ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 11/03/2012/2012 Issue 14409

 14409 الأحد 18 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قبل أربعين عاماً من الآن وعبر الأسطوانات كان الكثير من عشاق الفن الشعبي الأصيل يرددون مع المبدع المثقف الفنان الوقور حجاب بن نحيت:

ما أريد إلا سعودية

بالعباية مخفيه

ما أبغي غيرها مهما تكون

ومهما تحمل جنسيه

في ذلك الزمن لم يكن للمرأة هذا الحضور الذي نراه اليوم، فهي غير متعلِّمة ولا تعرف من العالم إلا عالمها الخاص المتمثِّل في خدمة المنزل والزوج والأهل والأبناء، والتعامل مع الإبل والمواشي الأخرى، تعيش في محيط لا يتعدى القرية والبادية والمدينة. صحيح أنها تتحمَّل المشاق ورغم هذا فهي صابرة مثابرة.

من كانوا يرددون تلك الأغنية ماذا عساهم أن يقولوا حالياً وهم يشاهدون المرأة السعودية تعيش في عالم الفضاء والخيال العلمي والثقافة والتعليم وعالم الطب والهندسة والتواصل مع العالم بأسره من خلال الوسائل الحديثة، والمرأة السعودية استطاعت أن تتعامل مع كل ما هو متوفر في هذا العصر بإتقان وهذا لا يجردها على الإطلاق من عفتها وتفانيها في خدمة المجتمع والمساهمة في خدمة الدين ثم المليك والوطن.

لقد كثر الحديث عن المرأة وبعض الآراء يعتقد أصحابها أنهم ينصفون المرأة ويدافعون عن حقوقها وكأنها في العصور المظلمة عندما كان العرب قبل الإسلام يقتلون بناتهم وكانت المرأة محرومة من كافة حقوقها وهؤلاء لا يدركون أن المرأة السعودية في هذا العصر تحظى باهتمام ودعم وتقدير وإنصاف ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أولى المرأة اهتمامه الكبير وعطفه الأبوي وها هو يستقبل ولأكثر من مرة في الديوان الملكي وقصره العامر بنات الوطن، وهذا دليل قاطع على التقدير للدور المؤثِّر الذي تؤديه المرأة السعودية في كافة المجالات، وتطبيقاً لمبدأ الدين الحنيف الذي أقرَّ حقوق المرأة منذ بزوغ فجر الإسلام.

وما دام الدين لا ينكر على أحد التميّز والنبوغ فإنه من الواجب على كل من يدّعون بأنهم مناصرون للمرأة في نبوغها وأعمالها أن يوجهوا نصائحهم وبأسلوب مفيد لكل بنات الوطن بأن يكن كما أراد لهن الإسلام وأراد لهن المجتمع المحافظ. والتحذير من كل ما يسيء لمكانة المرأة وأخلاقها وعفتها والتزامها بالتعاليم السماوية والأحاديث النبوية الشريفة والمحافظة على تماسك المجتمع وعدم تقليد الأعداء والمحافظة على كل القيم والعادات والتقاليد المستمدة من دين الإسلام وسماحته.

إن ذلك أولى وأنفع، وإن الدين النصيحة والدين التعامل والمرأة السعودية اليوم واعية لأدوارها وتعرف أن كل عمل مخالف للعقيدة مصدره ضعف الوازع الديني والتوجيه التعليمي والتربوي، بناتنا بحاجة إلى النصح والإرشاد ولسن بحاجة إلى المجاملة والتطبيل.

 

ما أريد إلا سعودية
مهدي العبار العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة