ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 16/03/2012/2012 Issue 14414

 14414 الجمعة 23 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

التدافع والصراع والتنافس والتنازع من سنن الحياة، فقد بدأ بين ابني آدم عندما قتل قابيل أخاه هابيل، وهو صراع مستمر بين الخير والشر، وبين الحق والباطل، بين الأنبياء والمصلحين من جهة، ومناوئيهم ومعارضيهم من جهة أخرى، وبين الأفراد والجماعات والدول والتكتلات، وتثبت الدراسات أن الصراع يشتد عندما تشح الموارد، ويشتد على النفوذ وعلى المكانة الاجتماعية ويشتد إذا كان يدور حول القيم، أو كانت العنصرية والعصبية المقيتة تغذيه. والحضارة المعاصرة أوجدت إنساناً يتزايد استهلاكه وتتزايد متطلباته يوماً بعد يوم، ويقابل ذلك شح وتناقص في الموارد الطبيعية وخاصة التي لا تتجدد منها مثل الحديد والفحم، والنفط وغيرها من المعادن. إن غياب الحكمة والتعقل والإنصاف، وتداخل القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسكانية والعسكرية، وندرة الموارد، وانحسار الغابات، وشح المياه، وتقلص الأراضي الزراعية، وارتفاع درجة حرارة الأرض، والرغبة في الهيمنة من قبل الدول القوية على الدول النامية، كل هذه العوامل المتشابكة ستكون مدخلاً لاضطراب النظم المختلفة في العالم مما ينذر بمزيد من الصدامات والصراعات في أماكن عدة من العالم، وخاصة في الأقاليم والأماكن التي تحظى بأهمية اقتصادية وإستراتيجية وحضارية مثل العالم العربي، وبعض أجزاء إفريقيا وآسيا، وسيصاحب ذلك زيادة في أعداد السكان، حيث من المتوقّع أن يصل عدد سكان العالم في منتصف القرن الحادي والعشرين إلى أكثر من تسعة مليارات شخص. يقول د. أحمد الطحان في صفحة 74 من كتابه (المأزق البيئي) المنشور في عام 1418هـ: (في مناخ الكوارث تنهزم النفوس، وينتشر الشيطان، فتعشش في الدنيا الأوبئة وتزدهر أمراض الحضارة. عالم القوة لا يعرف العقل. للسيطرة والامتلاك فعلت الدول العظمى كل شيء ولم تتورّع عن فعل أي شيء). وبعد زمن أحلام السيطرة بدأت المعاناة. فالاتحاد السوفيتي السابق مثلاً كان من أكثر الدول المغامرة بصنع القنابل النووية، والمفاعلات النووية، دون التخطيط الإستراتيجي بمصير هذه الطاقة، وردة فعلها على البيئة.. وفي هذا السياق أكَّد عالم الكيمياء (ليف فيودروف) أن الاتحاد السوفيتي كان يمتلك عند نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945حوالي 4.5 مليون قنبلة كيماوية، وأنه قرَّر فجأة عدم صلاحيتها للخزن فدفنها في البحار الروسية. وقد ذكرت تقارير بيئية في عام 1994م أن الاتحاد السوفيتي السابق دفن مخلفاته الكيماوة من القنابل المحتوية على غاز الخردل، وغاز الفوسجين، وحامض السيانيد في البحر الأبيض المتوسط، وبحر بارنت، وبحر كارا وغيرها من البحار، وذكر تقرير بيئي آخر أن تلك القنابل لم تكن صالحة للخزن منذ عام 1965م أي بعد مرور عشرين عاماً على تصنيعها. إن الكثير من النفايات النووية والكيميائية سوف تظهر آثارها على البيئة خلال القرن الحادي والعشرين الذي نعيش في بداية عقده الثاني، وسوف تفاقم من مشكلات البيئة، وستكون عاملاً من عوامل التنافس والصراع على الموارد ومصادر الطاقة التي يتوقع أن تكون قليلة وشحيحة، وسوف يضاف إلى تلك النفايات كميات هائلة من النفايات الإلكترونية، والبلاستيكية، والكيميائية، والكثير من النفايات الخطرة.. ولا أحد يعلم إلى متى تظل البيئة تستقبل كل تلك النفايات دون أن ينعكس ذلك على الحياة على وجه الكرة الأرضية ويكون تهديداً مباشراً لها، إن التهديدات التي نشهدها اليوم هي المقدمات لما يمكن أن يحدث في المستقبل ما لم يستيقظ الجميع، ويضعوا حداً لمسببات الكارثة المرتقبة ويحدوا من أخطارها، وكل فرد يعتبر مسؤولاً في هذا الجانب حسب موقعه وحسب نفوذه وحسب قدرته على اتخاذ القرار..!

zahrani111@yahoo.com
- أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمام
 

الحياة والصراعات الجديدة...!
د. عبد الرزاق بن حمود الزهراني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة