ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 16/03/2012/2012 Issue 14414

 14414 الجمعة 23 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عندما يكون الداء في الدواء فهذه مصيبة...!! قرأت قبل فترة تقريراً لمنظمة الصحة العالمية يشير أن 50% من الأدوية يتم استخدامها بين المرضى بصورة غير ملائمة وأن 40 % من أطفال العالم يتناولون مضادات حيوية بصورة غير ملائمة أيضاً..بل وُصِفت بأنها أشبه بالموت البطئ..

واستناداً إلى مجموعة من أبحاث أجرتها منظمة الصحة العالمية كشفت نتائج هذه الأبحاث أن معظم المشاكل الصحية المنتشرة بين أفراد الشعوب... ناجمة عن تعاطي أدوية مختلفة ومتنوعة.. والتفاوت في الاستخدام ما بين دواء وآخر.. وإلى طرق الاستخدامات غير الرشيدة.

إحصاءات مرعبة حقاً وتقارير مخيفة.. تصدر عن منظمة عالمية ملزمة بمراقبة المعايير الصحية العالمية.. ظهور هذه التقارير والإحصاءات يثبت بما لا يدعو مجالاً للشك... بأن نصف سوق الأدوية العالمية هي سوق غير واقعية... وتخوضها شركات عالمية مصنعة للأدوية وبالتالي إغراق السوق بها مستغلة بذلك العجز الإنساني لفهم كنه هذه الأدوية ومدى فعاليتها. سوق الدواء العالمي بات سوقاً تجارياً بحتاً... ومجالاً خصباً لتنافس شركات الدواء من مختلف الأصقاع... إضافة إلى ذلك تكثيف الترويج لكل دواء يطرح في السوق دون أن تكون هناك حاجة فعلية له... وقد لا يمتاز عن أخرى إلا باختلاف الاسم والثمن الباهظ غير المبرر.

أصبحت بعض شركات الأدوية تشبه إلى حدٍ كبير بعض عصابات المافيا العالمية.. تتلاعب بأرواح البشر كما يحلو لها على حساب المصالح الاحتكارية... وبالتالي الحصول على أعلى الحصص في السوق العالمية.. والتربح باستنزاف جيوب البشر دون مراعاة لكل المعايير الصحية... قد يكون للخطط الإستراتيجية غير المعلنة لبعض الشركات العالمية المصنعة لأي دواء أهداف تصب في مصلحة حكومات هذه الشركات..

وأياً كان الأمر فإن ما يثير الدهشة والاستغراب ويولد القلق والمخاوف هو قضية اختلاق الأمراض... بعض شركات الأدوية في العالم أصبحت تُصَنِع الداء كما تُصَنِع الدواء... لنأخذ مثالاً بسيطاً في هذا السياق {إنفلونزا الخنازير}.. الذي اجتاح العالم في زمنٍ قياسي وأثار ضجة إعلامية عالمية والتي ما هي إلا تكرار لأزمة أشبه ما تكون مفتعلة حدثت قبل سنوات هي أزمة {انفلونزا الطيور} وما تبعها من ضخٍ إعلامي..

خطر الوباء تصدر نشرات الأخبار العالمية... والمشاهد المصورة توالت تُظهِر أناساً أشبه ما يكونون برجال فضاء عالم الخيال يقومون بإعدام الطيور.. استنفار غير مسبوق على الحدود والمطارات للتصدي لنوعٍ جديد من الإرهاب هو {الإرهاب البيولوجي}.. ويبقى البحث عن إبرة في كومة قش... أصعب كثيراً من البحث عن الثراء واستنزاف جيوب ضحايا خُدِعوا بأمراض وهمية من صنع عقول بشرية استهوت نشر الرعب وغسل الأدمغة والتالي حصد الأموال...والنهاية الضحية هو الإنسان.

زوبعة {انفلونزا الطيور والخنازير} - ومن يدري فقد تُصنَع أمراضٌ وهمية أخرى مستقبلاً - لم تكن إلا ذريعة بل مؤامرة يقودها ثلة من سياسي ورجال الأعمال وشركات صناعة الأدوية في العالم الغربي تحمل في طياتها إغراق السوق العالمية بالأدوية المشبوهة لشل الوعي البشري والقدرات الإنسانية والحصول على أعلى الحصص الربحية من سوق تجارة الدواء.

المثير للدهشة حقيقة هو أنه إذا كانت انفلونزا الطيور والخنازير تقتل كما أشيع عنها وقت أن تفجرت أزمتها فإن الإنفلونزا الموسمية تقتل مئات الآلاف في العالم سنوياً...

وإذا كانت {انفلونزا هذه البهائم} تقتل أو تستغل على حساب فقراء العالم فإن هناك مئات الآلاف يموتون يومياً جوعاً ومرضاً وفقراً....

فهل صحة الإنسان والتلاعب بها تجارة رابحة...؟ وهل منظمة الصحة العالمية متواطئة مع الاحتكارات الدوائية العالمية حتى تُطلِق تحذيرات عن أوبئة مختلقة...؟

 

عود على بدء
ما بين الإرهاب البيولوجي والإتجار بالأدوية
زكية إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة