ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 13/03/2012/2012 Issue 14411

 14411 الثلاثاء 20 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

عند دراسة مراحل تشكيل السياسة المستقبلية لأي دولة، وتحديد أهدافها الإستراتيجية ، كثيراً ما يبرز رأيان في أوساط صنع القرار لتك الدولة: الأول : يتبنّى مواقف متصلبة، ويرى استخدام القوة للوصول إلى الأهداف الإستراتيجية للدولة. والثاني: يعتمد الطرق الدبلوماسية والمفاوضات للوصول إلى نفس الأهداف. وعلى مدى أكثر من ستين عاماً ساد الكيان الصهيوني الرأي الأول الذي يستخدم الإرهاب والقتل وسيلة لتحقيق أهدافه. لقد كان بن جوريون (( أول رئيس وزراء للعدو الصهيوني )) ، وحتى بنيامين نتنياهو (( رئيس الوزراء الحالي ))، لا يحجم عن استخدام القوة للوصول إلى ما يعتبره (( أهداف إسرائيل))، بل لقد كان يفتعل ظروفاً تهيئ له استخدام القوة والإرهاب والقتل. إنه فيلم إسرائيلي طويل ... شاهده الفلسطينيون آلاف المرات منذ نشأة الكيان الصهيوني عام 1948م ، وتجسّد على الأرض في احتلال إسرائيل لقطاع غزة عام 1956م، ومذبحة كفر قاسم ضد الفلسطينيين الذين لم يرحلوا عن ديارهم عام 1956م، وفي الأيام الأولى للاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة والضفة الغربية في يونيو ((حزيران )) 1967م وفي مذابح صبرا وشاتيلا عام 1982م..! القائمون على تمويل الفيلم متأكدون من نجاح عرضهم، ولو استمر عرضه مائة عام أخرى على هذا الجمهور الساذج ..! لذا نراهم يمّولون بين فترة وأخرى أحد أجزاء هذا الفيلم على غرار أفلام رامبو 3،2،1،.. أما المخرجون فقد أجادوا الصنعة، لدرجة أن أحدهم فاز بجائزة نوبل مناصفة عن دوره في إخراج الأجزاء التي صدرت أعوام 1978و 1981و 1982م ، وآخران استحقا ثلثي الجائزة عن أدوارهما في هذا الفيلم منذ أكثر من ستين عاماً.! حتى مناظر الديكور نفسها، مع الفارق الزمني في تطورها .! ولأنّ الفيلم يدخل في نطاق أفلام العنف فهناك دائماً الضحايا ...! وهم نفس الضحايا في جميع أجزاء الفيلم وإن اختلفت الأسماء ..! ونفس عصابة القتلة مع اختلاف الأشكال ..!فالقتلة الإسرائيليون يجدون متعة في قتل الضحايا العرب ، وعبادة في سفك دماء غير اليهود ، ولقد تفننوا في اقتراف جرائم القتل ضد كل من هو عربي .! وما اغتيال قوات الاحتلال الصهيوني الأمين العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي وأحد قادتها الميدانيين الأسير المحرر محمود أحمد حنني يوم الجمعة الماضي في مدينة غزة الا مثال حي على ذلك. ويبقى التساؤل: إلى متى سيستمر أبناء الشعب الفلسطيني في تعداد شهدائهم؟ وهل بإمكانا أن نجعل عدوّنا يمارس نفس الدور في تعداد قتلاه؟ فجميل جداً أن تضحي من أجل وطنك ... ولكن الأجمل أن تجعل عدوّك يضحي من أجل وطنه.

 

إلى متى سيستمر الفلسطينيون في تعداد شهدائهم؟
عادل أبو هاشم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة