ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 13/03/2012/2012 Issue 14411

 14411 الثلاثاء 20 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لم يخطر في البال أن يأتي ذلك اليوم الذي يكون فيه التعذيب فنونه وأنواعه موضوعا يستحق أن يكتب فيه - على الأقل - من منظورنا، ولم يكن لدينا - ولله الحمد - في بيئتنا المحلية ما يجعل هذا الموضوع هاجسا مكبوتا، فالمحيط الذي يسوده العدل، ويحفه الأمن، وتحكمه مصادر التشريع الإلهية، لا تتكون خلفيات ثقافية عن ممارسات سلبية، أو لا إنسانية تستوجب الاطلاع، أو التناول من الكتاب، أو الباحثين، أو الحقوقيين. وقد يكون ضعف وسائل الإعلام قديما، وتطورها في العصر الحاضر وتنوعها هي التي أوجدت ذلك الانفصال، أو الهوة بيننا وبين ما يعيشه البشر في بلدان أخرى، أما اليوم فتبدو الأوضاع مختلفة، واستطاعت قنوات الاتصال الحديثة نبش الماضي، واستحضار وقائعه وشخصياته، ووضعت الأحياء منهم على منصات المحاكمة، ولم يشفع لبعضهم تقدم السن، أو الترجل من مهام الوظيفة.

* المشهد السياسي القريب في بعض البلدان العربية التي هبت عليها رياح التغيير، أو المشهد (السوري) بالذات، أيقظ الخطباء، واسترعى انتباه الكتاب، ودفعهم للبحث والتنقيب، وهم يعدون خطبهم، أو أعمدتهم الصحفية، وخلع بعضهم عباءة التقليد في الخطابة المنقولة والمتوارثة في الغالب، وجعل الجمهور يعيش في قلب الحدث، في السمع والبصر، ومن المؤكد أن الفن الروائي،والمسرحي، والقصصي، والشعري سيركب هذه الموجة. وهذه الفنون بطبيعة الحال تحتاج إلى مزيد وقت وتأنٍ وتروٍ في حبكها وبنائها، وسيحدث ذلك في المستقبل القريب نوعا من الصراع والسباق بين مؤسسات الإنتاج الفني على هذه الأعمال، حين تستقر الأوضاع السياسية في هذه البلدان، وتحكمها الدساتير المطوّرة، التي لا يمليها حزبٌ بعينه.

وستقدم هذه الأعمال للجمهور بدون تحفظ في بث مشاهدها المرعبة أمام الأطفال، كما اعتدنا سابقا، فالمشهد المؤلم، والصور المأساوية، المخزية في تاريخنا جميعا، أمست يرضعها الطفل، ويقتاتها البالغ، صباح مساء، ذكرا، أو أنثى، ولسان كل واحد يردد:

وكنت إذا أصابتني سهامٌ

تكسّرت النصالُ على النصالِ

* والمصائب إذا تعاظمت وكثرت يألفها المصابون، لأنهم يشتركون في وقعها، ويواسي بعضهم بعضا، فلم يعد أحد، كما عبر عن ذلك شاعر اليمن، يبكي على أحدِ. كل هذه الوقائع والمشاهد شواهد على انحطاط القيم والأخلاق، وانسلاخ تام من تعاليم الأديان وهدي الكتب السماوية، وإن تمظهرت، أو تزيّت المجتمعات بخلاف ذلك.

* عن فنون التعذيب، القرآن الكريم صورها لنا أدق تصوير، وساقها بأبلغ تعبير، بما حكاه عن (فرعون وقومه)، وعن (أصحاب الأخدود)، وتناول ذلك المفسرون (للقرآن الكريم) على مر العصور، واستنتجوا ما يمكن استنتاجه من العبر والعظات، لمن كان له قلب، أو ألقى السمع، وهو شهيد.

* اليوم ليس القارئ بحاجة إلى أن أقدم له (أنواع التعذيب وأدواته) عبر العصور، فما عليه سوى استخدام محركات الأنترنت، وهي بدورها تقدمها له بالصوت والصورة، و(المتحف الأثري) في (مالطا) شاهدٌ على ذلك.

dr_alawees@hotmail.com
 

أوتار
فنون التعذيب
د.موسى بن عيسى العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة