ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 16/03/2012/2012 Issue 14414

 14414 الجمعة 23 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

القائد الفارس يؤسس لعهد خليجي جديد
د. عبد الرحمن بن سعد الحقباني

رجوع

 

انبثقت فكرة مجلس التعاون الخليجي في العام 1981م، انطلاقاً من مبدأ شرعي وهدف وطني وإقليمي يقوم على التعاون والتعاضد في كل ما من شأنه مصلحة شعوب الخليج العربي، في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية ، حتى غدا مجلس التعاون نموذجاً وتكتلاً يحتذى وتعادلت فيه القيم والمبادئ بين الأشقاء الخليجين بما يحملون من ميراث إسلامي عميق ومآثر عربية أصيلة قل أن تتهيأ لتجمع إقليمي متجانس في الشكل العام للأنظمة والإدارة والسياسة، الأمر الذي أوصل المجلس إلى مرحلة ناضجة في الرؤية والرسالة والأهداف، وتكامل بين شعوبه مملوء بالعاطفة والحب بين الأفراد والجماعات، وعمق الانتماء لله ثم للوطن وقادته وولاة الأمر، إلى أن جاءت ساعة الصفر ليعلن القائد الفارس المخلص الحكيم خادم الحرمين الشريفين دعوته نحو تحويل المجلس من مجرد مجلس للتعاون تضبطه فقط القيم والآداب والأعراف إلى تكتل واتحاد سياسي واقتصادي وثقافي في السلم والحرب يضبطه نظام وتحفظه قواعد ومرجعية صلبة يأتي في مقدمتها الاتحاد في الفكر والثقافة والتعليم .

إن التعليم بما يقدمه للأفراد والجماعات من مناهج ومقررات وأهداف وما يتضمن من قيم ومبادئ وفكر وتربية، هو الأقدر على صناعة الاتحاد وصهر المجتمع الخليجي في بوتقة واحدة تذوب معها كل الحواجز والقواطع والجغرافيات ، وتزول أمامها الصعوبات والعوائق التي خلفتها الحقب الماضية ، من شرذمة وتجزئة أضعفت قوى الأمة الخليجية وجعلت كل دولة ذات اتجاه خاص بها رغم أن ما يجمعها أقوى وأكثر مما يفرقها.

إنني أدرك صعوبة وليس استحالة تحقيق الاتحاد في كافة مناهج التعليم ولكنني أدرك أن الاتحاد لا تبنيه العلوم والرياضيات فحسب، بل إن المناهج الأقدر في تكوين الاتحاد وتجذيره وتعميقه وحفزه، هي المناهج ذات القيم الأصيلة التي تخاطب الشعور وتغذي القلوب والوجدان وتكون الاتجاهات وهي التي تتمثل في مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية والاجتماعيات بالإضافة إلى العلوم والرياضيات.

يجب أن يتحمل مكتب التربية العربي لدول الخليج مسؤوليته الخليجية ويعمل جنباً إلى جنب نحو تعزيز الاتجاه نحو الاتحاد الخليجي، وأن تتعدى جهوده في توحيد مناهج العلوم والرياضيات إلى المناهج التي تبني الفكر وتعزز الانتماء الخليجي وتقوي اللحمة الوطنية الكبرى، وأن يتبنى مناشط وبرامج تعزز الارتباط وتذيب الفوارق، انطلاقاً من المدرسة التي هي الوحدة الأساسية في تكوين الاتحاد الخليجي.

إن التجربة السعودية في توحيد المملكة العربية السعودية رغم أراضيها الشاسعة وتعدد ثقافاتها وتلون اهتماماتها، تعد أنموذجاً يحتذى في هذا العصر، حيث عمد المؤسس ـ رحمه الله ـ إلى بناء هذا الكيان بناءً فكريا ووجدانياً قبل أن يوحده سياسياً وجغرافياً.

لقد كان العلم والتعليم والثقافة الأداة الأقوى في المجتمع السعودي، وتحويله إلى أمة واحدة، وأحسب أنها تجربة مهمة لتكوين هذا الاتحاد الخليجي في فكره ووجدان شعوبه ومبادئه وقيمه.

إن خادم الحرمين الشريفين ملك قلوب شعبه وها هو يملك قلوب الشعوب الخليجية بهذه الدعوة الأبوية الحانية التي يستشرف فيها المستقبل ويؤكد فيها على إنتاج زمن لا ينفع معه إلا الاتحاد وفي الاتحاد قوة ومنعة وعزه.

* رئيس اللجنة الوطنية للتعليم الأهلي بمجلس الغرف السعودية

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة