ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 17/03/2012/2012 Issue 14415

 14415 السبت 24 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

خرج منتخبنا الوطني من تصفيات كأس العالم 2014م بعد خسارته الأخيرة من أستراليا (2-4). ليغيب عن المونديال مرة أخرى كما غاب عن مونديال 2010 بجنوب إفريقيا. ولو تتبعنا أسباب الخروج والإخفاق الكروي السعودي لوجدنا أنها متعددة، ويتحملها أطراف عدة منها الإعلام والأندية وعلى رأسها اتحاد الكرة.

وسأحاول في السطور التالية أن استعرض تلك الأسباب حسب ما أراه ومن وجهة نظر خاصة جدًا.

1 - اتحاد كرة القدم:

يقيل ويستقيل ويبعد ويغير في الشخصيات بطريقة لعبة الشطرنج لإرضاء طرف أو آخر.

إذا غابت لغة الأرقام تتحكم العواطف باتخاذ القرار.

2 - الأندية:

تعمل الأندية عبر وسائل الإعلام عن طريق الرؤساء والإعلاميين وجماهير الأندية إلى شحن الشباب بالتعصب الرياضي الذي يؤدي إلى الاحتقان ويلاحظ ذلك بحالات الإغماء التي لا نشاهدها إلا في السعودية أو بعض الدول العربية ولكن لم نشاهد جماهير ألمانيا أو اليابان في حالات إغماء وسوف نصل للأسباب بلغة الأرقام وبالتالي انعكاس ذلك على منتخب الوطن والهجوم على هؤلاء اللاعبين المساكين لأنهم لا ينتمون إلى النادي المحبب.

3 - الإعلام الرياضي:

يساعد أحيانًا وفي كثير منها على تأجيج الرأي العام بأسئلة يرى بأنها مثيرة وكلما زادت الإثارة السلبية يرى بأنه ضع برنامج ناجح دون الأخذ بالاعتبار بأن هناك في الشارع الرياضي عقلانيًا ويرى بأن هذه الإثارة لا تخدم الوطن أو المنتخب أو الأندية في التمثيل الخارجي.

4 - المحللون:

وفي زمن ثورة المعلومات وكثرة القنوات أصبحوا مطلوبين في كل القنوات السعودية وغيرها ينثرون أقوالهم وآرائهم وميولهم وعواطفهم دون تحقيق أهداف في الطرح واضحة ومن ثم يساعدون على نشر هذه الثقافة السلبية التي لا ترى سوى ناديه المفضل ولاعبه المفضل.

لغة الأرقام:

لم تتأهل إنجلترا التي علمت العالم كرة القدم للمونديال عامي 1974، 1987 مع أنها تمتلك نجم أوروبا الأول في ذلك الحين كيغن كيغان ونجومًا آخرين بحجم تريفور فرانسس وبروكنج وبراين روبسون ولم تحارب نجومها لأن الرأي العام يفهم لغة الأرقام.

وتأهلت عام 1982 في إسبانيا وكرّمت نجومها تقديرًا لهم بالمشاركة بدقائق في بعض المباريات وهم كبار في السن. وبقي كيغن كيغان حتى اعتزاله مطلبًا لجميع الأندية لأن لغة الأرقام تقف بصفة.

ولكم هذا المثال: في إحدى المباريات التي شارك فيها كيغن كانت نسبة استحواذه على الكرة دقيقة واحدة من أصل تسعين دقيقة ولكن عندما نجزئ الدقيقة إلى ستين ثانية فهو شارك بلمس الكرة ستين مرة أثناء المباراة بتمرير سليم من لمسة وتسجيل وصناعة هدف وسيطرة وقطع كرة على الخصم حتى سجلت له لغة الأرقام نجم المباراة.

هكذا يتعامل الأوروبيون مع النجوم بدون عواطف ويستقطبونهم في أي مكان من العالم وقد استقطبت إيطاليا نجم أوروبا الأول جورج ويه من ليبيريا التي لا تحمل أي منجز في قارة إفريقيا.

فرنسا عام 1990 و1994 لم تتأهل إلى نهائيات كأس العالم رغم وجود نجوم كبار أمثال بابان وكانتونا ونظمت كأس العالم 1998 وحازت على اللقب لأن لديهم مركز معلومات متكاملاً عن كل ما يخص كرة القدم في العالم فبلغة الأرقام تعاملت مع الحدث.

من لا يعرف لغة الأرقام عليه تحليل هذا المثال:

استضافت قناة الجزيرة الرياضية قبل انطلاق مونديال جنوب إفريقيا 2010 أحد النجوم العرب السابقين والمدرب الألماني شتيليكيه. وتم طرح السؤال التالي عليهما: هل غياب نجم ألمانيا الأول مايكل بالاك بسبب الإصابة له تأثير على ألمانيا خلال المونديال أم لا؟

جاءت إجابة النجم العربي بنعم مؤثر جدًا لما يملكه من ثقل وخبرة واسعة وهو اللاعب رقم واحد في الفريق الألماني ويصعب تعويضه.

في حين جاءت إجابة الألماني بلغة الأرقام التي لا نجيدها عندما قال: هناك لاعب ألماني حل مكان بالاك بعدما وصل في أدائه مع النادي والمنتخب إلى أرقام وإحصائيات في الاستحواذ والتمرير المتقن وقطع الكرة من الخصم وتطبيق الخطط يعادل ويفوق النسب المسجلة لمايكل بالاك.

بدون أن نعرف كمتابعين هذا اللاعب وعند انطلاق كاس العالم فاجأت ألمانيا العالم بأفضل صانعي لعب وهم مسعود اوزيل وموللر وخضيرة وحصلوا على المركز الثالث عالميًا واكتسحوا الأرجنتين مع مسي وإنجلترا مع لامبارد وجيرارد بالأربعة.

مثال لغة الأرقام بين الألماني كلوزة

وياسر القحطاني ومقارنتها بالعاطفة

شارك كلوزة في كاس العالم لأول مرة 2002 ولم يشارك القحطاني لصغر سنه وفي عام 2012 كلوزة مطلوب في خريطة الفريق الألماني رغم تخطيه 34 سنة، وياسر يطالب بالرحيل لكبر سنه وترك الكرة هكذا نتعامل مع الأحداث.

مثال بين الكرة في (اليابان) و(بنجلادش):

في نهائيات كأس آسيا 1980 في الكويت شاركت بنجلادش في البطولة في حين لم تشارك اليابان ولم يكن لها تاريخ يشفع لها بالمشاركة. وسخّرت اليابان التقنية بلغة الأرقام لخدمة الكرة في الأندية وانعكس ذلك على المنتخب فحصلت في عام 1992 على أول بطولة قارية في تاريخها واندفعت تحطم الأرقام في أكبر قارة حتى تخطت المنتخبات التي سبقتها (السعودية إيران كوريا الكويت) وحجزت موقعًا ثابتًا في الوصول لكأس العالم وأصبح اللاعب الياباني يعمر في الملاعب ومطلوبًا في الدوريات الأوربية. أما بنجلادش التي لا تجيد لغة الأرقام مع فارق الإمكانات بقيت في مكانها.

حلول ومقترحات:

1 - إنشاء إدارة دراسات وتخطيط تابعة لاتحاد كرة القدم.

2 - إنشاء مركز معلومات متقدم يختص بكرة القدم إحصائيات وأرقام عن (الأندية الرياضية: اللاعبين والمدربين الوطنيين والكفاءات والمواهب) والبحث عنهم وتسجيل معلوماتهم.

3 - تطوير نظام الانتخابات في الأندية أسوة بالنظام المعمول في الانتخابات البلدية رغم حداثتها.

4 - الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في مجال كرة القدم مثل تجربة اليابان.

5 - التوسع في إنشاء الملاعب الرياضية لجميع الأندية مثل التجربة القطرية والإماراتية.

6 - تحديد الأهداف ثم رسم الخطط قصيرة الأجل وطويلة الأجل التي تحقق تلك الأهداف.

7 - تكوين منتخبات للمناطق بمختلف المستويات السنية ومتابعتها من قبل إدارة ومدربي المنتخبات، وتحديثها باستمرار.

8 - التعجيل بتطبيق نظام خصخصة الأندية. لدوره المهم في الارتقاء بمفهوم الاحتراف وإيجاد بيئة كروية منسجمة احترافيا بين اللاعبين والمدربين والإدارة.

7 - إبعاد المحللين غير المؤهلين عن وسائل الإعلام الذين يبثون أفكارهم الضيقة وأهدافهم المبنية على العاطفة والميول. واستقطاب المؤهلين.

مدرب وطني

 

إذا غابت لغة الأرقام تتحكم العواطف باتخاذ القرار(1)
غازي بن مطلق الخشرم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة