواء في المنتخب الأول أو الأولمبي. ووصفها بأسوأ الأوصاف وإلصاق تهمة الإخفاق بها وأنها غير جديرة بالتمثيل الدولي وأن قدراتها ضعيفة وإمكاناتها متواضعة سواء بالمقارنة مع لاعبي ونجوم المنتخبات الأخرى عربيا وآسيويا أو مع لاعبي ونجوم السابق من السعوديين.

وفي الحقيقة أن لاعبينا الحاليين هم من أفضل اللاعبين سواء وهم من أفضل الأجيال الكروية في تاريخ الكرة السعودية. والحقيقة أيضا أن الأندية والملاعب السعودية في مختلف المناطق ثرية بالمواهب وغنية باللاعبين ذوي الإمكانيات الفنية الكبيرة، ولكن هذه الأجيال الكروية الموهوبة ظلمت للأسف بسوء إدارة على مستوى المنتخبات خلال السنوات العشر الماضية.

فقد كانت سياسة التدريب في المنتخب منذ عام 2000 وكأس آسيا بلبنان وحتى كأس آسيا 2011 في قطر قائمة على قاعدة واحدة .. شيل ماتشالا حط ناصر الجوهر .. أبعدوا كالديرون قربوا ناصر الجوهر .. روح يا باكيتا تعال يا ناصر الجوهر .. خذ انجوس هات ناصر الجوهر .. اطردوا بيسيرو جيبوا ناصر الجوهر ..!! وهكذا ..!! كانت هذه سياستنا التدريبية خلال الاثنتي عشر سنة الماضية ومن الطبيعي أن تكون المخرجات والنتائج متسقة مع هذه السياسة. ومن الظلم أن نقيم أداء أو مستوى اللاعبين ونحكم عليهم بناء على نتائج لسياسات إدارية خاطئة.

في تقديري أن لاعبي الجيل الحالي من نجومنا قد وقع عليهم ظلم كبير، فإمكانياتهم الفنية العالية وقدراتهم ومهاراتهم الكبيرة لم تستثمر بالشكل الأمثل بسبب سوء الإدارة. وأجزم أن لاعبي هذا الجيل هم ضحايا وليسوا جناة كما يحاول بعض الانتهازيين تصويرهم.

فاللاعب إذا لم يجد المناخ المناسب إداريا وتدريبيا لن يعطي مهما كان ماهرا ومهما امتلك من القدرات والإمكانيات الفنية. ولا يمكن مقارنة جيل بجيل آخر سابق. فالتحولات والتغيرات كبيرة في مفاهيم كرة القدم. وما كان يدرك ويتحقق في الماضي بالحماس لا يمكن أن يتحقق في هذا الزمن الذي أصبحت الكرة فيه تعتمد على العلم والأرقام والإحصائيات وتطبيقات الحاسب الآلي. وليس على مفاهيم الحماس وشدوا حيلكم ياشباب.

وللأسف أن السياسات الإدارية التي كانت تسير المنتخب خلال الفترة الماضية والكرة السعودية عامة لم تتسق مع التحولات والتغيرات والتطورات الحديثة في التخطيط والتنظيم والإشراف والتحضير والتهيئة وإعداد البرامج.

إن نجومنا هم ثروتنا .. وهم من يجب أن نحافظ عليهم .. وأن ندافع عنهم ونكون دروعا أمامهم نصد السهام المسمومة التي يطلقها المفلسين والمحبطين واليائسين الذين اتبعتهم أنديتهم وجعلتهم يعيشون هوانا وانكسارا وسخطا على واقعهم بسبب تردي أوضاع أنديتهم فأرادوا أن ينقلوا يأسهم وسخطهم وإحباطهم وانكسارهم للآخرين، وأرادوا أن يعم اليأس الجميع وأن يكون كل اللاعبين والنجوم صورا مستنسخة من لاعبي أنديتهم المرتدية، وأرادوا أن يلف السواد الذي يغشى أبصارهم وقلوبهم كل الأشياء الجميلة من حولهم . يجب أن نقول «لا» و»ألف لا» وبصوت قوي لمجموعة «إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر» فلا يمكن لكم أن تشوهوا صورة نجومنا ولا يمكن لكم أن تحطموهم ولا يمكن لكم أن توهمونا بالظلام ونحن نعيش في عز النهار.. فنجوما في قلوبنا. وبدلا من أن تشوهوا صور الآخرين وتزيفوا الواقع حاولوا أن ترفعوا من قدر أنديتكم وتعالجوا أمراضها فإن رأيتم أن الحالة ميئوس منها فالوسط الرياضي كاملا يتعذركم. فلا مجال ولا مكان للحاقدين والحانقين والمرجفين ومحبي إشاعة اليأس والاحباط في المجتمع الرياضي.

 

بدون مجاملة
نجومنا في قلوبنا
عبد العزيز الهدلق

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة