ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 09/03/2012/2012 Issue 14407

 14407 الجمعة 16 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

      

أحرص على متابعة بعض البرامج الهادفة في قناتنا الفضائية السعودية الأولى ووصيفاتها وبعض القنوات الفضائية كلما تيسر لي ذلك، وأولى هذه البرامج برامج الفتاوى، وفي إحدى الليالي (تسمرت) كالعادة لمتابعة الأسئلة والأجوبة، وكنت دائماً أتعجب من حال بعض السائلين وأسئلتهم العجيبة الغريبة، حيث يسألون عن أشياء يفترض أنهم يعرفونها في سن البلوغ، فكيف يجهلها من قد تجاوز الخمسين من عمره كيف كان يصلي ويصوم وهو يجهل هذه الأحكام اليسيرة في أركان الإسلام الخمسة؟ وحينما أستمع إلى هذه البرامج فلا تخلو الفائدة من تأكيد للمعرفة السابقة لدى المستمع والمشاهد والتذكير بها، أو إضافة معلومة جديدة من مستجدات العصر، ولم تكن متابعة البرنامج لمجرد التفكه والسخرية بأسئلة المستمعين معاذ الله، ولكن هذه حال البرامج فلا تخلو حلقة من الحلقات أو برنامج من البرامج من أسئلة تكشف تفريط الناس في أمور دينهم، وفي البرنامج (فتاوى) الذي تبثه القناة الأولى في التلفزيون السعودي تم استضافة أحد أعضاء هيئة كبار العلماء، وتربطني به علاقة شخصية، وأعرف أن له من الفتاوى ما خرج به من إطار التقليد إلى إطار الدليل، ولكنه في تلك الليلة خرج عن المألوف فقد اتصل (أبو ناصر) من مكة المكرمة، وقدم للشيخ التحايا المعهودة، ثم قال له: إننا في منطقتنا نستخدم (الزير) للعرضة الجنوبية في الأفراح والمناسبات، وأن النساء يستخدمن الدف، فما الحكم؟ وكان الشيخ قد استمع لسؤال قبل هذا السؤال عن الأسهم، وأجاب عنه مفصلاً، وفيما انتظر السائل والمشاهدون الإجابة عن السؤال المعني حار فضيلة الشيخ ودار وشرق وغرب وأجاب عن موضوع آخر وبالتحديد أشاد بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - بوقف الحفل الرسمي لمهرجان الجنادرية تضامناً مع ما يعانيه الأشقاء في سوريا، وفي هذه الإجابة لفتة جميلة، ولكن الشيخ توقف عند هذا، ثم طلب السؤال الذي يليه، ولا أدري ما السر في التهرب من الإجابة عن السؤال؟ لقد كان بإمكان (الشيخ الجليل) أن يقول: لا علم لدي عن هذا الأمر، وله في أئمة السلف قدوة وأسوة فقد كان أحدهم يقول: لا أعلم للسؤال الذي لم يستيقن من جوابه، وكان بإمكانه أن يجيب بما يعتقده عن صدى الإجابة لدى جمهور يرى خلاف ما يراه في الحل والتحريم، ولكن كل هذا لم يتم!!

لقد أشرت في كتابات سابقة عن الفتاوى وحال المستفتين وحال المفتين، وذكرت أن هناك من يريد أحياناً الإيقاع بالضيف وإحراجه بأسئلة ملغومة له مغزى آخر غير الفتوى والاستفتاء وأهمية الانتباه من المعدين والمقدمين والمفتين لهذه الأسئلة، ولكن هذا السؤال لا يدخل في ذلك، وهو أنموذج لأسئلة كثيرة تهرب من الإجابة عنها بعض المشايخ الفضلاء، بل إن هناك من نهر السائل على سؤاله، ووبخه دونما أن يعطيه الحكم أو المعلومة.

إننا نكن لمشايخنا من التقدير والمكانة والاحترام ما هم جديرون به ليس في بلادنا ومجتمعنا وحسب بل في كل مكان، ولا أدل على ذلك من الأسئلة التي تصل مباشرة من الدول عبر الهاتف أو عبر البريد أو الفاكس والبريد الإلكتروني للمشايخ ولا بد من تعزيز وترسيخ هذه الصورة الإيجابية في أذهان الناس باحترام أسئلتهم والإجابة عنها بحد علمهم والتوقف عما لا يعلمونه والاعتذار المباشر عما يتحفظون عليه. والله من وراء القصد.

alomari1420@yahoo.com
 

رياض الفكر
سؤال وجواب
سلمان بن محمد العُمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة