ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 20/03/2012/2012 Issue 14418

 14418 الثلاثاء 27 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

هل نتقن تحويل القضايا الخدمية والادارية الى أزمات وقضايا رأي عام، قد تستغل سياسيا مع تأخر أوضعف المعالجة والحسم لحل المشكلة من عمقها وفي إطارها، والاعتراف بالتقصير ومعاقبة المقصر دون تردد؟.

أحيانا تصعد المشاكل بسبب إهمال اداري، لتتحول الى قضية رأي عام، ودائما هناك محركون لها، ليس بالضرورة ان لديهم نوايا سيئة اومعقدة، لكن الجمهور يبحث عن فكرة ما يتحلق حولها، والفكرة تأتي حول خلل ظاهر.

كما يحدث في مسارات اخرى ان يتحول شخص مجهول، اومعروف في نطاق محدود، اومكان، أوإدارة، الى وسط الضوء ليصبح هوالحدث والمحرك والرمز في الوقت ذاته.

وأحيانا يصبح الاسترخاء الاداري اساس المشاكل، أوهوالمشكلة برمتها، استرخاء يسمح مع الوقت بالترهل، لتتضخم الاشياء من حولنا دون أن نشعر، لتصبح حالة يفترض ان تكون عادية، قضية.

ذات الحالة تتكرر مع أفراد، بسبب سوء التقييم اوالتأخير في التوضيح، اوانعدامه احيانا بشكل شبه كامل، حيث يحدث ان يوقف شخص-اشخاص - في قضية لها علاقة بالرأى، أوحرية التعبير بطريقة قد يجدها صاحب قرار ما، غير موفقة اومستحبة، لكن هذا الايقاف قد يستمر ويترك دون معالجة، ليبقى الموقوف موقوفا حتى إشعار اخر!، فيما يتأخر التوضيح عن القضية وملابساتها، اولايأتي، وهوما يترك الاحداث والمواقف والتفسيرات في ذمة عصر الشبكات الاجتماعية وأدوات الاعلام الجديد، والتي تتجاوز جدار الاعلام التقليدي لتصل تقريبا لكل شيء، عبر هاتف جوال اومتصل بالانترنت، وبالتالي خلق حالة ارباك اجتماعي، يتحول معها اللامبالى الى متعاطف، والمتعاطف الى متحمس، والمتحمس الى صاحب قضية، لديه القابلية للتضحية من اجلها،- من أجله.

عندها يكون التجييش قويا باتجاه قضية - اوشخص، وفجأة تجد نفسك امام نجم جديد اوبطولة على الساحة، اوقضية لها رمزيتها.

وفي الحالتين، حالة الشخص، اوالمسألة التي أصبح لها رأي عام -جماهير داعم، تتطور الامور بشكل غير مقصود- وفي اللاوعي، قبل ان تتجسد في تيار اوشكل من أشكال الجمهرة الحقيقية المخلصة للقضية- والشخص، ليبقى السبب المشترك والدائم، هوسوء التقدير، وبطء المعالجة، وفي حالات عدة يكون العناد الإداري جزءا من تركيب المعضلة، ومشاركا فيها.

عندها قد تحمل القضايا الادارية والمدنية والانسانية اكثر مما تحتمل، وقد تسيس ايضا، وذلك امر خطير ومشوش، ويمنح صورة غير واقعية، قد تتطور لخلق مواجهة غير مستحبة عبر تجمهر اوتجمع، واقعيا وافتراضيا، لكن تبقى مجرد بداية، فالتطورات ثبت دائما ان غالبيتها ليست الا بسبب خطأ اداري من موظف مهما كان حجمه، موظفا ظاهرا اوخفيا مستترا، وضع لخدمة الشعب، واذا به يتحول الى صانع ازمة.

 

صنَّاع أزمات أم خدام الشعب...؟!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة