ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 13/03/2012/2012 Issue 14411

 14411 الثلاثاء 20 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

فاصلة:

«القوة تقطن بالقرب من الحاجة».

(حكمة يونانية)

كيف تعاطت الصحف المحلية مع أول حادثة من نوعها؟

مجموعة من الطالبات في جامعة الملك خالد لم يجدن وسيلة للتعبير عن مطالبهن سوى بالتجمهر في مشهد غير مألوف في الحرم الجامعي.

هذا السلوك الاحتجاجي لم تشهده جامعات الطالبات لدينا حتى وهي تفتقر إلى أبسط قنوات التعبير الحُرّ كمجموعات طلابية تناقش المشكلات وتؤازر حقوق الطالبات.

لم يتضح أي من فنون الصحافة لدينا في التعاطي مع الحدث باستثناء الأخبار المتفرقة ومقالات الرأي، مع أن الحدث مادة دسمة للتحقيق أو التقرير الصحفيَّيْن، وهذا ربما له اعتبارات رقابية وأخرى مهنية، بينما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي الحدث بكل شفافية.

ما الذي يحدث للصحفيين في ظل هذا التحوُّل من الإعلام الورقي إلى الإعلام الجديد؟ وكيف هي مشاعر الصحفي الذي يعمل في صحيفة ورقية حينما يرى الجمهور يتفاعل مع الحدث في قنوات التواصل الاجتماعي؟

في الحدث أكثر من جانب يحتاج إلى تحليل، وأكثرها أهمية بالنسبة لي كيف ستسهم الصحافة في تشكيل صورة المرأة السعودية.

في الغرب، وتحديداً عام 1960، ظهرت الحركة النسوية مصاحبة لتطور المرأة الغربية في المجالات كافة، إلا أنّ الإعلام تجاهل هذا التطور، ولم يصوِّر واقع المرأة الغربية آنذاك، واستمر الحال سنوات طويلة حتى تحول الإعلام الغربي في سياسته، وإن كان لا يزال يصوِّر المرأة كنموذج أنثوي فقط، لكن هناك حركات تنظيمية مناهضة لهذا الاتجاه، بينما لا يشهد مجتمعنا أيّ مؤسسة مدنية تُعنى بقضايا المرأة بشكل عام.

كيف نقرأ مستقبل صورة المرأة السعودية في الإعلام في ظل غياب استراتيجية المؤسسات الإعلامية وغياب مؤسسات المجتمع المدني الخاصة بقضايا المرأة؟

اليوم ونحن في قرن المرأة نشهد تطورات وتحرّكات على مختلف الأصعدة، لن تقف المرأة السعودية التي هي جزء من هذا العالم دون تحرُّك والعالم من حولها يموء بالتغيّرات.

تجمهر الطالبات في الجامعة وإن لم يكن سلوكاً معتاداً فهو نتيجة طبيعية لعــدم تطور رؤية المؤسسات التعليمية وسواها ممــــن ترتبط بالشباب الذين هم مختلفون تماماً عن الجيل السابق،

وأرى أن تجاهل الصحف لتصوير حقيقي لتغيّر جيل السعوديات من الاستسلام إلى التعبير الحُرّ عن الحقوق، في أحداث عدة سبقت هذا الحدث وسوف تليه، لن يتوقف عند تغييب مؤشرات تطور المرأة لدينا بل ربما اتجه نحو قراءة ضعيفة للمشهد من خلال تصوير الفتاة أو المرأة السعودية كجزء متمرد وليس كائناً إنسانياً كامل الأهلية.

لست مع الطالبات في تجمهرهن، لكنني أيضاً لست مع تجاهل حقوقهن، أنا مع أنّ علينا بالفعل أن نقرأ أفكار الشباب، أن نحترم احتياجاتهم؛ فلم يعد هناك متسع لتجاهل حقوقهم في عالم صار شعاره الحق لا يموت.

nahedsb@hotmail.com
 

مسؤولية
طالبات الجامعة والصحف والحقوق
ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة