ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 19/03/2012/2012 Issue 14417

 14417 الأثنين 26 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ذُكر هنــــا في الجزيرة قبل أيام على لسان رئيس الهيئة العامة للغذاء والدواء أن 70% من الأغذية لدينا مستوردة من عدة دول، قريبة وبعيدة، وأنهم يسعون -أي الهيئة- بكل طاقاتهم لفحص ما يرد إلينا من أطعمة، والتثبت من صلاحيتها ومطابقتها للمعايير والمواصفات المعمول بها في مجال الغذاء.

فالرئيس والهيئة يشكرون بحق على جهودهم، كما أنه قدم رؤية واضحة تكشف تعلقنا كمستهلكين بالمستورَد، حيث ننجذب نحو إغراءات المستورِدين، وتجار الجملة، وأصحاب الوكالات التجارية الذين يتفننون في عرض كل ما هو جديد بغض النظر عن جودته أو أهميته.

ومع أن هذه النسبة عالية، إلا أن ما يقلق أكثر ولم يذكره رئيس الهيئة هو أن بقية النسبة أي 30% من الأغذية تصنع محلياً، إلا أنها تقدم للمستهلك بأدوات مستوردة، وأيد وافدة.. بمعنى أن المستهلك بات إجمالاً يعتمد على المستورد.

فالأجدى في ظل هذه النسبة العالية من استيراد الغذاء من الخارج أن يتم تفعيل الإنتاج المحلي، وإعادة الثقة بالمنتجات والصناعات الوطنية، لأن الكثير منها في الحقيقة غاب، أو غُيّب عن السوق بسبب استيراد الكثير من المنتجات التي تنافسها ولا تجد دعماً لها أو تشجيعاً للعاملين فيها.

ومع أن ارتفاع نسبة المستورد إلى هذا الحد هي ليست قضية هيئة الغذاء والدواء، إنما الواجب أن تكون قضيتنا نحن المستهلكين وكذلك المسؤولين، كأن يتم عمل مشروع وطني يقلص نسبة الاستيراد، ويدفع باليد العاملة المحلية نحو العمل في الصناعات الغذائية، لعلنا ولو بعد أعوام نحتفل جميعاً في خفض هذه النسبة في ظل العمل الوطني الهادف والمتميز.

وبما أن الغذاء بات سلعة مستوردة، فما الذي تبقى إذاً؟!.. فمن الأجدى أن نخفف من تحرزات الخوف على الماء والتربة، لأن المياه وإن كانت مالحة، أو من البحر فإنه يمكن للطاقة بأنواعها أن تحولها إلى صالحة للشرب، وكذلك التربة حينما تتم معالجاتها بوسائل علمية ستعود صالحة للزراعة.

فلا خوف إذاً على المياه والتربة بهذه الطريقة التي قد توحي بأنها من قبيل الإشاعة لكي تستمر مشروعات الاستيراد في غذائنا البسيط الذي نعجز رغم مواردنا وأرضنا وطاقتنا وأيدينا العاملة عن توفيره ولو بنسبة معقولة.

فمن الأجدى أن لا نلتفت إلى مثل هذه التكهنات والتخمينات حول ما يوصف من شح محتمل بالمياه، ونقص في عناصر التربة، وربما آخرها تكهنات سترفع نسبة مبيعات المستورد وهي أنه في حلول عام 2020م سنتوقف عن الزراعة والتصنيع الغذائي المحلي بحجة شح الماء والمحافظة على التربة، وكأننا لا نعيش فوق مخزون مائي هائل، وتربة غنية يكلؤها الله برعايته منذ بدأ الخليقة.

hrbda2000@hotmail.com
 

بين قولين
من أجل الغذاء
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة