ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 09/03/2012/2012 Issue 14407

 14407 الجمعة 16 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فنون تشكيلية

      

قرأت في صحافتنا السعودية خبرًا عن فوز العديد من الكتب بجائزة الوزارة للكتاب، التي مُنحت لهم في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام 2012م. لا نُدهش من الوزارة لاهتمامها بالمنتج الفكري والأدبي، ولكن العجيب في الأمر أن هناك كتابًا لمؤلف سعودي حصل على جائزة من أهم الجوائز العربية بالأدب والنقد، ولم يلاقِ أي اهتمام أو تسليط ضوء عليه في هذا المحفل الكبير،

ألا وهو كتاب «المفاهيمية في الفن التشكيلي السعودي»، الحائز جائزة الشارقة الثالثة في البحث النقدي للدورة الرابعة عام 2011م للفنان والكاتب السعودي سامي جريدي. هذا الكتاب حاز على أهم جائزة في الوطن العربي في النقد التشكيلي، ومع ذلك لم يلقَ أي اهتمام يذكر كغيره ممن احتفت بهم الوزارة، وكان لسان حالنا يقول كما قال الشاعر:

عجبًا تلفظني يا وطني وتقهرني قهرًا

وأنا ابنك أفدي طُهْرَ ثراك وأجعل من فكري جسرًا

وأفُكُّ قيودك بالأسنان وأُصْلَبُ كي تحيا حرًّا بين الأوطان

عجبًا تلفظني يا وطني وتحفر لي قبرًا!!

بعيدًا عن الوزارة وتجاهلها المنتج الفني والفكري التشكيلي في معرض الكتاب، أخذت على عاتقي الاتصال بالأستاذ سامي لأبارك له حصوله على الجائزة، وأُجري معه حوارًا علني؛ أستقي من فكره النَّيِّر ليروي عطشي، فكان حوارًا شيقًا مميزًا بتواضع سامي الراقي، فهو يؤمن بأن «من تواضع لله رفعه الله».. وهو في حبُّه للفنون التشكيلية والتوغل فيها أشبه بذلك الطائر المحلق خارج سرب من التقليديين، فالفن التشكيلي بكينونته كإنسان كسجية أصيلة أصلها ثابت وفرعها بالسماء. لقد أعجبني حين وصف المشهد السعودي بالثورة والتمرد «في سنواته السبع الأخيرة وجد نوعًا من الثورة والتمرُّد والعديد من محاولات البحث الجاد عن الجديد سواءً أكان على مستوى الأفكار أو تنوّع الأساليب والخامات، التي سعى من خلالها الفنان إلى بثِّ روحه في شرايين النصوص البصرية لإظهار عالم مغاير يتصل بحقيقته المغيَّبة».

أليس ثمة ناقد قادم هنا يرى أن الفن رسالة فكرية لا يقل عن القيمة الفنية، بل إن المفاهيمية بزعمه هي ثقافة المستقبل الفني في السعودية، سيظهر لنا شيئًا جديدًا ومغايرًا، وأن إعادة الفهم الفلسفي لمسألة الوجود الإنساني والحيز المكاني لا بد منها..!! الشاهد هنا؛ أن الشباب قادمون برؤى فكرية مغايرة، قد لا يستوعبها الآخرون، حيث أخذوا على عاتقهم التمرد على كل ما هو وضعي ورسمي وتقليدي، وأبوا أن ينصهروا بألوان ليست كألوان طيفهم التي هي أشبه بالسلم الذي يرتقي بهم إلى السماء.. وسامي جريدي واحد من الأوائل الذين حلّقوا بين ألوان الطيف. رالمفاهيمية بزعمه هي ثقافة المستقبل الفني في السعودية، سيظهر لنا شيئًا جديدًا ومغايرًا، وأن إعادة الفهم الفلسفي لمسألة الوجود الإنساني والحيز المكاني لا بد منها.

jalal1973@hotmail.com
 

البعد السابع
سامي جريدي ومعرض الكتاب
جلال الطالب

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة